ويَبقى ما يَعْمرُ المدينةَ في الصباح والمساء:
صَخَبٌ لا جَزْرَ لهُ،
زحامُ غُرباءَ، وطارئينَ مِثْلي،
يَنْداحُ عِنْد بابِ العُبور؛
مَوْصولَ الحَبْل،
لا فاصِلَ صمْتٍ يَقْطع عُراهُ.
مَحْض أضْواءٍ تُلمِّع الصورةَ،
في ليْلٍ يُخْفي أوْجاعَه ومَراياهُ.
إِلى حينِ صَباح مَكْرورٍ،
يَسْتعيدُ شُحوبَه وَبلْواهُ.
لو تُزاحُ عُلَبُ الشّارع المُعلَّقة،
يُطْوى الإسْفَلتُ،
يَنْحَسرُ مُروقُ الْحَرَكات،
تَطمَئِن الْبَراري، إِلى عُشٰبها الْمَفْزوع،
وانْبِطاحِها الْفَسيح،
في عَرْض الْخَلاءِ..!
تَرى العينُ،على مَسافَةِ (زرقاء الْيَمامَة)
تُزِهِر الرُّؤى في يَبابِ الرُّوح؛
يَسعى الخَطوُ على سَجيَّته الأولى،
بِلا عَلامات،
ولا عَوارضَ لِلطَّريق..!
أراكَ، وتَراني،يا صاحِبي، بِتوْقيتِ القَلب،
ولا خَرائِط،
تَزيدُ مِن فَداحَة المَتاهات.
لا نَبْقى مَحْض جُلوسٍ في مَقْهى؛
سادِر في زَبَدِ الأقْداحِ،
يُعيدُ تَأثيثَ ما يَجْري،
على غِرارٍ أَحْلامٍ، تَرْمي حَبْل نَجْدَتها
ودُخان النُّكَهِ العابِرة.