زيرو براكة بالحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء : نهاية «كاريان سنطرال» بعد صمود قرابة قرن من الزمن

 

يعتبر الحي المحمدي أحد أكبر وأشهر أحياء الدار البيضاء، وقد عرف هذا الحي الصفيحي في بداياته، باسم كريان سنطرا بعد تحوير كلمة Carrière centrale، قبل أن يتغير اسمه بعد الاستقلال، وبالضبط سنة 1960 خلال الزيارة التاريخية لمحمد الخامس مرفوقا بولي العهد آنذاك الحسن الثاني، ويعود تاريخ تأسيس هذا الحي إلى سنة 1922، حيث كان السكان في البداية يعملون في قلع الأحجار، وهو المقلع الذي بنيت منه المصانع التي أصبحوا يعملون فيها، بعدما جاؤوا من مختلف القبائل المغربية، حيث اضطر المهاجرون في البداية إلى استعمال ماعهدوه من نوع السكن والمتمثل في النوايل والخيام، قبل أن يلجأوا إلى شكل جديد من السكن والمتكون من الخشب والصفائح القصديرية» البراريك»، لتظهر بعدها كاريانات تحمل أسماء ملاك أراضيها أو أسماء المناطق التي نشأت فيها، كما هو الحال بالنسبة لكاريان بوعزة، خليفة، جانكير، الكريمات، الرحبة، لاحونا، الطاحونة، زرابة، الشابو وغيرها، ليصبح كريان سنطرال بعد توالي السنين من اكبر وأشهر كريانات المغرب، خصوصا لما له من تاريخ خلال فترة الحماية والمقاومة..
الآن وبعد صموده قرابة قرن من الزمن..، فقد عرفت سنة 2017، وفي إطار عملية إعادة الإيواء من أجل الحصول على سكن لائق يضمن الكرامة وتتوفر فيه شروط الحياة الطبيعية والكريمة ، فقد انتهت العملية بدائرة الحي المحمدي بتراب عمالة عين السبع الحي المحمدي بالدارالبيضاء بنسبة مائة في مائة 100%، وهي العملية التي تطلبت حوالي 6 أشهر من المواكبة والتواصل المباشر مع المستفيدين وتهيئهم نفسيا قبل وأثناء وبعد الترحيل ويقدر عددهم ب 580 عائلة، بمشاركة السلطات والوقاية المدنية والقوات المساعدة وعدة مسؤولين..، وهي العملية التي مرت عبر 3 مراحل، استفاد المرحلون خلالها في المرحلة الأولى والثانية بسيدي حجاج بعمالة مديونة ببقع أرضية لشريكين ستجرى فيها القرعة بداية شهر شتنبر، فيما استفاد المرحلون خلال المرحلة الثالثة والأخيرة والتي كانت بتاريخ 4 يونيو 2017، بشقق في الشلالات وضمنهم كارياني مونتيكي ومزاب.
وجدير بالذكر أن هناك بعض الملفات الأخرى التي لازالت عالقة في انتظار تسويتها بعد دراستها من طرف اللجنة المحلية وحتى المركزية، وخصوصا من لها علاقة بالمتزوجين سنة 2010، وملفات أخرى.. منها ما هو مرتبط بسنة 2011؛ ليكون الحي المحمدي بذلك قضى بصفة نهائية على دور الصفيح بالمنطقة، عكس سيدي مومن والذي يعتبر امتدادا للحي المحمدي حيث مازالت البراريك فيه في ازدياد مستمر في ظل سكوت وتغاضي الجهات المعنية !؟..


الكاتب : التهامي غباري

  

بتاريخ : 30/08/2017