احتضن المعهد الفرنسي بالرباط، في قاعة جيرار فيليب، عرض بانورامي لأفلام رائدة في السينما المغربية حول الهجرة، وذلك بتعاون مع محمد بكريم وهشام فلاح، وفي إطار الاحتفاء بمغاربة العالم ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، وبرنامج مجلس الجالية المغربية بالخارج.
وعرض خلال هذه الأمسية فيلمان حول الهجرة، أدارهما الأستاذ رشيد العلوي بالجامعة الكاثوليكية بباريس.
وهو فيلم للمخرج نور الدين الخماري»ولد بدون زلاقات ثلجية»فيلم يحكي قصة مهاجر حول حياة مغربي يعيش في النرويج، يسعى للاندماج في المجتمع المحلي، إلا أن السكان لا يفتأون يذكرونه بأنه غريب عنهم، رافضين تقبله حتى في ممارسته لبعض عاداتهم.
وهو الفيلم الذي أثار نقاشًا عميقًا في القاعة، وهو للمخرجة «في بيت والدي» الفيلم الثاني الكبيرة فاطمة الجبلي الوزاني. ورغم أن الفيلم أُنتج سنة 1996، إلا أن القضايا التي يطرحها لا تزال ذات راهنية، خصوصًا مسألة المرأة المهاجرة والعيش بين مجتمعين مختلفين: مجتمع الأصل ومجتمع الإقامة. يتناول الفيلم تضارب الهوية والتقاليد، خاصة ما يتعلق بفرض الحفاظ على عذرية الفتيات حتى الزواج، وهي قضايا لا تزال حاضرة بقوة في المجتمع.
تميز فيلم الوزاني بالقوة الحوارية بين الجدة والجد، وطريقة حياتهما التي تعكس العلاقات التقليدية السائدة، خاصة النظرة إلى المرأة وجسدها. ويعد الفيلم شهادة وثائقية تحكي جزءًا من سيرة والد الوزاني، وتجربتها الخاصة بمغادرة بيت الأسرة، وهو بمثابة مصالحة مع الذات ومع والدها الذي كانت تجمعها به علاقة قوية.
الفيلم يعكس تعقيد العلاقة بين الأب وابنته، وكيف يتحول الأب، كما تقول الوزاني، إلى «حارس لجسد ابنته»، مما يسلط الضوء على قضية البكارة والسلطة الأبوية على الجسد الأنثوي، وهي مواضيع لا تزال تطرح بحدة داخل المغرب وأوساط مغاربة العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن قضايا الجسد والمرأة عادت مؤخرًا بقوة إلى الواجهة، مع صعود التيارات المحافظة والمتشددة عالميًا، مما يضفي على فيلم الوزاني بعدًا معاصرًا رغم مرور ما يقارب ثلاثة عقود على إنتاجه.
سينما المهاجرين تتألق في المعرض الدولي للكتاب

الكاتب : الرباط – يوسف لهلالي
بتاريخ : 28/04/2025