باقة من رسائل سيمونون وفيلليني في زمن SMS
عن دار «نثر» العُمانيّة ، صدر للمترجم والكاتب أحمد الويزي كتاب جديد بعنوان» رسائلُ مختومة بطابَع المَسرة».
الكتاب ترجمة لباقة مُنتقاة من الرسائل البديعة، التي كان لها الفضل في توطيدِ عُرى الصّداقة والمحبّة بين عملاقيْن: الكاتبُ البلْجيكيّ جورج سيمونون، وجوهرة السينما الإيطالية فديريكو فيلّليني.
وضع أحمد الويزي للكتاب مقدّمة، شرح فيها طبيعة الظروف التي جمعت بين هذيْن الكبيرين.
يسعى هذا الكتاب، حسب مترجمه أحمد الويزي، إلى استعادة بعض اللحظات الشاردة من عمر الصداقة الوطيدة التي جمعت بين قامتين أوربيتين كبيرتين: الكاتب جورج سيمونون وعملاق السينما الإيطالية فيديريكو فيلليني.. وهي صداقة وطيدة في الحياة والأدب والفن، نشأت عفوية منذ البداية، لكنها سرعان ما تعضدت، وتقوت بدافع التقدير المتبادل بين الرجلين، والاحترام الكبير لموهبة كل منهما، والتشجيع المتواصل على العطاء المتميز. و»قد ساهمت في توثيق أواصر هذه المحبة، ثلة من الرسائل الورقية المهمة التي تبادلها الصديقان لما يربو عن عقد من الزمن؛ فشكلت بذلك تجربة تواصلية فريدة، يمكن أن نلحقها بالتجارب التواصلية العظيمة التي جمعت بين أدباء وفنانين كبار آخرين، يتوزعون بين مشارق الأرض ومغاربها؛ وهي – لعمري- التجربة التي يكاد عهد السبيرنطيقا المطبق اليوم أن يغطي عليها برسائل افتراضية قصيرة، ليس فيها بوح مستقطر للوجدان، ولا ترجمة متموجة ومفعمة بالحرارة، لما يعتمل بدواخل المرء من لواعج وأحاسيس.
لقد جمعت تجربة سيمونون وفيللني التراسلية خبرتين مختلفتين في الحياة والمعرفة التخييلية، وقامتين فنيتين غير متناظرتين، لكل منهما مجال اشتغاله الإبداعي وقناعته وتصوره الخاص به للفن والحياة. لكن هذا لم يمنع الرجلين من تقاسم الكثير من لحظات الصفاء النفسي والذهني بينهما، والتعبير عن الإعجاب والتقدير لبعضهما والاشتراك في بضعة آراء وقناعات معرفية، والتحدث عن نفس الحالات النفسية الرهيبة، التي ما تنفك تهجم بشراسة على المبدع، وتلتهم دواخله، وتهدده بالإحباط».