رياح خارجية تعصف بالمكتب المسير لفريق رجاء بني ملال !؟

بعث رئيس فريق رجاء بني ملال رسالة صوتية  شديدة اللهجة عبر تطبيق «واتساب» إلى جميع أعضاء مكتبه المسير – نتوفر على نسخة منها – يخبرهم بأنه سيعقد اجتماعا طارئا مع جميع منخرطي الفريق للنظر في سلوك مجموعة من أعضاء المكتب، الذين يعرقلون عمله ويحاولون محاصرته.
وأضاف الرئيس خالد حجي في رسالته بأن تغيبهم و تهربهم من تحمل مسؤولياتهم وعدم ردهم على اتصالاته ليضعوه في عزلة، لن يفيدهم في شيء. مضيفا بأن الذين يسيرونهم ويفتون عليهم من خارج المكتب معروفون منذ زمان بسلوكهم المعادي لمصلحة الفريق، وسعيهم لتسميم محيط الفريق وبت الانشقاق بين عناصره… فماذا يقع في بيت فريق رجاء بني ملال؟
تقول مصادرنا من داخل المكتب المسير لفريق عين أسردون بأن الأخير يعرف تصدعا كبيرا بين مجموعة من أعضائه من جهة والرئيس من جهة ثانية، حيث قاطعت المجموعة اجتماعات المكتب وقطعت كل اتصال مع الرئيس، رغم محاولته في عدة مرات الاتصال بهم لاستشارتهم في بعض القرارات الخاصة بالتسيير اليومي للفريق. مقاطعة تطورت إلى إصدار اتهامات متبادلة من الطرفين، حيث تقول المجموعة بأن الرئيس يتخذ قرارات انفرادية  بأسلوب التعالي والترفع على إشراكهم، في حين يتهمهم الرئيس بمقاطعته بغرض محاصرته وعزله لتقديم استقالته وكل ذلك، حسب الرئيس، مدبر من طرف عناصر من خارج المكتب لهم أهداف شخصية تعودوا على تحقيقها على حساب مصلحة الفريق.
خلاف أدى إلى تفكك المكتب المسير وتقديم أمين مال الفريق جمال ملوكي استقالته من منصبه، وبررها «بأسباب شخصية!».
شلل تام لعمل المكتب أرغم الرئيس حجي على تدبير شؤون الفريق بشكل أحادي، مستعينا فقط بموظفي ومستخدمي الفريق.
وضع لا يحسد عليه الفريق الملالي، لكنه لم يؤثر على السير التقني للفريق بفضل حنكة المدرب محمد البكاري، الذي حصن فريقه من كل تأثير خارجي.
وتعقدت الأمور أكثر بعد توصل السلطة الولائية من بعض الأشخاص بأن رئيس الفريق قام بإيداع  مبلغ مالي يفوق 80 مليون سنتيم في حساب بنكي خاص عوض حساب الفريق، معتبرين ذلك محاولة اختلاس. مما دفع والي الجهة إلى بعث لجنة ولائية مكونة من ثلاثة موظفين من قسم الميزانية وديوان الوالي والشؤون الداخلية اجتمعوا بمقر الفريق برئيس الفريق بحضور المدير الإداري والمدير المالي.
وحسب مصادر موثوقة فإن اللجنة اطلعت على حسابات الفريق ابتداء من مرحلة التربص بالجديدة، وقامت بفحص جميع عقود اللاعبين والأطر التقنية والمستخدمين، وكذا المراسلات الواردة على الفريق والصادرة منه. وخلصت يضيف مصدرنا، إلى أن جل العقود والمعاملات لم توقع من طرف رئيس الفريق الذي كان في حالة سفر، وتحمل توقيع ممثل الشركة ونائب رئيس الفريق كما هو متفق عليه بين الشركة وجمعية الفريق، بينما يقول رئيس الفريق بأنه لم يتسلم أي وثيقة أو مراسلة تخص الفريق منذ عودته من السفر. كما أن اللجنة وقفت على معاملات مالية غير واضحة تخص رواتب معينة وتهم كذلك استخدام وصيانة حافلة الفريق…
اللجنة الولائية قامت بعملها ورفعت تقريرها إلى والي الجهة، أما الصراع فلازال مستمرا بين مجموعة المتمردين من جهة وبين رئيس الفريق الذي يتمسك بمنصبه من جهة ثانية، رغم حضور الجميع مأدبة عشاء أقيمت لتبديد الخلافات وعقد صلح لم يتم بين الطرفين. طرفان كانا في خندق واحد يشكلان قوة واحدة ناضلت من أجل تحقيق التغيير، الذي استحسنه الجمهور ومتتبعو الفريق، متعهدين أمام الجمع العام الأخير بتسيير شفاف ونزيه والقطع مع الماضي وتغليب مصلحة الفريق وصيانة سمعته وتاريخه. لكن الحقيقة أثبتت غير ذلك، حيث طفت الخلافات والصراعات بين المجموعة بعد شهرين فقط من الممارسة. وأصبحت مجموعة من الأعضاء تسير بواسطة آلة التحكم من خارج المكتب، فغيبت مصلحة الفريق ووضعت العراقيل لفرملة مسيرته رغم أن النتائج التقنية طيبة وواعدة…
الجمهور المحب لفريق رجاء بني ملال لا تهمه هذه الصراعات ولا يهتم بتفاصيل «خلافات صغيرة» بين أعضاء المكتب، وكل ما يريده هو تحقيق النتائج الجيدة في الملعب وخلق الفرجة والفرحة لتحقيق حلم الصعود، وبناء فريق قوي ينافس في أعلى المستويات.


الكاتب : أ - عبد العاطي 

  

بتاريخ : 17/10/2024