رسائل الإمارات -06- الأبراج ليس مجرد هياكل شاهقة بل نقطة جذب للسياحة المال والأعمال

وعلى صعيد آخر، تأتي هذه الطفرة المجنونة في الإعمار العمودي تلبية للطلب المتزايد على مساحات الأرض المحدودة في الأصل. وذلك بالنظر إلى النمو السكاني والاقتصادي السريع في دول الخليج العربي. حيث تعمل الأبراج العالية عموديا على تجميع نسبة كبيرة من الساكنة في موقع جغرافي واحد محدد بكل مرافقه واحتياجاته من جهة. وتحد من الارتفاع المتزايد للطلب والرغبة في تملك المساحات المكتبية والتجارية والسكنية بترشيد ترابي وبأقل تكلفة من حيث المساحة من جهة ثانية. أما من حيث الهوية الثقافية والحضارية. تسعى دول الخليج إلى إنشاء معالم عمرانية تعكس تاريخها وهويتها الثقافية. وتعتبر الأبراج الشاهقة فرصة لتحقيق هذا الهدف، بخلق معالم معمارية فريدة ومتميزة في هندستها وشكلها حيث يمكن تصميمها بطرق مبتكرة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.وتتنافس دول الخليج العربي فيما بينها على الريادة في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال العمراني. يعتبر بناء الأبراج الشاهقة وسيلة لإظهار التفوق والتميز وتعزيز القدرة التنافسية للمدن الخليجية في استقطاب السياح وجلب الثروات ورساميل الأموال من مختلف دول العالم.
وفي هذا السياق. يعتبر برج خليفة في دبي أطول برج في العالم، ويبلغ ارتفاعه 828 مترا. أما برج المملكة في جدة قيد الإنشاء من المتوقع أن يتجاوز ارتفاعه 1000 متر عند اكتماله، ليصبح أطول برج في العالم. وتضم المملكة العربية السعودية مجموعة من الأبراج الشاهقة التي تضم فنادق ومراكز تسوق ومصلى وتطل على المسجد الحرام في مكة المكرمة. وفي الإمارات العربية المتحدة على سبيل الحصر برج العرب في دبي. فندق فاخرعلى شكل شراع، ويعتبر من أبرز المعالم السياحية في المدينة. بشكل عام، يعكس بناء الأبراج الشاهقة في دول الخليج طموح هذه الدول في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانتها الدولية فضلا عن توفير بيئة جاذبة للاستثمارات والأعمال. على صعيد آخر. يعد برج جدة المعروف أيضا ببرج المملكة، أحد أعظم المشاريع التي يجري تنفيذها في المملكة العربية السعودية مع تصميم طموح يتجاوز طوله ألف متر سيتفوق البرج على برج خليفة في دبي ب 132 متر ليصبح أطول برج في العالم.وتجمع كافة المصادر التي استقينا منها المعلومات إن سياسة تشييد الأبراج والفنادق الفخمة ورفع ناطحات السحاب العملاقة إلى السماء يمثل التزام المملكة العربية السعودية بتقديم مشاريع عالمية المستوى تبرز كفاءتها وقدرتها على مواجهة التحديات. ويرى المتتبعون في برج جدة عند اكتماله ليس مجرد أطول برج في العالم، بل شاهد حي على قدرة المملكة على التحول إلى مركز اقتصادي وسياحي عالمي. وكانت المملكة العربية السعودية أعطت انطلاقة أشغال بناء أكبر فندق في العالم بسعة 10000غرفة وهو قيد الإنشاء حاليا. فندق هو الأضخم في العالم ارتباطا بتنظيمها المونديال في العام 2034.
ووفق مصادر متطابقة، بدأت أعمال بناء برج جدة عام 2018 بقيادة شركة بن لادن للمقاولات إحدى أكبر الشركات في المملكة. ورغم البداية الواعدة واجه المشروع تحديات تمويلية ولوجستية أدت إلى توقف العمل لفترة ومع ذلك تم استئناف البناء في يناير من العام الحالي حيث تم صب ال دور68.
وكان الأمير الوليد بن طلال قد أعلن مؤخرا أن البرج سيشهد تسارعا في وثيرة البناء مع خطة لإكمال دور كل أربعة أيام، مما يعني أن المشروع سينتهي خلال 42 شهرا ليكون جاهزا لافتتاحه كأطول برج في العالم. أما عند اكتماله، سيكون برج جدة قادرا على استيعاب ما بين 75 ألف إلى 100ألف نسمة. حيث يقام على مساحة 1.3مليون متر مربع. ويعد جزء من مشروع أوسع تبلغ استثماراته الإجمالية 100 مليار ريال سعودي ما يعادل 26 مليار دولار. يضم البرج آلاف الوحدات السكنية والمكاتب التجارية بالإضافة إلى فنادق ومطاعم ذات إطلالات خلابة على مدينة جدة والبحر الأحمر ليكون الوجهة الأولى للأعمال والسياحة في المملكة. برج جدة ليس مجرد هيكل شاهق بل رمزا للتقدم الاقتصادي والاجتماعي بالمملكة.
يحتل برج جدة بالمملكة العربية السعودية موقعا استراتيجيا بإطلالة ساحرة على البحر الأحمر. ويعد هذا الموقع استراتيجي لتطوير المدينة وجعلها مركزا عالميا للأعمال والسياحة. البرج ليس مجرد ناطحة سحاب تقول المؤسسات الداعمة بل جزء من مشروع شامل يمتد على مساحة 5.3 مليون متر مربع ويضم مجموعة من المرافق الترفيهية التجارية والسكنية التي تتوفر على كافة الخدمات والمرافق الضرورية للحياة مع أنجع السبل في تحقيق الراحة النفسية والصفاء الاجتماعي.
وناهزت تكاليف هذا المشروع الذي تعود ملكيته بشكل رئيسي إلى شركة المملكة القابضة التي يديرها الأمير الوليد بن طلال إلى جانب مجموعة من المستثمرين الآخرين. حوالي 5.6 مليار ريال سعودي ما يعادل 1.5 مليار دولار. ويعد برج جدة استثمارا عملاقا تم تمويله من قبل عدة بنوك وشركات محلية ودولية. وقد بدأ التأثير الاقتصادي بالفعل فقد ارتفعت أسعار الأراضي المحيطة بالمشروع وأصبح البرج نقطة جذب للشركات والمؤسسات التي تسعى أن تكون بالقرب من التواجد بالمنطقة.
يٌتوقع أن يجذب برج جدة ملايين السياح من جميع أنحاء العالم باعتباره معلمة سياحية فريدة، ووجهة عالمية إلى جانب كونه مركزا استراتيجيا للسياحة والأعمال. حيث تسعى المملكة من خلاله استقطاب 150 مليون سائح بحلول عام 2030. ما يساهم في تعزيز الدخل القومي وتنويع مصادر الإيرادات بعيدا عن النفط.عزيز باكوش دبي فبراير 2025.


الكاتب : n عزيز باكوش

  

بتاريخ : 08/03/2025