شرعت سلطات مكناس في عملية تحرير الملك العام من محتليه بعد منتصف ليلة الأربعاء 27 نونبر الجاري، واستهدفت في عمليتها هذه، البائعين/الفراشة القارين المتواجدين على طول المسافة بين السكاكين والسوق البلدي بالمدينة القديمة بجانب الثانوية الإعدادية سيدي محمد.
ولأجل ذلك تم تسخير كل الوسائل اللوجيستية من آليات مختلفة، وتعزيزات أمنية وعناصر القوات المساعدة. وفي الوقت الذي شرع البعض في جمع أمتعته ومبيعاته من منتوجات، احتج آخرون بشدة على المسؤولين متهمين إياهم بقطع أرزاقهم ورميهم إلى الشارع، بلغ حد محاولة إحدى الفراشات رمي نفسها من أعلى السوق البلدي، الأمر الذي استدعى تدخلا عاجلا من لدن الرجال الشرطة تكللت بالنجاح في إنقاذها من إيذاء نفسها.
فهل هي بداية لحملة واسعة لتحرير الملك العام، واستعادة النظام إلى الفضاءات العامة المحتلة، ولن تقتصر فقط على حي أو شارع أو منطقة دون أخرى، وستشمل فعلا جميع الفئات والنافدين من أصحاب المقاهي والمطاعم الذي احتلوا الأرصفة برمتها بل وقاموا بضمها لمحلاتهم التجارية، أم هي فقط حملة موسمية ومناسباتية لن يكون لها أثر؟ وعلى الرغم من المبالغ المالية التي تم رصدها في بناء أسواق نموذجية بالمدينة القديمة وغيرها فإن السلطة المحلية والمجلس الجماعي، فشلا في إدخال الفراشة/القارين والمحصيين إليها. علما أن تنظيم استغلال الملك العام الجماعي من صلاحيات رئيس المجلس الجماعي وتدخل ضمن مجال الشرطة الإدارية، كما أن مراقبة احتلال واستغلال الملك العام الجماعي مسؤولية مشتركة بين رئيس المجلس والسلطات، وكل جهة ترمي بالكرة إلى الجهة الأخرى.
سلطات مكناس تشرع في تحرير الملك العام ليلا
الكاتب : يوسف بلحوجي
بتاريخ : 30/11/2024