رسائل إلى عبد الله بوانو… لعله يشفى من عقدة اسمها الاتحاد الاشتراكي (½)

ابتلعتَ كل الإهانات وتناسيتَ كل الصفعات، حين خاطبك شيخك بسخرية مهينة أمام الأتباع والمريدين، قائلا لك: «انت بعيد عن القيادة، خاصك تستنى 50 عاما!». هنا فقط أتفق مع شيخك، فأنت لم تخلق لتكون قائدا! فرغم صراخك في البرلمان لتبدو «زعيما يتقمص دور الرئيس»، فأنت مستعد لتخسر كل شيء، مستعد لتخسر «كرامتك»، مستعد لتقبل إهانات بنكيران، لكنك لست مستعدا لتخسر مصالحك! وهذا يجعلك تهاجم وزيرا وتغازل آخر حسب المصلحة !!!
وها أنت تحولت مرة أخرى إلى ما كنته دائما، وتريد تقديم ملتمس الرقابة ناسيا أنك ركبت (أوطوسطوب وتريد قرصنة السياقة!) كما قال سي عبد الرحيم شهيد.
تتصور أنك تستطيع الإساءة إلى الاتحاد الاشتراكي، إلى الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر، إلى رئيس الفريق الاشتراكي الأستاذ عبد الرحيم شهيد.
لا نقبل ذلك، فمن قلب عنادنا الاتحادي الصميم، يسرنا أن نبشرك؛ الاتحاد الاشتراكي قاطرة النضال الوطني والديموقراطي، بالأمس واليوم وغدا…
يسجل التاريخ، يسجل الرأي العام، الوطني والدولي، أن حزب الاتحاد الاشتراكي دخل التاريخ من أبوابه الواسعة..
النضال عنوانه الاتحاد الاشتراكي والباقي مؤقت وعابر سبيل …
شيخك بنكيران سلمناه بالأمس مقعدا له الصلاحيات الواسعة في تدبير شؤون بلدنا، فاستعمله لتدبير العلاقة مع من ظلوا في سفينته التي انقلبت عشية الفهم الكبير…
لشكر مؤسسة، قائد سياسي بشرعيات تاريخية ووطنية وديموقراطية وليس ظاهرة صوتية….إدريس لشكر رفع شعار «الوطن أولا…الوطن دائما» أما شيخك الذي رفع عنه القلم فجسده في المغرب وقلبه وسيفه مع التيار الاخواني العالمي …
إدريس لشكر ابن مدرسة الزعيم التاريخي عبد الرحيم بوعبيد ورفيق الشهداء العظماء، المهدي وعمر وكرينة…
إدريس لشكر قائد حزب له تاريخ، ومن له تاريخ له مستقبل…
زمن التضليل والتخدير انتهى، والمغاربة لا ينخدعون إلا مرة واحدة …
سيبقى الاتحاد كبيرا لأنه مؤسس على مبادئ وأفكار، على الوفاء للوطن وحب المغرب ، على النضال الديموقراطي والإبداع السياسي …أما شيخك وصبيانه فقد كان عابر سبيل ، خطأ تم تصحيحه بنباهة وذكاء المغاربة في 2021 … المغاربة لا ينخدعون إلا مرة واحدة …
شفاك الله، شافاكم الله من عقدة اسمها الاتحاد الاشتراكي، شافاك الله، شافاكم الله من عقدة اسمها إدريس لشكر…
شيخك صاحب أوراق الزبدة، ابتعد عنه القادة الكبار المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، فر من حماقاته: العثماني والرباح والرميد والعمراني والشوباني وبسيمة الحقاوي وكل كبار حزب العدالة والتنمية… وتركوه أمينا عاما على الخواء وزعيما على الفراغ …
وأنت أيها التابع في الوقت بدل الضائع، تفرغت للهجوم على الاتحاد الاشتراكي باعتماد «أطروحة» سخيفة وهي الفصل بين حزب الاتحاد الاشتراكي وزعيمه إدريس لشكر، وهذه « أطروحة» سخيفة ومضحكة تنم عن جهل خبيث …
ليكن في علمك وكل أتباع بنكيران أننا كاتحاديات واتحاديين نعتز بانتمائنا لحزب الاتحاد الاشتراكي وبالمشترك من قيمنا ومبادئنا، وبرصيدنا التاريخي وأفقنا المستقبلي، ووفاء لشهدائنا وزعمائنا …
نحن الاتحاديات والاتحاديين لا نقدس الأشخاص، وما ينبغي لنا، نحن الفكرة والموقف والمشروع …
إدريس لشكر ليس شخصا، إنه مؤسسة، إنه قائد، إنه كاتب أول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إنه رمز، إنه عنواننا، إنه النحن، إنه كل الاتحاديات والاتحاديين…
لا نقبل سفاسف التافهين، ولا نقبل أن يمس إدريس لشكر قائد الاتحاد الاشتراكي… وكل إساءة إلى الكاتب الأول فهي استهداف لحزبنا وإساءة لنا جميعا، تشويه لتراثنا ومسخ لحاضرنا وإجهاض لمستقبلنا…. لن نقبل أنيمس قائدنا …نحن من يقرر في مصير حزبنا …
نحن الاتحاديون والاتحاديات نقاوم الأزلام والأصنام والتافهين كما قاومنا الجمر والرصاص… نحن ضمير المغرب وجنود الوطن «المغرب أولا»… نحن رقم أساسي في ثورة الملك والشعب التي تتجدد بتجدد الأزمنة والأسئلة والرهانات …نحن وطنيون أوفياء لملوكنا، لمحمد الخامس ومسيرة التحرير، للحسن الثاني ومسيرة الوحدة، لمحمد السادس ومسيرة التنمية …نحن وطنيون وديموقراطيون …
نحن الاتحاديات والاتحاديون لا نرضى لأنفسنا أن يتطاول علينا الصبيان …لا نرضى أن يتطاول علينا من يخفي عقده وفشله وحماقاته بالتهجم على الاتحاد الاشتراكي وقيادته …بالتهجم علينا …يتوهم أنه قادر على اغتصاب تاريخنا، من ليس له لا طعم ولا لون ولا مذاق ….
نحن قاطرة اليسار بالمغرب وصناع التاريخ….
نحن الحزب الذي أسس لثقافة المعارضة، مارسناها بثورية واعية في زمن الجمر والرصاص وأدينا الثمن غاليا …وكان من نتائج تضحياتنا أن أصبح بنكيران وأتباعه يتكلمون …واليوم نمارس المعارضة بعقلانية ومسؤولية لا بهذيان …الرد الشامل على اللغو السافل :
ملتمس الرقابة مبادرة اتحادية بامتياز، فيهذا الزمن كما في الأزمنة الأخرى .
« فنحن الاتحاد الاشتراكي.
نعم نحن الاتحاد الاشتراكي .
اقرؤوا تقرير هيئة الإنصاف و المصالحة لتعرفونا.
عودوا إلى ملتمس رقابة يونيو 1964 الذي قدناه لوحدنا بعبد اللطيف بنجلون وعبد الرحيم بوعبيد وعبد القادر الصحراوي وعبد الواحد الراضي ومحمد لحبابي والمهدي العلوي ….ورفاقهم ، وقدمناه في عز سنوات الرصاص، ضد حكومة أحمد باحنيني، التي كان من بين أعضائها المارشال أمزيان، وزير الفلاحة، والجنرالان أوفقير والمذبوح وزيران للداخلية والبريد( وقتها لا أعتقد بأن أسلاف السي الأزمي كانوا يجرؤون على فتح أفواههم حتى عند الدونتيست)، هذا الملتمس التاريخي كانت عاقبته، اتهامات لنا، هي على الأقل سياسية، بأننا نريد إسقاط النظام، ونخدم أجندة جزائرية ، ثم غضبة ملكية كبيرة ، وإعلان حالة الاستثناء.
عودوا إلى ملتمس رقابة 14 ماي 1990، الذي كان لنا شرف قيادته مع حلفائنا ضد حكومة عز الدين العراقي، وإلى مناقشاته الرفيعة، التي جعلت المرحوم الحسن الثاني يجملها في عبارة « لقد وصلتني الرسالة» كما جاء في الكتاب الأخير لمولاي امحمد خليفة، وهو الملتمس الذي فتح الباب مشرعا لمذكرا الإصلاح ثم مشاريع الإصلاح سنتي 1992 و 1996 .
نحن أيها السادة والإخوة والرفاق، ولن نكون لكم سبابين ولا لعانين ولا مخونين كما اقترفتم في حقنا، نحن أصل في هذا المضمار ولسنا تقليد، نحن سادة قرارنا في سنوات الرصاص كما في سنوات القطن . نحن أعز ما نملك كرامتنا في المعارضة كما في المشاركة .و لذلك كنا ومازلنا عقدة فولاذية في بلاعيم كثيرين من «الإخونج».
نحن عنوان الحضور بالأمس واليوم وغدا وفي سائر الأيام… الدينامية السياسية والتنظيمية سيدة الميدان …من هنا أصبح الاتحاد الاشتراكي، من هنا أصبح إدريس لشكر مزعجا « للزعماء « الذين تفرغوا لإنتاج الكلام …مزعجا لمن يريد أن يزرع فيه نفسا بالهجوم على الاتحاد الاشتراكي .
إدريس لشكر ليس شخصا بل رمز الاتحاد الاشتراكي …إنه قائدنا….
تحية للمناضل السياسي والحقوقي، تحية لصاحب الرصيد الشعبي الجماهيري؛ نزاهة ومصداقية، تحية لعبد الرحيم شهيد، بك وبالفريق الاشتراكي الاتحاد الاشتراكي يعتز ويرفع التحديات من موقع المعارضة.
تقوم فلسفة عبد الرحيم شهيد في النضال الحزبي والمجتمعي على مبدأ «الانتماء»، فهو متشبع بهذا المبدأ ويرى أن الشعور بالانتماء هو مكمن الإحساس بالمسؤولية ومحرك المردودية ورافعة الانتصارات وحافز الغيرة على الوطن وبطارية المبادرة والتفاني في القيام بالمهام المطلوبة، بل إنه يعتقد واثقا أن الانتماء الحقيقي للوطن، يبدأ من الانتماء الصادق للمؤسسة التي تمثل حقل خدمة الوطن، ولا حقل ينافس مؤسسة الحزب في زرع روح الوطنية والمواطنة…إنه اتحادي …
يحق لنا أن نبتهج أن حزب الاتحاد الاشتراكي أعطى مثل هذه الثمار، وإذا كانت المناسبة شرطا، فإن انتخاب عبد الرحيم شهيد رئيسا للفريق الاشتراكي بمجلس النواب مناسبة للتكريم الرمزي، هذا حق الاتحادي الأصيل علينا كمناضلين ومناضلات اتحاديين.
هو رجل استثنائي بنضاله وشعبيته … هو رجل نبت في تربة هذا البلد، خرج من قاع المغرب … من زاكورة….الفريق الاشتراكي يشتغل في تناغم مطلق مع القيادة الحزبية .

تهافت أتباع بنكيران

بوانو يستبلد المغاربة، يكذب عليهم ويعتبرهم بدون وعي ولا ذاكرة ؛ يشوه الحقائق ويؤول تاريخ الاتحاد الاشتراكي تأويلا سيئا، تأويلا قذرا؛ إنها عقدة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي ترقد تاريخيا في قوى الظلام والتخلف، قوى المحافظة والمتاجرة بالدين والوطن …ترقد حينا وتستيقظ عند كل مبادرة جريئة لحزب الوردة ، كما هو الحال اليوم مع ملتمس الرقابة…
براح بدون منازع… يتوهم الصواب ملء «فمه»… إنه خريج «المدرسة البنكيرانية» التي تاجرت، في زمن البلوكاج البنكيراني، بمفاهيم «ثقيلة»: هذا تحكم، هذه انتكاسة، هذا إغلاق للقوس، هذا انقلاب على الشرعية، هذا تركيع للبيجيدي ، هذا مخطط مخزني، هذه مؤامرة…وغير ذلك مما سار على سبيل هذا النوع من المفاهيم الفضفاضة المبنية للمجهول، المحبوكة بأصابع متشابهة تتقن «التقلاز من جيب السروال» وليس من تحت الجلابة . واليوم يستظل بوانو بزعماء الاتحاد الاشتراكي، بقادته التاريخيين، أساطير المغرب، يوظف رموز الاتحاد الاشتراكي للإساءة الى الاتحاد الاشتراكي، متناسيا أن البيجيدي شكلت مكونا أساسيا للقوة التي أجهضت «المنهجية الديموقراطية»!
قد نقبل أن يكون بوانو رسميا فوق العادة باسم شيخه الذي رفع عنه القلم.. وقد نقبل تطليقه لكرامة النائب البرلماني النزيه والمستقل مقابل مكاسب ومغانم لا تعد ولا تحصى.. وقد نقبل اغتصابه لشروط التنافس السياسي وتسخير « فمه وأشياء أخرى « للهجوم الشرس والوقح على الاتحاد الاشتراكي… وقد نقبل أن تتحول معه السياسة الى سخافة …قد نقبل هذا ونقبل الكثير من الذي تضمنته كل «تصريحاته» ، لأننا نعلم، وهو يعلم أكثر منا، أنه ضعيف أمام الامتيازات، لهذا يقول تحت الطلب، والإغراءات تبرر الاملاءات….ولكن لن نقبل إطلاقا، الآن وغدا، لن نقبل أن يمس بوانو قدسية النضال وعظمة صناع التاريخ…لن نقبل منه أن يدخل معبدا لا يدخله إلا المناضلون…لن نقبل أن يمس الاتحاد الاشتراكي..مدرسة السياسة والأخلاق، نضالات بطولية وتضحيات أسطورية، مواقف شجاعة وجريئة، مدرسة الشهامة والمروءة..مدرسة الرفعة والسمو، منها تخرج ومازال ويزال، تخرج أكفأ وأنزه الأطر المغربية، أطر مواطنة وطنية، الاتحاد الاشتراكي هو الذي واجه الرصاص في زمن الجحيم، وهو يبني المغرب في زمن الانتقال والتحول؛ الزمن الذي أسسته حكومة التناوب وجذره وأكده الملك الحداثي محمد السادس ؛ قاطرة القوى الحية الديموقراطية ببلادنا….
لماذا تحاسبون بوانو على عدائه للاتحاد الاشتراكيوشيخه حول عزلته القاتلة، لحائط مبكى يرثي فيه أمجاد الاتحاد الغابرة ويسيل الدمع الحزين على أيام النضال، وأيام الرجال وأيام الأبطال، ويذكر المغاربة بالاتحاد الذي كان…كان حزبا قويا بزعماء كبار شامخين، وبقامات سياسية عملاقة، وبهامات حزبية سامقة لا يمكن لذاكرة المغاربة أن تنساها. ؟!!
من حق بنكيران وأتباعه ومن حق كل المتباكين على الاتحاد أن يسيلوا كل هاته الدموع.. ومن حق بوانو ومن أمامه والأصح من خلفه، ان يروا أن الاتحاد تبدل وأن الاتحاد تغير…و.. شيء واحد ليس من حق بنكيران ومريديه والمتباكين نسيانه، انه وحينما كان الاتحاد اتحادا مثلما يقولون اليوم، كانوا هم يفضلون الاعتكاف في المنازل، وقراءة الورد ليل نهار، وأداء الصلاة خفية، والتستر على كل العلاقات .. أيامها كانوا يقولون عن الاتحاد أنت حزب( الملحدين واليساريين الضالين والعلمانيين الملعونين بإذن الله تعالى) ، وكانوا يعتقدون أن (التعاون) ضد الاتحاد مشروع وشرعي، بل هو وجه من أوجه نصرة الله تعالى !!!
هل يحق لمن كان أداة من أدوات الخروج عن المنهجية الديموقراطية، سنة 2002، أن يدعي الاحتضان للمنهجية الديموقراطية نفسها ؟
للذين يتباكون على المنهجية الديموقراطية ،نقول: كان لديكم 42 مقعدا في تلك السنة المشؤومة، وكان لكم موقف دفع في اتجاه التأزيم، وتوحيد اليمين، الذي يحن إلى تعطيل المنهجية الديموقراطية وسيادة صناديق الاقتراع . (…) رغم كل ما حدث، حصل الاتحاد الاشتراكي على أكبر عدد من الأصوات ومن المقاعد، فقد عمل حزب العدالة والتنمية، « حزب تأمين الخروج عن المنهجية الديموقراطية « ، على تصريف موقف التعطيل من خلال تشكيل تحالف ثلاثي أصدر البيان « التاريخي « في التهديد بالدخول في أزمة سياسية! مع حزبي الاستقلال والحركة الشعبية، إذا ما تم تعيين اليوسفي، أي بلغة أخرى، إذا ما تم احترام المنهجية الديموقراطية !!!
هل ينكر النائحون الجدد على المنهجية الديموقراطية المكرسة دستوريا منذ ذلك الوقت، الانقلاب على مبدعها السياسي، بلغ حد شيطنة اليوسفي وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المدافع الوحيد – وقتها – عن المنهجية الديموقراطية، وتحويل الموقف المبدئي من القضية النسائية الى « فتنة « مجتمعية …

عن سمفونية تناغم اسمها الاتحاد الاشتراكي

هو الاتحاد الاشتراكي، الذي يسري في العروق مسرى الدماء . وحين العروق وحين الدماء لا يمكنك أن تكذب أو تنافق أو تكتب تحت الطلب مثلما يدعي الكئيبون، حين الحب الحقيقي لا يمكنك التمثيل، ويشهد الله اليوم أننا جميعا نحس بها هاته الأيام : الاتحاديات والاتحاديون لا يمثلون حين حب حزبهم، هم يحبونه وانتهى الكلام .
إن بيت الاتحاد الاشتراكي متين بقيادته وقواعده، بشبابه ونسائه، سنتجه جميعا نحو المؤتمر الوطني الثاني عشر أكثر قوة لأننا أكثر اتحادا اليوم، فخورون بهويتنا وانتمائنا ….
منذ قديم القديم نقولها: هذا الحزب سيظل شامخا خالدا بالصادقين من مناضلاته ومناضليه الأصليين والأصيلين ..
الاتحاديات والاتحاديون سعداء بحزبهم وبتدبير حزبهم لهاته المرحلة الحاسمة. هذا هو أهم ما في الموضوع كله . والاتحاديات والاتحاديون أسعد باللحمة التي اكتشفوا أنها لا تزال تسكن المسام منهم، وبالروح الاتحادية التي آمنوا أنها كانت فقط معلوة ببعض الغبار، يكفي أن تمسحها بعناية وعقلانية لكي تعود المعادن الأصيلة إلى لمعانها العريق .
لا نستطيع أن نعدكم بأن الاتحاد الاشتراكي سيتوقف عن تقديم الدروس وعن إطلاق الصفعات النضالية نحو أولئك الذين يتخيلون كل مرة واهمين أنهم أكبر من هذا الحزب ومن هؤلاء الاتحاديين والاتحاديات الأصيلين والصادقين .
رجال ونساء الاتحاد ليسوا من الذين سقطوا سهواعلى السياسة، وليسوا متهافتين ولا أي شيء من هذا الهراء الذي يقوله الكئيبون عندما ينطقون سخافة وسفاهة…
الاتحاد الاشتراكي قوة دفع تقدمية، يسارية اجتماعية – ديموقراطية تروم إصلاح وتطوير الأوضاع، والمساهمة في رسم خطوط المستقبل، ومناط تحول في المجالات كافة، السياسية والمؤسساتية والاجتماعية والثقافية….
وإذا كان الاتحاد الاشتراكي أداة اصلاح وتغيير في الحاضر ومناط تطوير وتحديث في المستقبل، فإن قدراته السياسية والفكرية على التكيف والرؤية البعيدة، ومؤهلاته النضالية والميدانية، لتجعل منه قوة فاعلة في حاضر البلاد ومستقبلها، كما كان وقود نضال وتغيير في الماضي البعيد والقريب .
إن الاتحاد الاشتراكي هو القوة المجتمعية الأكثر انفتاحا وتأهلا للمساهمة بفعالية، في إنجاز الأوراش الإصلاحية، على قاعدة الجدلية الحية القائمة بين الإصلاح والاستقرار، في إطار مجتمع متماسك، متضامن ومتطور…
وفي هذا السياق الذي تحكمه إرادة المبادرة ، لا انهزامية الانكفاء، تندرج جملة من الاقتراحات التي يطرحها الاتحاد الاشتراكي؛ في مجالات حيوية لصيقة بمعيش افراد الشعب، سواء في المجال الاجتماعي أو في المجال السياسي والمؤسساتي …
ولسنا في حاجة إلى تذكير دعاة التشكيك في القدرة اللامحدودة للاتحاد الاشتراكي على احتواء وتجاوز كل الكبوات النضالية، عبر مساره النضالي الطويل، وعلى كفاءته العالية في التكيف الايجابي والمنتج، مع حقائق البلاد، ومع مستجدات محيطها القريب والبعيد….

الشيخ والتهريج الفرجوي

حزب الاتحاد الاشتراكي وحده استثناء، حزب يترفع بل يقطع مع خطابات السب والقذف ومع خطاب الشعبوية ؛
لا جدال، أيها المريد الذي يتقن دور الموالاة، في أن حزبكم الذي قاد الحكومة لمدة عشر سنوات مضت، هو من أدخل إلى أذهان الفرقاء السياسيين المختلفين أن الشعبوية وترديد الكلام السهل الذي يدغدغ المشاعر ويروق الجموع هو أفضل الطرق للوصول الى أصوات الناس .
أمضى حزبكم- زاويتكم زمنا طويلا من التهريج الفرجوي في البرلمان، وكان شيخكم بنكيران يرد على من يلومونه على «الحلقة» التي كان يقدمها أنه «يعرف كيف يخاطب الشعب» ، وأن «الشعب كيبغي هاكا»، والنتيجة رأيناها وعشناها …
الكل اقتنع بأن الطريق الموصل هو طريق التلويح بالكلام دون وزنه، دون ربطه بالواقع، دون مراعاة الإكراهات.
الكلام المرسل نجح مع العدالة والتنمية ولكن مؤقتا ، 2021 سقط القناع عن القناع ؛
وكانت الخلاصة مفزعة فعلا لمن يعني له البلد أمرا أكبر وأجمل وأهم وأبقى من مجرد الفوز في الانتخابات .
إن كل متتبع للخطاب السياسي ببلادنا ، لا بد وأن يخرج بخلاصة سياسية ودالة، مفادها أن كل الساسة والمحللين والإعلاميين والمعلقين السياسيين لم ولن يستطيعوا الخروج من الخطاب السياسي الاتحادي ومن النسق المفاهيمي الاتحادي؛ يفكرون ويتكلمون لغة اتحادية، حتى وإن كانوا يفتقدون إلى الشجاعة الأدبية والنزاهة الأخلاقية التي تجعلهم يرتقون إلى نبل الاعتراف بإبداعات ومبادرات الاتحاد الاشتراكي فكرا وممارسة …بل أنذل من هذا، هناك من يعمل على قرصنة خطاب ومفاهيم الاتحاد الاشتراكي، ومنهم من يحاول أن يوهمنا بأنه منتج هذه الأطروحات السياسية بعد أن يتم إفراغها من حمولتها وتوظيفها خارج السياق ….
لا أحد يجادل، الآن وغدا، يجادل بأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ناضل وعمل من أجل الارتقاء بالسياسة، خطابا وممارسة وتنظيما، وأغنى الحقل السياسي بأدبيات سياسية رفيعة ومفاهيم دقيقة ومعبرة ،…مفاهيم ارتقت بالخطاب السياسي ببلادنا، من خسة الألفاظ الغارقة في الشعبوية إلى رفعة المصطلحات المؤسسة على التفكير العلمي والفلسفي …
إن الخطاب السياسي الاتحادي يتم إنتاجه داخل اللغة العالمة والمنهجية علمية …ومنذ البداية، عمل الاتحاد الاشتراكي على تأصيل الخطاب وتجديده، وإنتاج المفاهيم وإغنائها، في تفاعل جدلي مع التحولات السياسية والمجتمعية التي تعرفها بلادنا …


الكاتب : عبد السلام المساوي

  

بتاريخ : 05/06/2025