يعيش سكان مدينة سطات على صفيح ساخن، بسبب قطع الماء الصالح للشرب بدون سابق إنذار، ليلة الثلاثاء الماضي وطيلة اليوم الموالي، مما اضطر معه المواطنون بهذه المدينة المهمشة على كل المستويات، إلى البحث عن هذه المادة الحيوية لإرواء عطشهم، كما اضطر معه المسؤولون إلى توزيع الماء على الساكنة باستعمال الشاحنات الصهريجية.
هذه الوضعية التي خلقت تساؤلات كبيرة، سرعان ما تمت الإجابة عنها من خلال إعلان موجه للساكنة، أرجع فيه المسؤولون الأمر إلى النقص المهم الذي يشهده إقليم سطات على مستوى الموارد المائية، حيث قرر المزود الرئيسي للوكالة المستقلة (المكتب الوطني للماء والكهرباء -قطاع الماء الصالح للشرب-) خفض مستوى الصبيب بنسبة تصل إلى 66%، وفي إطار التدبير المعقلن للمواد المائية المتاحة حاليا والمحافظة عليها قصد ضمان تزويد ساكنة إقليم سطات بالماء الشروب، في ظل الظرفية الحالية المتسمة بانخفاض حاد في هذه المادة الحيوية، نتيجة قلة التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف، يقول ذات الإعلان، فقد تقرر ابتداء من يوم الخميس 08 فبراير 2024 حصر المدة الزمنية لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب من الساعة 08 صباحا إلى غاية الساعة الواحدة زوالا، إلى حين رجوع الأمور إلى وضعها الطبيعي.
وفي اتصال لجريدة الاتحاد الاشتراكي بالمسؤول الأول عن الوكالة الموزعة، أكد أن المورد الرئيسي قرر خفض مستوى الصبيب بنسبة 66%، موضحا أنه تم التواصل مع المورد من أجل حل هذه الإشكالية، على اعتبار أن وكالته لا تتحكم في هذا المجال، بل يقتصر عملها على توزيع الماء فقط.
وأوضح المسؤول في ذات التصريح، أنه رغم اعتماد هذا القرار القاضي بحصر المدة الزمنية لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب من الثامنة صباحا إلى الواحدة زوالا، فإن الكمية المخصصة لذلك تم استنفادها في الساعة العاشرة صباحا.
محمد الطالبي، نائب رئيس المجلس الجماعي بسطات، أوضح لجريدة الاتحاد الاشتراكي، أن الوضعية كارثية بكل المقاييس، نظرا لشح التساقطات المطرية، وقد اضطرت الجماعة، يقول، إلى تعقيم الآبار التي في ملكية الجماعة والتي كانت مخصصة لسقي الحدائق، بتنسيق مع مندوبية الصحة ومكتب حفظ الصحة بذات الجماعة وتحت إشراف باشا مدينة سطات، ووضعها رهن إشارة الساكنة.
وفي اتصال مع مسؤول بعمالة إقليم سطات، كشف أن الطرف الذي يجب التواصل معه هو الوكالة المستقلة لتوزيع الماء، باعتباره أنها المشرف على عملية التوزيع.
ووفق مصادرنا، فقد اضطرت العديد من المقاهي بسطات نظرا لهذا القرار، إلى الإغلاق، بحكم أن الصبيب ضعيف جدا، جعلها غير قادرة على تلبية حاجة زبائنها.
ويتساءل المواطنون، إلى متى ستظل هذه الوضعية قائمة؟ في الوقت الذي لا يجدون أجوبة شافية عن تساؤلاتهم من طرف المسؤولين، كما يتساءلون كيف يحدث هذا الاستثناء في سطات لوحدها وإقليمها، وهي التي تتوفر على أكبر السدود في المغرب وأقدمها، ويتعلق الأمر بسد المسيرة، إمفوت، الدورات، وسد سيدي سعيد معاشو؟!