بين «آمال حذرة» من الأمم المتحدة ودعوات إلى تجنب «الفوضى»، تتالت ردود فعل المجتمع الدولي على سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجوم خاطف للفصائل المعارضة أنهى نصف قرن من حكم عائلة الأسد.
غوتريش يرحب ويدعو إلى حماية الحقوق
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد ب»سقوط النظام الديكتاتوري» لبشار الأسد في سوريا، مكررا دعوته إلى حماية «حقوق جميع السوريين».
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن في وقت سابق «يمثل اليوم لحظة فاصلة في تاريخ سوريا، وهي الأمة التي تحملت ما يقرب من 14 عاما من المعاناة المستمرة والخسارة التي لا توصف»، معربا عن «تضامنه مع كل من تحملوا وطأة الموت والدمار والاعتقال وانتهاكات حقوق الإنسان التي لا تعد ولا تحصى».
واشنطن : فرصة-تاريخية للسوريين
رحب الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، مؤكدا أن هذا الأمر يشكل «فرصة تاريخية» بالنسبة إلى السوريين.
وقال بايدن في كلمة من البيت الأبيض «أخيرا، سقط نظام الأسد»، متحدثا عن «فعل عدالة أساسي» و»فرصة تاريخية» للسوريين من أجل «بناء مستقبل أفضل»، مع تحذيره من «الغموض والأخطار» الناتجة من الوضع الراهن.
من جهته، قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إن الأسد «فر من بلاده» بعدما فقد دعم حليفته روسيا. وقال عبر منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال إن «الأسد رحل. لقد فر من بلاده. إن حاميته، روسيا، ، لم تعد تكترث لحمايته بعد الآن».
موسكو تضفي الغموض حول تواجد الأسد بروسيا وتعلن عن اتصالات مع المعارضة
رفضت الرئاسة الروسية الاثنين تأكيد وجود الرئيس السوري بشار الأسد في روسيا، بعدما أفادت وكالات الأنباء الروسية نقلا عن مصدر في الكرملين أن الرئيس السوري لجأ مع عائلته إلى موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «ليس لدي ما أقوله لكم عن تنقلات الرئيس الأسد» موضحا أن «لا اجتماع (مرتقبا بين فلاديمير بوتين والأسد) على الأجندة الرسمية للرئيس» الروسي. وأضاف «العالم بأسره فوجئ بما حصل، ونحن لسنا استثناء».
وكانت وكالات الأنباء الروسية نقلت عن مصدر في الكرملين مساء الأحد أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته موجودون في موسكو بعد إسقاطه في هجوم للفصائل المعارضة المسلحة.
وأشار المصدر إلى أن روسيا تجري اتصالات مع فصائل المعارضة، موضحا أن قادتها «قدموا ضمانات بشأن أمن القواعد العسكرية والممثليات الدبلوماسية الروسية على الأراضي السورية».
ولدى روسيا، الحليف الرئيسي لبشار الأسد والتي شاركت عسكريا في النزاع السوري منذ العام 2015، قاعدة بحرية في طرطوس ومطار عسكري في حميميم.
تركيا تحث على انتقال سلس
حث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأطراف الإقليميين والدوليين على ضمان «انتقال سلس» للسلطة في سوريا.
إلى ذلك، أكد فيدان أن بلاده تريد المساهمة في «ضمان» وحدة سوريا وسلامتها بعد سقوط الأسد. وأوضح على إكس إن «تركيا مستعدة لتحم ل مسؤولية كل ما هو ضروري لتضميد جراح سوريا وضمان وحدتها وسلامة أراضيها وأمنها».
إيران ستعتمد «المقاربات الملائمة»
أعلنت إيران الأحد أن ها ستعتمد «المقاربات الملائمة» حيال التطورات في سوريا بما يتوافق مع سلوك «الأطراف الفاعلين» في دمشق، بعد سقوط حليفها.
ولم يأت البيان الإيراني على ذكر الرئيس السوري كما لم يشر إلى «محور المقاومة».
وأوردت وكالة أنباء فارس الإيرانية في تعليق انتقادي نادر للرئيس السوري «كان بشار فرصة لإيران، لكنه لم يعر اهتماما كافيا بتوصيات الجمهورية الإسلامية».
ودعت طهران السبت «الحكومة السورية والمعارضة الشرعية» إلى الانخراط في مفاوضات.
بدا أن هذا التصريح لوزير الخارجية عباس عراقجي يعكس تغييرا في لهجة إيران التي كانت تصف أي شكل من أشكال المعارضة في سوريا بأنه «إرهاب».
فرنسا ترحب
رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسقوط «دولة الهمجية» في سوريا، مؤكدا التزام باريس «أمن الجميع» في المنطقة.
وكتب ماكرون على منصة إكس «سقطت دولة الهمجية. في النهاية. أحيي الشعب السوري، وشجاعته، وصبره. في هذه اللحظة من عدم اليقين، أرسل له تمنياتي بالسلام والحرية والوحدة» مضيفا أن فرنسا «ستبقى ملتزمة أمن الجميع في الشرق الأوسط».
بريطانيا تدعو إلى استعادة الاستقرار
رحبت بريطانيا بسقوط «النظام الهمجي» في سوريا، ودعت إلى «استعادة السلام والاستقرار».
وقال رئيس الحكومة كير سترمر في بيان إن «الشعب السوري يعاني منذ وقت طويل جدا في ظل نظام الأسد الهمجي، ونحن نرحب برحيله. أولويتنا الآن هي ضمان أن يسود حل سياسي واستعادة السلام والاستقرار».
السعودية تدعو إلى تضافر الجهود لحماية سوريا من الفوضى
دعت السعودية إلى تضافر الجهود لحماية سوريا من الانزلاق نحو «الفوضى والانقسام».
وقالت الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية «إذ تؤكد المملكة وقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق وخياراته في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا، تدعو إلى تضافر الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتلاحم شعبها، بما يحميها من الانزلاق نحو الفوضى والانقسام».
الأردن يؤكد وقوفه إلى جانب السوريين ويدين احتلال إسرائيل للمنطقة العازلة
أكد الملك عبدالله الثاني الأحد وقوف الأردن إلى جانب السوريين واحترام «إرادتهم»، داعيا لتجنب انجرار البلاد إلى «الفوضى» بعد إعلان إسقاط الأسد.
كما أدان الأردن «احتلال» إسرائيل المنطقة العازلة في جنوب سوريا المحاذية للجزء الذي تحتله الدولة العبرية من هضبة الجولان منذ العام 1967.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال جلسة لمجلس النواب «ندين دخول إسرائيل إلى الأراضي السورية وسيطرتها على المنطقة العازلة»، واصفا ذلك ب»العدوان»، ومعتبرا إياه «خرقا للقانون الدولي، وتصعيدا غير مقبول، واعتداء على سيادة دولة عربية».
المفوضية الأوروبية مستعد للمساهمة في إعادة البناء
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأحد أن الاتحاد الاوروبي مستعد للمساهمة في إعادة بناء دولة سورية «تحمي كل الأقليات». وكتبت على إكس «أوروبا مستعدة لدعم الحفاظ على الوحدة الوطنية وإعادة بناء دولة سورية تحمي كل الأقليات».
بدورها، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن سقوط الأسد مؤشر على ضعف حليفتيه روسيا وإيران.
وكتبت على إكس «إن نهاية ديكتاتورية الأسد هي تطور إيجابي طال انتظاره. وهي تظهر ضعف داعمي الأسد، روسيا وإيران»، مشيرة إلى أن أولوية الاتحاد كانت «ضمان الأمن» في المنطقة.