بعد يومين من دخول شهر رمضان الفضيل، اشتعل لهيب الأسعار من جديد في العديد من المواد الأساسية، التي يكثر عليها الإقبال، وخصوصا الخضر والفواكه والأسماك.
«الاتحاد الاشتراكي» وقفت أمس على حقيقة الأسعار بأسواق الجملة في العاصمة الاقتصادية، حيث أكد لها عدد من التجار أن أسعار معظم الخضر والفواكه شهدت زيادات متفاوتة بسبب طفرة الطلب، بينما مواد أخرى لم يطرأ عليها تغيير كبير منذ أسبوع، وذلك نظرا للوفرة واستقرار حجم الطلب عليها.
محمد جبيل، رئيس جمعية سوق الجملة للفواكه والخضر بالدار البيضاء أكد لنا أن الطلب المبالغ فيه أحيانا على بعض المواد من قبل الأسر هو الذي يؤجج الأسعار، حيث يعمد المستهلك دون مبرر إلى مضاعفة حجم طلبياته التي يستهلكها عادة (بدل أن يشتري كيلوغراما واحدا من مادة معينة أصبح فجأة مع حلول هذا الشهر المبارك، يشتري 4 إلى 5 كيلوغرامات من نفس المادة)، وأضاف جبيل أن العرض وافر هذا العام ومع ذلك فالأسعار مرتفعة بمعدل درهمين في انتظار يومي السبت والأحد، حيث يرتقب ارتفاع الطلب من طرف الأسر بغاية التبضع، وأوضح ذات المصدر أن سلوكات المستهلكين هي التي تصنع الفارق بين العرض والطلب وبالتالي تبقى الأسعار مرشحة للارتفاع خصوصا عندما يتجه المستهلك إلى اقتناء كميات كبيرة من الخضر والفواكه قد تفوق الحاجة.
وقال مصدرنا من داخل سوق الجملة للخضر والفواكه بالدارالبيضاء إن بعض المواد عرفت مؤخرا ارتفاعا نسبيا كالطماطم التي تراوح ثمنها بالجملة أمس بين 3.50 و 4.50 درهما للكيلوغرام الواحد حسب النوع والجودة، وهو ما جعل ثمن الطماطم بالتقسيط يتراوح بين 6 و8 دراهم. واستقر سعر البصل بالجملة في حدود 6 دراهم للكلغ، أما الموز المستورد فيصل سعره جملة إلى 15 درهما فما تحت، فيما يتراوح سعر الموز المحلي بين 8.50 و 10 دراهم.
أما فاكهة البرتقال المخصصة للعصير من نوع (بلاصيانا وسانغيل)، والتي يكثر عليها الطلب خلال رمضان، فيبلغ سعرها بالجملة حوالي 5.10 دراهم للكيلوغرام عوض 4 دراهم المسجلة قبل أيام قليلة. غير أن أسعار فاكهة «الأفوكا» هذا العام مرشحة لمزيد من الارتفاع بالنظر لكثرة الإقبال عليها، وهو ما يترك المجال للأفوكا المستوردة من إسبانيا أو البيرو أو جنوب إفريقيا للتحكم في السوق حيث يصل ثمنها حاليا إلى 40 درهما للكيلوغرام، وهو ما يجعل تجار التقسيط يفضلون بيعها للحبة الواحدة.
وأضاف ذات المصدر أن جميع أسعار الخضر والفواكه مرشحة للارتفاع خلال الأسبوع الأول من رمضان بفعل الإقبال القياسي الذي يؤثر في معادلة العرض والطلب، قبل أن تهدأ الأسعار نسبيا في الأسبوع الأخير من رمضان.
من جهة أخرى علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن أسواق السمك بالمدينة عرفت ارتفاعا صاروخيا منذ أسبوعين قبل رمضان حيث بلغ سعر السردين بالتقسيط 25 درهما والصول 100 درهم فيما تراوح سعر القيمرون بين 120و 140 درهما والميرلان 70 إلى 100 درهما أما القرب فلا يقل سعره عن 80 درهما.
وفي نفس السياق التصاعدي لأسعار الاستهلاك، اشتعلت الأسعار من جديد في أسواق اللحوم الحمراء منذرة بتكرار سيناريو العام الماضي، حيث أكدت تصريحات جمعتها صحيفة “الاتحاد الاشتراكي” صباح أمس من مهنيين في القطاع، أن أسعار اللحوم الحمراء مرشحة لمزيد من الارتفاع خلال الأيام القادمة، وقد أخذت بالفعل في الارتفاع هذه الأيام، حيث ناهز ثمن الكيلوغرام الواحد من لحم العجول 80 درهما في سوق الجملة بالدارالبيضاء، وهو السوق الذي يعد “تيرمومترا” تقاس عليه بقية أسواق المملكة، عوض متوسط 73 درهما المسجل خلال نفس الفترة من الشهر الماضي.
كما وصل ثمن لحم الغنم 100 درهم بسعر الجملة، وهو ما جعل ثمن البيع بالتقسيط يتراوح بين 90 و100 درهم بالنسبة للحوم العجول وما بين 110 و120 درهما بالنسبة للحم الغنم.
وعزا عدد من المهنيين هذا الارتفاع إلى الخصاص المسجل منذ عدة أشهر في القطيع الوطني، والذي سرعان ما تظهر انعكاساته على الأسعار في فترات ذروة الاستهلاك، لا سيما في رمضان وعيد الأضحى وفصل الصيف.