رسالة مفتوحة إلى السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي من أساتذة شعبة اللغة العربية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الجديدة

 

 

الموضوع: استنكار بخصوص المنصب المحوَّل الموسوم بـ «أدب مغربي»
تحية واحتراما، وبعد
السيد الوزير
يشرفنا أن نراسلكم بخصوص المنصب المحول الذي أعلنت عنه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة ضمن مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي مساعدين، الخاصة بالموظفين، (دورة 8-7-2021) للتعبير عن استنكارنا للصيغة التي تم بها الإعلان؛ ذلك أن تحويل منصب للشعبة يقتضي، كما ينص على ذلك النظام الداخلي للشعبة والأعراف الجامعية، الخضوع لمساطر قانونية وتنظيمية لم تحترم البتة في خرق سافر للقانون.
ونخبركم السيد الوزير، أننا دأبنا، منذ إنشاء هذه المؤسسة سنة 1985، على حل الإشكالات التنظيمية والتدبيرية داخل هياكل الشعبة باعتماد الحوار والتداول في صياغة القرارات التي تهم الشعبة، بصفتها مؤسسة حيوية في تجويد التعليم وتطوير البحث. غير أننا اليوم نجد أنفسنا مجبرين على التوجه إليكم عبر المنابر الإعلامية المكتوبة والإلكترونية، لأننا استنفدنا كل الخطوات والإجراءات، حيث تحدثنا شفاهيا للمسؤولين المحليين وأثرنا انتباههم إلى التجاوزات القانونية والأخلاقية التي تتصل بهذه المباراة، وراسلنا كتابيا السيد عميد الكلية والسيد رئيس الجامعة بتاريخ 2/6/2021، غير أننا لم نجد آذانا صاغية، لذلك راسلنا مصالحكم المركزية بتاريخ 8-6-2021.
السيد الوزير،
يشرفنا أن نسوق لكم الحيثيات القانونية وحيثيات الشفافية الخاصة بمباراة التوظيف المذكورة أعلاه، وتهم جانبين:
الجانب الأول، ويتعلق بخروقات مسطرية وتنظيمية، وتتمثل في:
تجاوز الجمع العام للشعبة، الذي يحدد الخصاص بناء على معايير بيداغوجية لسد الحاجيات التي تعاني فيها الشعبة نقصا، وتعزيز التأطير كميا من حيث العدد ونوعيا من حيث التخصصات؛
نثير عنايتكم، في سياق هذا الجانب، إلى أن أعضاء «مجلس التنسيق» بكلية الآداب قد اعترضوا على تقييد المنصب في «الأدب المغربي» باعتباره تخصصا ضيقا؛
لا توجد حاجة البتة لتوظيف أستاذ التعليم العالي مساعد في «الأدب المغربي»، نظرا لوفرة الموارد البشرية في هذا التخصص وفي روافده المتعددة؛
ونخبركم أن حاجيات الشعبة، كما حددت في اجتماعات سابقة والتي كانت محل إجماع، تتمثل في تعزيز هيئة التدريس بأساتذة في تخصص اللسانيات وعلوم اللغة؛ وهو تخصص يتصل بالهندسة البيداغوجية التي يرتقب تنزيلها، والتي توجد موضوع مناظرات بين القطاع الوصي والشركاء الاجتماعيين والأساتذة الباحثين.
الجانب الثاني، ويتعلق بضمانات شفافية المباراة ومصداقيتها؛ ذلك أن تسمية المنصب بــ»الأدب المغربي»، في ظل عدم استحضار الحاجات الحقيقية للشعبة وإغراقها بأساتذة متطوعين دون ضرورة تقتضي ذلك ودون احترام المساطر القانونية المعمول بها عند الحاجة إلى تعزيز الشعبة بأساتذة متطوعين، تطرح أكثر من تساؤل إن لم يكن الغرض منها هو تمكين أحدهم من المنصب المذكور في وقت لاحق؛
في ضوء ما تقدم، فإن الإعلان عن المنصب بهذه التسمية يجعله عرضة لشبهة الفساد والتحايل وهدر الإمكانات المادية والمس بسمعة الكلية والجامعة وصورتها محليا ووطنيا.
السيد الوزير،
رغم هذه التحفظات التي أبداها أساتذة الشعبة ورغم مراسلة السيد العميد والسيد رئيس الجامعة، فإن الإجراءات والترتيبات لتنظيم المباراة مازالت جارية.
السيد الوزير،
أمام هذه الحيثيات التي تحيط بشروط هذه المباراة، في جانبها القانوني والأخلاقي، وبصفتكم الوصي عن القطاع، وفي ضوء تصدير دستور المملكة (2011) الذي ينص على مبدأ تكافؤ الفرص، وفي ضوء خطب جلالة الملك المتعلقة بالتربية والتكوين؛ ومنها «إعادة الاعتبار وترسيخ الثقة في المدرسة العمومية المغربية، كمؤسسة للتنشئة الجماعية على قيم المواطنة الملتزمة وتكريس تكافؤ الفرص» (خطاب العرش 2008)، وفي ضوء «المبادئ الأساسية» للميثاق الوطني للتربية والتكوين، الذي ينص في باب «حقوق وواجبات الأفراد والجماعات»، على ضرورة «التزام الموضوعية والإنصاف في التقويمات والامتحانات، ومعاملة الجميع على قدم المساواة»، وفي ضوء البرنامج الحكومي الذي قدمه السيد رئيس الحكومة (أبريل 2017) تطبيقا لأحكام الفصل 88 من الدستور، والذي يقضي في المحور الثاني بضرورة «تعزيز قيم النزاهة وترسيخ الحكامة الجيدة»، وفي ضوء الأمانة التي تطوق عنقكم بفعل القسم أمام جلالة الملك، نلتمس منكم، السيد الوزير، التحري في هذه النازلة.
وفي الأخير تقبلوا، السيد الوزير، فائق التقدير والاحترام.

مجموعة من أساتذة شعبة اللغة العربية، كلية الآداب، الجديدة.
التوقيعات:
ذ. عبد المجيد نوسي
ذ. أحمد الباهي
ذة. فاطمة بنطاني
ذ. حسن مسكين
ذ. عبد الصمد الرواعي
ذ. عبد الحميد هواري


بتاريخ : 18/06/2021