في خطوة تستهدف الضغط على المغرب، أقدمت السلطات الأمنية بمدينة سبتة المحتلة، ومنذ يوم الاثنين المنصرم، على محاصرة ومنع السيارات المحملة بالسلع والمخصصة للتهريب المعيشي من الدخول إلى التراب المغربي، حيث تتم محاصرتهم في العراء وإرغامهم على الوقوف والتوقف وعدم مغادرة الطريق الرابطة بين المعبر الحدودي ومدينة سبتة.
وتأتي هذه الخطوة التصعيدية من أجل الضغط على المغرب لقبول المقترح الإسباني بإحداث ممر بري للسيارات بمعبر طرخال2، مقابل العدول عن تفعيل مقترح فرض التأشيرة على سكان المنطقة المجاورين، وذلك لتخفيف الضغط الذي يعيشه معبر باب سبتة منذ إحداثه نهاية السنة الماضية.
وكانت مصادر إعلامية إسبانية قد أكدت، منتصف الشهر الجاري، أن سلطات مدريد تتجه نحو فرض التأشيرة على سكان عمالتي المضيق الفنيدق وتطوان، وأن مسألة فرض التأشيرة على سكان المنطقة من أجل الدخول إلى مدينة سبتة المحتلة بات أقرب إلى التطبيق من أي وقت مضى، بسبب تنامي ظاهرة الاكتظاظ وعرقلة السير والجولان، الذي يعيشه المعبر الحدودي الوهمي منذ عدة أشهر، والذي لم تنفع معه الحلول الترقيعية التي سطرتها السلطات الأسبانية بتنسيق مع نظيرتها المغربية.
وحسب ذات المصدر، فإن السلطات الإسبانية اقترحت على نظيرتها المغربية المشاركة والعمل على إحداث طريق بري جديد خاص بسيارات التهريب المعيشي سينضاف إلى معبر «تاراخال 2» الخاص بالراجلين، وذلك كإجراء عملي لتفادي الاختناق.
وذكرت ذات المصادر أنه في حال رفض السلطات المغربية المعنية هذا المقترح فإن اسبانيا ستكون مجبرة على تفعيل مسطرة فرض تأشيرة دخول سكان العمالتين المعنيتين بهذا الامتياز، لدى سلطات الاتحاد الأوروبي.
وأبرزت المصادر أن مقترح بناء ممر طرقي لممتهني التهريب المعيشي، هو أحد الخيارين العمليين لمعالجة المشاكل المتفاقمة جراء أنشطة التهريب المعيشي بين سبتة المحتلة وبقية التراب المغربي. مشيرة إلى أن عدم موافقة السلطات المغربية على هذا المقترح، سيدفع نظيرتها الإسبانية إلى فرض تأشيرة الدخول إلى سبتة على المواطنين المغاربة القاطنين بعمالتي تطوان والمضيق والفنيدق.
ويشار إلى أن هذا المقترح، حسب المنطق الإسباني، يأتي بسبب الضغط الكبير الذي يعرفه معبر باب سبتة، حيث يعبره أكثر من 25000 شخص بشكل يومي، من بينهم آلاف ممتهني التهريب المعيشي، كما أن هذا المقترح، حسب السلطات الإسبانية، لا يتماشى مع الطفرة الديموغرافية التي شهدتها الجهة، حيث انتقل عدد ساكنة مدينة تطوان من 300000 إلى مليون نسمة، فيما وصل سكان الفنيدق إلى 100000 بعد أن كانوا لا يتجاوزون 15000 قبل سنوات.
ويذكر، أن بروتوكول انضمام اسبانيا لمعاهدة “شينغن” نص على مخطط إعفاء محدد من تأشيرة الدخول في ما يخص الحركة التجارية على الحدود بين مدينتي مليلية وسبتة وجهتي الناظور وتطوان.