رواية «العشيق السري لفراو ميركل» للكاتبة ريم نجمي سؤال الهوية في بلدان الهجرة

 

يعد العنوان أول شئ يواجه القارئ في الكتاب عموماً،  وفي العمل الروائي خاصة، فهو العتبة التي على هذا القارئ اجتيازها للولوج إلى الفضاء الروائي.
والعمل الذي بين أيدينا هو رواية «العشيق السري لفراو ميركل»، وهو آخر عمل للكاتبة المبدعة» ريم نجمي»، صادر عن الدار المصرية اللبنانية.
فاجأت الكاتبة والصحفية «ريم نجمي» الساحة الثقافية العربية برواية جديدة ذات عنوان لافت هو «العشيق السري لفراو ميركل»، فهو عنوان ذو دلالات وإحالات متعددة، فهو من جهة يحيل إلى مجال العمل الصحفي، فهي صحفية ومقدمة برامج إخبارية، ومن هنا إحالتها على المستشارة الألمانية السابقة «أنجيلا ميركل» التي حظيت بشعبية كبيرة، سواء داخل البلاد من خلال سياستها الاقتصادية الناجحة، أو خارجها في تعاملها الإيجابي مع قضية اللاجئين من الشرق الأوسط، وخاصة السوريين منهم الذين حظوا بالمعاملة الإيجابية من طرفها، في حين ووجهوا بالرفض والكراهية في أماكن أخرى من أوروبا.
انطلاقاً من هذه العلاقة الإيجابية، تطرح الكاتبة سؤال الهوية عند هؤلاء المقيمين في المهجر، ومدى الشعور بقيمة وجودهم داخل المجتمع الألماني في أعلى هرمه السلطوي. وقد اختارت الكاتبة هنا مواطناً من أصل سوري يتخيل ويدعي عشقه للمستشارة الألمانية، وقد ترسخت هذه العلاقة في ذهنه منذ صغره عندما زارت ميركل مدرسته الابتدائية وعاملته معاملة خاصة.
وإذا كان جانب من العنوان يستوحي – من خلال اسم ميركل – الجانب الصحفي للكاتبة ريم نجمي، فإن القسم الأول منه «العشيق السري» يحيل إلى الجانب الأدبي الصرف عندها، فتيمة العشق موضوع أدبي بامتياز، وقد تناوله الأدباء والشعراء منذ القدم، خاصة الجانب السري الذي يرتبط بالمغامرة والدسائس والخيانة، مما يعزز التشويق القصصي الذي يدفع القارئ إلى قراءة العمل الإبداعي، وهنا يمكن أن نحيل إلى رواية الكاتب الإنجليزي «أوسكار وايلد» في روايته «عشيق الليدي شاترلي».
إن هذا الجانب الأدبي الإبداعي عند الكاتبة ميزه الأسلوب الشيق، والسرد الفني المسترسل في الرواية، من خلال امتلاكها المحترف لتقنيات الكتابة الروائية، وهذا أمر ليس بغريب عنها، فهي سليلة أسرة أدبية وإبداعية كبيرة يمثلها الأب الكاتب والشاعر الكبير حسن نجمي والأم الكتابة المبدعة عائشة البصري.


الكاتب :  عبد الغني عمراني 

  

بتاريخ : 19/02/2024