رقمنة الكتاب.. هل ستكون الحل الوحيد أمام الناشرين مستقبلا؟

أكد ناشرون مؤثرون في صناعة النشر محليا ودوليا ، في ختام فعاليات مؤتمر الناشرين الأول في الرياض، الثلاثاء الماضي، أن مستقبل النشر سيكون إلكترونيا .
وناقش المشاركون أهمية التسويق الرقمي، مؤكدين أن مستقبل النشر سيكون إلكترونياً. وفي نفس السياق، قال ماثيو شانز (مختص بالنشر الرقمي)، إن «التحوّل في سوق النشر يعتمد على التسويق، وفهم احتياجات المستهلكين»، موضحاً أن «هناك ثلاثة متطلبات للنشر المستقبلي، وهي: الحالة الذهنية التي يتمتع بها الناشر والمسوّق، والبحث عن الجديد بالسوق الرقمي من خلال عدد النسخ والمبيعات بالتجزئة، ونوعية المستهلكين».
وسجل المشاركون في الندوة التي أقيمت ضمن ندوات مؤتمر الناشرين الأول الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، أن الصناعة جاهزة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها، إلا أن هنالك تحديات لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها، إذ سيظل العنصر البشري أساسيا في هذه الصناعة مستقبلا .
بيانكا ماتسيك، مديرة إحدى دور النشر الأوربية، لفتت الى «ما لمسناه خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة في أوروبا زيادة ملحوظة في استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة النشر، وهو ما أدى إلى خفض عدد الموظفين، خاصة في مشاريع الكتب، وتطوير النماذج الذكية لمعظم دور النشر».
وأكدت ماتسيك أنه لا يمكن استبدال العنصر البشري بالذكاء الاصطناعي خاصة في الأمور الأدبية والفكرية، لتخلص في النهاية إلى أنه « لا بد من وجود عامل بشري يقرر ما يمكن أن يصدر عن الدار، والاطلاع على البيانات، والإعلان والتوقيت والاستخدام الخاطئ للكلمات وغير ذلك».
وكان المؤتمر قد انطلق بندوة بعنوان «التحول إلى الكتب الرقمية»، قدمها ناشرون دوليون ، تحدث فيها كل من بن جلوفر، وشارلوت إليس، وبراد هيبل، وجوناثان كوكسل.حيث أكد المشاركون في الندوة على دور الكتب الرقمية والإلكترونية المتزايد في عصرنا هذا، وأنه يجب مواكبة الحركة السريعة في التحول إلى الكتب الرقمية، مؤكدين على أهمية وجود حاجة ملحة إلى استثمار واسع في هذا المجال.
في نفس السياق، أكد متخصصون في النشر في ندوة ناقشت «التوزيع الرقمي في العصر التقني والطباعة حسب الطلب»أن حجم استهلاك النشر الإلكتروني يزداد باضطراد، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 70 في المائة من الناس حول العالم يستخدمون أجهزة إلكترونية. وبحسب المختصين، فإن عملية التحوّل من الكتب التقليدية للنشر الإلكتروني لم تعد خياراً، بل الصناعة برمتها تتجه نحو الطباعة عند الطلب، ورقمنة صناعة النشر في المستقبل.
كما لفتوا إلى دوره الذي يسهم في شكل سوق العلم والتدريب والنماء المعرفي، إضافة لتأثيره على الثقافة والفنون وجميع القطاعات في كل المجتمعات، مشيرين إلى أن جائحة كورونا أظهرت الحاجة إلى استخدام التطبيقات، وتوظيفها للوصول والتواصل.
واختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة أعمال أول مؤتمر للناشرين في السعودية، بجلسات وندوات متعددة المحاور، اشتركت في توجهها نحو تطوير صناعة النشر في العالم العربي، وبحث العوامل المؤثرة في اقتصاديات النشر مستقبلا ، التي يأتي في مقدمتها عامل التقنية الذي أخذ الصناعة نحو قوالب رقمية جديدة.
وتضمنت ندوات المؤتمر استعراضا لأفضل الممارسات العالمية لتوزيع الكتاب الورقي والرقمي، ونمو تقنيات الطباعة، ومناقشة الوكالة الأدبية والفائدة منها، إلى جانب مناقشة قضية حفظ حقوق الملكية الفكرية للكاتب ولدار النشر، وإمكانية دفع الدول، خاصة في المنطقة العربية، نحو تشريع وحماية قوانين أكثر صرامة، بما فيها تعويضات عن طباعة عناوين ونشرها دون حيازة موافقات من الكاتب أو دار النشر.
وتناول المؤتمر هذه الأبعاد الاقتصادية، ومدى تأثيرها على نمو القطاع محليا وإقليميا ودوليا ، مقدما وصفا لواقع القطاع وآفاقه المستقبلية، وحلولا عملية لتطوير نموذج الأعمال لهذه الصناعة ليواكب المعايير الدولية المعتمدة.
ووفر المؤتمر منصة للنقاش المستمر والفعال بين الناشرين العرب ونظرائهم الدوليين، ومساحة لبناء العلاقات والشراكات بين الناشرين والمؤلفين المحليين والعرب، إضافة إلى قدرته على توفير نقطة مرجعية تنطلق منها اللبنة الأولى لهيكل صناعة متطورة لقطاع النشر، تنهض على أسس اقتصادية سليمة، وتلتزم بالشروط والمعايير الدولية، وتحفظ حقوق العاملين في الصناعة من مؤلفين وناشرين ومستثمرين.


بتاريخ : 09/10/2021