سفاحون في مواجهة جرائم استثنائية (19) .. حنان بنت الملاح ضحية متهم سادي أدين بالإعدام

سيبحر معنا القارئ من خلال هاته الحلقات في ملفات تتسم بالرعب جراء أفعال إجرامية قام بها متهمون أدانهم القضاء نهائيا بأحكام تتراوح مابين الإعدام والسجن المؤبد حيث ارتبطت أسماؤهم بملفات كبيرة مرتبطة أساسا بعالم الجريمة وتفننوا في ارتكاب أفعال إجرامية خطيرة بوعي منهم أو بدون وعي إلى أن تحولوا إلى كوابيس مزعجة بالنسبة للمواطنين ورجال الأمن. منهم من ظل لسنوات بعيدا عن أعين الامن التي كانت تترصده فيما آخرون وقعوا كما تقع الطيور على أشكالها مباشرة بعد ارتكابهم لفعلهم الجرمي أو في مسرح الجريمة
الاتحاد الاشتراكي تفتح اليوم تفاصيل هذه الجرائم فإنها تبقى مجرد قضايا من مجموعة ملفات عرفتها المحاكم المغربية منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي إلى يومنا هذا.. فيما تاريخ العدالة المغربية مليء بالقضايا المشابهة وبأعداد كبيرة، إلا أن القضايا التي أخترناه اليوم تعتبر مثيرة شدت إليها انتباه الرأي العام الوطني، كما عرفت نقاشا وجدالا واسعا من طرف الإخصائيين وعلماء الاجتماع وعلماء الجريمة.. فيما ظلت تفاصيلها راسخة في عقول العديد من الضحايا وعائلاتهم..

 

كشف المتهم الرئيسي في قضية اغتصاب وتعذيب وقتل الشابة حنان المعروفة حنان بنت الملاح” الملقب ب”ولد المراكشية”، أن “الغيرة” كانت السبب الرئيسي لإقدامه على ارتكاب الجريمة، فيما قالت محامية إن هذا الملف يدفع إلى تغيير المقولة الشهيرة “ومن الحب ما قتل” إلى “ومن الغيرة ما قتل”.
وأوضح ولد المراكشية أن الضحية كانت تعيش معه لمدة 15 سنة، بصفة أنه يريد الزواج بها، وفي ليلة الفاجعة انفجر في وجهها غاضبا بالقول: “كل مرة كتكوني جاية مع واحد فشكل، والعلوي عطاني فيديو فيه أنك تمارسين الجنس مع شخص، موراها معقلتش على راسي”، ليتابع بالقول: “سبيتها وضربتها بيدي، وشيرت عليها بقرعة”.
المتهم اعترف بوجود كل من “العلوي” و”عبد العالي” معه أثناء ضربها من طرفه، نافيا علمه بتوثيق الحدث عبر تصويره، ليجيبه القاضي: “جسمها كامل مضروب، وأنت كتقول ضربتيها في رأسها فقط”.
ونفى عبد الواحد، في نفس السياق، تقييد الهالكة وضربها بسكين إلى حد تكسيره، كما نفى ضربها بعصا إلى أن تكسرت، رافضا ما قيل عن قيامه بتهديدها بالقتل، وحين سُأل من القاضي مرة ثانية عن تقييدها أجاب: “معقلتش، معنديش علاش نكتفها”.
في الوقت الذب كانت الهالكة “حنان” من خلال الفيديو المسجل في حوار استنجادي مع من يصور بالقول: “كنزاوك فيك”، وذلك أثناء عملية إيلاج قنينات في مناطق حساسة من جسمها.
المتهم “العلوي” اعترف أمام المحكمة بالقول: “أنا لي صورت الفيديو، خفت على راسي، الحاجة الوحيدة التي ديرت هي تصويري خفية منهم”، وأضاف “شفتو الفيديو شكون لي يقدر يوقفو آنذاك”.
وأكد أن “ولد المراكشية”، كان “يولج القراعي في أماكنها الحساسة، وكان يضربها بعصا أو حديدة، صورت بحسن نية باش ناخذ الفيديو للبوليس، صورت حيث شفت الفاجعة تخلعت”. “وريت الفيديو لعثمان، وقال لي هذه فاجعة حيدو من تلفونك، قلت له سأريه للشرطة، قال لي غادي توريه للشرطة وأنت سكران وصوتك مسموع، ستكون متهم كذلك”.وريتو لرشيد قال لي أعطني الفيديو سأريه لأختي التي تشتغل مع قاضي التحقيق، بارطاجيت معاه الفيديو وحيدتو من تلفوني”، مردفا “هو لي حيد الفيديو من التلفون”.
“رشيد” المتهم بالتوصل بالفيديو وحذفه من مصدره الأصلي، أي هاتف العلوي، قال أمام المحكمة: “واش تعطيني نفسي أنني نوري الفيديو لأختي؟”
المتهم ذاته اعترف أنه كان على علاقة جنسية مع الضحية، لكن قبل أزيد من عشرين سنة، حين كانت حنان فتاة ذات 16 سنة، نافيا أن يكون قد رأى المتهم الرئيسي يوما ما في خصام مع حنان أو يضربها.
أما رواية أخ المتهم الرئيسي “ولد المراكشية”، فأوضح أنه ذهب إلى مكان الحادث بعد سماعه لموسيقى عالية، واستجابة لطلب إنقاذ حنان من طرف شقيقه بعدما ارتكب الجريمة.
قال في هذا الصدد: “وجدتها ممددة وعليها غطاء، بانتلي البنت عريانة ومليئة بالدم، خرجتهم على برا، خرجها جارها، وبديت نقول عتقو الروح، شافني العساس واتصل بالشرطة”، صمت قليلا ثم قال إن الهالكة كانت ترتدي “سوميج”.
المحكمة وبعد المحاولة أدانت المتهم الرئيسي بالإعدام فيما وزعت أكثر من عشرين سنة على الاربع الآخرين ليسدل الستار على احد أغرب الجرائم التي شهدها الملاح بالرباط.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 08/08/2020