سفيرا فلسطين والمغرب لدى الأمم المتحدة يشرفان على تسيير مؤتمر صحفي بمجلس الأمن

دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته إثر اقتحام المسجد الأقصى

سبعة قذائف صاروخية تنطلق من قطاع غزة ردا على العدوان الإسرائيلي

اقتحمت عدة مجموعات من المستوطنين المسجد الأقصى المبارك في أول أيام «عيد الفصح» اليهودي (بدأ أمس الخميس 6 أبريل الجاري ويستمر حتى الأربعاء المقبل الموافق 12 أبريل)، بحماية القوات الخاصة الإسرائيلية، في ظل حالة التوتر الأمني في الأراضي الفلسطينية بسبب عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى والمرابطين والمعتكفين بداخلة.
وأوضحت إدارة المسجد الأقصى المبارك التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، أن «الوضع في المسجد الأقصى يبكي»، منوهة إلى أن «عدة مجموعات استيطانية اقتحمت المسجد الأقصى صباح اليوم، وقامت بالتجول في باحات المسجد بشكل استفزازي».
وأضافت أن «المجموعات المقتحمة للأقصى، قامت بأداء طقوس تلمودية؛ منها انبطاح على الأرض وغير ذلك من الطقوس، وكل ذلك تحت أعين وحماية شرطة الاحتلال التي لا تحرك ساكنا، وفي ذات الوقت كانوا يعيقون عمل الحرس ويطلبون منهم الابتعاد عن المتطرفين»، موضحة أن عدد المصلين المرابطين في المسجد الأقصى قليل جدا.
وذكرت إدارة الأقصى، أن «سلطات الاحتلال قامت بتعزيز قواتها العسكرية من القوات الخاصة و»حرس الحدود» على أبواب المسجد الأقصى، وشددت من إجراءاتها الأمنية ومنعت دخول المصلين وخاصة الشباب، وسمحت لبعض من هم كبار السنة بعد التدقيق في هوياتهم».
وأفادت بأن أجمالي عدد المقتحمين حتى الساعة الحادية عشرة بلغ 174 مستوطنا، على شكل مجموعات، مشيرة إلى أن باب المغاربة يغلق الساعة الحادية عشرة والنصف.
ورغم دعوات المجموعات المتطرفة لإدخال قرابين «الفصح» ورصد جوائز لمن يفعل ذلك، فإنهم فشلوا ولم يتمكنوا من إدخال القرابين في أول يوم من أيام «عيد الفصح».
ومنذ أسابيع مضت، تصاعدت دعوات الجماعات المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى بمناسبة بدء «عيد الفصح» اليهودي، ومحاولة إدخال القرابين وذبحها داخل باحات الأقصى، حتى إن بعض تلك الجماعات رصدت جائزة مالية لمن يستطيع من المستوطنين فعل ذلك الأمر.

صواريخ من عزة لردع المستوطنين

في سياق متصل، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن صواريخ جديدة أطلقت من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف، فجرأمس الخميس. ودوت صافرات الإنذار في مستوطنات «غلاف غزة» ومنطقة النقب الغربي، فجر أمس الخميس، عدة مرات، وذلك عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية قذائف صاروخية، فيما شن الطيران الحربي للاحتلال عدة غارات جوية على مواقع في قطاع غزة المحاصر.
وقالت «القناة 14 العبرية» إن خمسة قذائف صاروخية على الأقل، أطلقت في ساعات الفجر من قطاع غزة باتجاه مستوطنات «غلاف غزة» والنقب الغربي.
وأكدت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية «كان»، أنه تم رصد إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه الغلاف.
ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن سبعة قذائف صاروخية أطلقت فجر اليوم من قطاع غزة، خمسة انفجرت في الهواء، واثنتان في البحر، مشيرة إلى أنه لم يتم تفعيل القبة الحديدية كما ورد في بداية الحدث، وفق سياسة الاعتراض المتبعة.

طلب لستعجالي لاجتماع مغلق لمجلس الأمن

في السياق نفسه، أشرف سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أول أمس الأربعاء في نيويورك، إلى جانب السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، على تسيير مؤتمر صحفي بمجلس الأمن، دعا خلاله المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني، إثر اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك.
وأوضح السفير الفلسطيني في مستهل اللقاء، أن هلال يشارك في هذا المؤتمر بالنظر لكون المغرب يرأس لجنة القدس في شخص جلالة الملك محمد السادس.
وأكد الدبلوماسي الفلسطيني خلال هذا الاجتماع، الذي حضره أيضا، وعلى الخصوص، سفراء مصر والإمارات العربية المتحدة وموريتانيا والأردن، أن «المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم».
وأشار إلى أن الإمارات طلبت من مجلس الأمن، بناء على طلب فلسطيني، عقد اجتماع مغلق يوم أمس الخميس، بشأن هذه التطورات الجديدة. ويتعلق الأمر، برأيه، بإدانة هذا الاقتحام، ومنع تكرار مثل هذا الاستفزاز، وإعلاء احترام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وكذا الوضع القانوني والتاريخي في المسجد الأقصى.
وأبرز الدبلوماسي أنه تم بعث رسائل إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكي «تتحمل جميع الأطراف مسؤوليتها»، مشددا على أن المسجد الأقصى «خط أحمر» بالنسبة للفلسطينيين والمسلمين بشكل عام.
وردا على سؤال حول المساهمة التي يمكن أن تقدمها الدول التي تقيم علاقات مباشرة مع إسرائيل، للمطالب الفلسطينية، قال السيد منصور إنه يقدر الحضور القوي لسفراء هذه الدول خلال المؤتمر الصحفي.
وقال السفير «حقيقة أنهم معنا هنا بكل هذه القوة هو شيء نقدره حقا وهو أبلغ تعبير. هم معنا. هم مع فلسطين». وأضاف «نحن نقدر ما يفعلونه» من أجل القضية الفلسطينية.
وأدان المغرب بشدة، في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين وترويعهم خلال شهر رمضان المبارك.
وأكد البلاغ على ضرورة احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس والأماكن المقدسة والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص السلام بالمنطقة.

جامعة الدول العربية تدين «جرائم الأقصى»

أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بشدة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المصلين المسلمين العزل في المسجد الأقصى المبارك.
وأكد المجلس، في بيان صدر في ختام اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية أول أمس الأربعاء، والذي مثل فيه المغرب سفير المملكة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية أحمد التازي، رفضه وإدانته لكافة اشكال الانتهاكات الإسرائيلية للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وخاصة المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وتقويض صلاة المسلمين فيه وابعادهم عنه.
وحمل المجلس إسرائيل مسؤولية ما ينتج عن تلك الجرائم والإجراءات التي تقوض حرية العبادة في المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، والتي تشكل انتهاكات فاضحة لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ،محذرا من أن هذه الاعتداءات والجرائم تعتبر استفزازا صارخا لمشاعر المؤمنين في كل مكان، وتنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وشدد على عزم الدول العربية الأعضاء اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة على جميع الصعد والمستويات بما في ذلك إطلاق تحرك دبلوماسي مكثف، من خلال الرسائل والاتصالات واللقاءات الثنائية، من أجل حماية مدينة القدس والدفاع عن مقدساتها الإسلامية والمسيحية ودعم حقوق أهلها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.
ودعا المجلس إلى تنسيق التحرك بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لحماية مدينة القدس المحتلة من السياسات والاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة والى تحرك مجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية من أجل إطلاق جهد دبلوماسي مكثف لنقل مضامين هذا البيان إلى عواصم الدول المؤثرة حول العالم.
ودعا أيضا المجموعات العربية في الأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان واليونسكو بمباشرة المشاورات والإجراءات اللازمة لمواجهة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة في مدينة القدس المحتلة.


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 07/04/2023