رحيل رفيق الشهداء وصديق فلسطين محمد الفكاك

انتقل إلى عفو لله ورحمته، المناضل الصلب، محمد الفكاك، الرّجل الفريد والأصيل، والذي يجمع كل من عرفه أنه أيقونة مدينة خريبگة، ورجلها الذي آمن حتى آخر رمق بقضايا الكادحين، وظل دائما في طليعة المناضلين المثقفين اليساريين الذين لم يبدلوا تبديلا.
عن هذا الرحيل قال الفاعل السينمائي، ضمير الياقوتي: «برحيل محمد الفكاك يرحل عنا أحد أبرز وجوه مناصرة العدالة والنضال المتواصل وغير المشروط من أجلها، أحد أبرز وجوه مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة… فلروحه السلام ولأفراد أسرته صادق التعازي وأحر المواساة».
أما الناقد السينمائي سعيد المزواري، فكتب: «الفكّاك إنسانٌ يحمل تاريخ البشرية على كتفيه. نبيٌّ بلا أتباع. ملحمةٌ تمشي على قدمين. كائن مفعمٌ بالغرابة والألفة في آن، مزيجٌ انفجاري من غضبٍ وحنين، شعلةٌ من الصّدق تخطو في معلم غير المعلم المادي الذي نهيم فيه. منحى النّضال والقضايا والإديولوجيات … وكأنّه ينتمي لعالمٍ موازٍ أو حطّته للتّو بيننا آلة سفرٍ من زمن الستينات، أو أنّ فقاعة غير مرئية وضعته في مأمن من جرّافة الليبرالية الجديدة التي ألغت كلّ القيم وسطّحت المفاهيم وجعلت لكلّ الأشياء ثمناً من دون أن يبقى لشيءٍ قيمة».
وقال في حقه الناقد السينمائي مصطفى العلواني: «بعيون دامعة وقلوب مجروحة ننعي أخانا ورفيقنا السي محمد الفكاك الذي أسلم الروح لباريها.. السي محمد رفيق الشهداء وصديق فلسطيين».
وتابع: «ما اظن أن مسيرة من مسيرات الشعب المغربي للمطالبة بترسيخ الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية أو لنصرة شعب فلسطين، إلا وكان ابن الزهراء المناضل محمد الفكاك حاضرا فيها، بل وفي مقدمتها مدججا بأعلامه وصور المناضلين الأمميين.
رجل التعليم ابن المدينة العمالية خريبكة مدينة الفوسفاط، تعرفت على الرجل بالمهرجان الثاني للسينما الافريقية بخريبكة 1983، وما لبثت صداقتنا أن ترسخت بعد لقائنا بالمؤتمر الثاني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمعرض الدولي بمدينة الدار البيضاء 1986 والذي كان من بين نجومه.
ظل السي محمد فكاك فريد سربه منذ أن لمع كمناضل بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب في مؤتمره 13 .كان السي محمد وإلى آخر رمق من حياته شعلة متقدة لا يخاف في قول كلمة الحق أو الجهر به لومة لائم. رحم لله السي محمد الفكاك وخلد ذكراه عطرة محفوظة في ذاكرة كل من عرفوه وخبرو قناعاته الديمقراطية والوطنية والأممية».
وكتب عز الدين كريرن، مدير المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة: «ببالغ الحزن والاسى توصلنا بخبر وفاة الاستاد المناضل الفقيد محمد الفكاك بعدما الم به المرض لمدة 11 يوما بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، توفي صباح يومه الاربعاء 3 يناير 2024.. وبهذه المناسبة الاليمة اتقدم باحر التعازي الى زوجته المناضلة حفيظة العلالي وإلى ابنه المهدي وبناته وكافة افراد العائلة راجين من العلي القدير ان يسكنه فسيح جناته ويلهم دويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
وفي نفس السياق، نعاه الناقد السينمائي عبد العزيز ثلاث قائلا: «يعتبر الفقيد ايقونة مدينة خريبكة فهو عضو مساند لكل المضلومين ظل طول حياته رافعا صوته في وجه الظلم والظالم .. ومات ولم تتحقق العدالة التي تمناها.. محمد الفكاك لروحك الطاهرة السلم والسلام».


بتاريخ : 04/01/2024