شكلت إبداعات الفنانين التشكيليين عبد العزيز هنو ومحمد المصمودي، من خلال جداريات مرسومة على صخور أحد الانكسارات، وبمحاذاة القصبة التاريخية الجبلية المطلة على منبع أسردون القصر، لوحات فنية أخاذة تنجذب لها الأفئدة والعقول، ويتماهى مع صداها الجمالي الكل لينصهر فيها المتمعن في التقاط بعدها الوجداني وعشها الألزامي ولاندماجها الملائكي مع الطبيعة.
هو إذن تمازج فني بل وتلاقي بين ريشة الفنان والتشكلات الصخرية والتي تجعل لحظة التماس بين المداد وصواعد الصخور ونزولها لحظة تزاوج، وانصهار وعشق بل وحتى انزعاج بين الطرفين: بين الصخرة والفنان وفي الاخير يتمخض عن هذه المشاكسة الفنية جل مشاعر الخير والوفاء للعطاء الابداعي الجاد للفنانين.
هي كذلك مبادرة تشكيلية أعجب بها الممتبعون وأحسوا وتحسسوا دورها الكبير في إضفاء روائع فنية للروائع الطبيعية، ومنح المكان عرسا لا ينتهي،ولا يتبدل أو يُمل، وتطول فرحة عبر مووايل يختلط فيها الامازيغي والعربي عبر الانحدارات والشعاب الجبلية في ما يشبه سمفونيات الأمل تصدح بها هذه الجداريات التي تحاول، وبلمسات فنية متميزة، أخذ زمام الأمور احتراما للآداب العامة التي تخدشها غالبا، كتابات وخربشات معيبة.