زيارة بايدن اليوم لإسرائيل تؤخر الهجوم البري تخوفات أمريكية من فعالية «حماس» في حرب المدن

من المنتظر أن يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن، يومه الأربعاء إسرائيل، وذلك بعد زيارات قام بها وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين عقب بدء عملية «طوفان الأقصى» بهدف دعم الاحتلال ضد حماس، ودفع الدول العربية إلى تبني الموقف الأمريكي إزاء الاجتياح الإسرائيلي لغزة.
وقال بايدن في منشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا): «سأسافر يوم الأربعاء إلى إسرائيل للوقوف تضامنا في وجه الهجوم الإرهابي الوحشي الذي تشنه»’حماس».
وأضاف: «سأسافر بعد ذلك إلى الأردن لمعالجة الاحتياجات الإنسانية الماسة، والاجتماع بالقادة، والتوضيح أن «حماس» لا تدافع عن حق الفلسطينيين في تقرير المصير «.
ولليوم الثاني عشر على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي دك قطاع غزة بمختلف أنواع الذخائر والأسلحة المحرمة دوليا، في محاولة لإبادة كافة أشكال الحياة في القطاع وتهجير سكانه قسرا عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية بالإضافة إلى قوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية.
إلى ذلك، رجح الرئيس الأسبق لشعبة استخبارات جيش الاحتلال الإسرائيلي، عاموس يادلين، أمس الثلاثاء، تأجيل اجتياح الاحتلال البري لقطاع غزة «قليلا» بسبب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل.
وقال يادلين إن «زيارة بايدن ستؤخر قليلا الدخول البري، إذا استغلوا (الفلسطينيون) الوقت لمحاولة جلب المختطفين الإسرائيليين في صفقة إنسانية، أعتقد أن ذلك مناسب تماما».
واستدرك أن توغل جيش الاحتلال البري في قطاع غزة، هو « أمر مؤكد، والسؤال الوحيد هو متى؟»، بحسب تعبيره.
من جهتها، قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الجنود الإسرائيليين الذين يستعدون لهجوم بري في قطاع غزة، سيواجهون غابة جهنمية من الألغام والأنفاق والمباني في أثناء مطاردة مقاتلي حماس.
ولفتت مقالة للصحفي دان لاموث إلى أن هذا الوضع محفوف بالمخاطر، ويمكن أن يسبب معاناة إنسانية هائلة، ويجر دولا أخرى إلى الحرب، وفقا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على «الصراع».
وأشار لاموث إلى أنه من المتوقع أن تكون العملية هي «الأهم لجيش الاحتلال في غزة، بعد الهجوم الذي نفذته حماس قبل أيام».
ويستعد المسؤولون في جميع أنحاء المنطقة لهجوم واسع النطاق على منطقة مكتظة بالسكان قد يستمر لأسابيع، ويقتل آلاف الأشخاص، ويدمر أحياء بأكملها. وقال مسؤولون فلسطينيون يوم الأحد إن أكثر من 2600 شخص قتلوا في غزة منذ بدء القتال.
قال كينيث «فرانك» ماكنزي جونيور، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية شغل منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية حتى العام الماضي: «أعتقد أنهم سيعودون إلى غزة بقوة، وسيكون الأمر بمثابة حمام دم للجميع».
وتوقع أن «يستمر العنف على مدى فترة زمنية أطول بكثير» من هجوم حماس، مع تورط الإسرائيليين في حالة من الفوضى، وعدم القدرة على التنبؤ بحرب المدن.
وقد أعلن الإسرائيليون عن نواياهم لعدة أيام، حيث أسقطوا منشورات على مدينة غزة تأمر المدنيين بالفرار جنوبا وعدم العودة حتى إشعار آخر. وصدرت توجيهات لإجلاء أكثر من نصف السكان البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، ما أثار قلق الجماعات الإنسانية والأمم المتحدة، التي قالت إن القيام بذلك سيكون «مستحيلا» بالنسبة للكثيرين.
وقال جيان جنتيلي، العقيد المتقاعد بالجيش والمؤرخ العسكري لدى مؤسسة راند، إن نطاق الهجوم الإسرائيلي «من الواضح أنه سيكون أكبر بكثير الآن من العمليات التي جرت في السنوات الأخيرة، وسوف يأتي مع تحديات تمكنت الولايات المتحدة من تجنبها في بعض معاركها الحضرية الأكثر كثافة، مثل هجوم نوفمبر 2004 على الفلوجة، العراق».
وقال جنتيلي إنه على الرغم من أن تلك المدينة التي يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة كانت معزولة في الصحراء وغادر معظم المدنيين قبل بدء الهجوم الأمريكي، إلا أنه سيكون من الصعب على المدنيين الفرار هذه المرة.
وقال بروس هوفمان، خبير مكافحة الإرهاب والأستاذ بجامعة جورج تاون، «إن الهجوم الإسرائيلي سيستفيد من وجود قوة مدربة تدريبا جيدا وتعتمد على التكنولوجيا العسكرية في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة».
لكن هوفمان قال أيضا إن التحديات التي سيواجهها الجنود الإسرائيليون في غزة ستكون «أكبر بشكل كبير» مما واجهته القوات الأمريكية في الفلوجة».
وأشار إلى أن «مسؤولي حماس زعموا أنهم قاموا بالتحضير والتخطيط لعدة سنوات لهجومهم على إسرائيل، وربما توقعوا أن يرد الجيش الإسرائيلي بغزو بري» وتابع: «أنه من المرجح أن يستخدم الجانبان طائرات مسيرة، مما قد يؤدي إلى مناوشات بينها بما يشبه كيفية استخدام الطائرات المأهولة في الحروب السابقة».
وقال ميك مولروي، وهو مسؤول كبير سابق في البنتاغون ومؤسس مشارك لمعهد لوبو، إن جيش الاحتلال لديه قوات وأسلحة ومعدات متفوقة على تلك الموجودة لدى حماس، لكنه قال إن حماس «أصبحت فعالة للغاية» في القتال في المناطق الحضرية وربما استعدت لقوات الاحتلال.
وقال مولروي: «من أجل تطهير المباني والأقبية وشبكة الأنفاق الواسعة، سيتعين عليهم إنزال قوات المشاة الخاصة بهم والقتال بشكل أساسي مع جندي مقابل جندي ومن مبنى إلى مبنى في المناطق المبنية، ربما تقفز قوات العمليات الخاصة إلى الأمام في ضربات جراحية للقضاء على قيادة حماس واستعادة الرهائن».
وقال مولروي، الذي خدم في كل من مشاة البحرية ووكالة المخابرات المركزية، إن الجيش الإسرائيلي على الأرجح يجمع معلومات استخباراتية الآن بينما يخطط للهجوم البري ويستخدم الضربات الجوية لتشكيل ساحة المعركة لصالح القوات الإسرائيلية.
وتوقع أن تأتي القوة الهجومية الرئيسية من إسرائيل عبر معبر إيريز إلى غزة، في أقصى الطرف الشمالي من القطاع، وأنها ستشمل دبابات قتالية وناقلات جند مدرعة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قد يحاول أيضا التوغل في غزة من الشرق، مما يؤدي فعليا إلى قطع المنطقة إلى قسمين والحد من قدرة حماس على نقل المقاتلين والمعدات.
لكن بينما بدأت تكتيكات العملية الهجومية تظهر للعيان، فإن نهاية اللعبة غير واضحة.
وقال بليز ميستال، نائب رئيس JINSA للسياسة، إن أحد الاعتبارات بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين هو «كيفية إخراج الجيش الإسرائيلي من غزة بعد أن يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنهم حققوا أهدافهم، ولم يكن لإسرائيل وجود دائم في غزة منذ عام 2005، عندما سحبت حكومة أرئيل شارون الجيش، معتقدة أن الاحتلال هناك غير مستدام».
وقال ميستال: «لم يرغبوا في الذهاب إلى غزة مرة أخرى، لم يرغبوا في احتلالها، لم يرغبوا في أن يكونوا مسؤولين عن إدارتها، ولكن الآن ماذا سيفعلون، إذا كان لديهم هذا الهدف الأكثر تطرفا؟».
قال مسؤول دفاع أمريكي كبير، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد الأساسية التي وضعها البنتاغون، يوم الخميس، إن إدارة بايدن لا تخطط لنشر قوات أمريكية إضافية على الأرض في إسرائيل «في هذا الوقت لكنه لم يستبعد أن عمليات النشر يمكن أن تحدث إذا اتسع الصراع».
قال وزير الدفاع لويد أوستن في بيان يوم السبت إنه سينشر مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور في شرق البحر الأبيض المتوسط، لينضم إلى مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد في تركيز نادر للقوة العسكرية الأمريكية.
ويتم تعيين عدد صغير من القوات الأمريكية في السفارة الأمريكية في إسرائيل ويقدمون المشورة للمسؤولين الإسرائيليين.
وحذر أوستن، الذي تحدث يوم الجمعة خلال زيارة لإسرائيل، الأطراف المتحاربة المحتملة الأخرى من البقاء بعيدا عن القتال. وميز بين التكتيكات التي استخدمتها حماس، وكيف يمكن لإسرائيل أن تواصل هجومها البري.
وقالت الصحيفة إن الخطاب الإسرائيلي حول غزة يثير احتمال القتل الجماعي في الهجوم البري، كما قال يوسف مناير، الزميل في المركز العربي بواشنطن العاصمة. وقال إن العملية الإسرائيلية لن تجلب الدمار إلى غزة فحسب، بل قد تتحول إلى صراع إقليمي يوقع الولايات المتحدة في شرك.
وقال مناير: «من الصعب أن نرى كيف لا يشارك اللاعبون الآخرون، وبعد ذلك تنفتح أبواب الجحيم»، مشيرا إلى أن حماس سترحب بانضمام الجماعات المسلحة الأخرى والدول العربية إلى القتال.
وأضاف: «كل يوم يمر، يصبح من الصعب أكثر فأكثر السيطرة على النتائج والتداعيات، أشعر وكأننا نسير في أثناء نومنا نحو وضع سيقول فيه الناس لأجيال من الآن: ماذا نفعل؟».