تجربة لا تنفصلُ عن تجربة الترحّل والتيه، وكتابة مشدودةً إلى الأقاصي
أعلن يوم السبت، بيت الشعر في المغرب، أن شاعر الطوارق محمدين خواد “HAWAD” (67 عامًا) حصد جائزة الأركانة العالميّة للشعر للعام 2017، في دورتها الثانية عشرة، وتبلغ القيمة المادية للجائزة اثني عشر ألف دولار أمريكي، التي تمنح مصحوبة بدرع الجائزة وشهادتها إلى الشاعر الفائز في حفل ثقافي وفني كبير.
ويُشار إلى أن لجنة التحكيم لهذه السنة ترأسها الشاعر اللبناني؛ المقيم في باريس؛ عيسى مخلوف، وعضوية الناقدة سناء غواتي، والناقدين عبد الرحمن طنكول وخالد بلقاسم؛ والشعراء نجيب خداري، مراد القادري، عبد السلام المساوي، منير سرحاني وحسن نجمي أمين عام جائزة الأركانة العالمية للشعر.” .
وتجدر الإشارة أن جائزة الأركانة العالمية يَمنحُها بيت الشعر في المغرب، بشراكة مع مُؤسّسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وبتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال.
واعتبرت لجنة جائزة الأركانة العالميّة للشعر أن من بين أهم الاعتبارات التي تم منح جائزة الأركانة في دورتها الحالية إلى شاعر الطوارق محمدين خواد (HAWAD)، أن قصيدته حرصت، مُنذ أربعة عقود، على تحصين المعرفة التي منها تغتذي، وعلى تمكين المُقاومة بالكلمة من تشعّباتها، وعلى جَعل الترحال مكاناً شعريّاً وفكريّاً لإنتاج المعنى وتجديد الرؤية إلى الذات وإلى العالم.
من جهة أخرى، أوضح بيت الشعر في المغرب في بيان له، حيثيات اختيار الشاعر المتوج، حيث اعتبر أن التجربة الشعريّة لمحمدين خواد لا تنفصلُ عن تجربة الترحّل والتيه، على نحو جعلَ كتابته مشدودةً إلى الأقاصي، وإلى شسوع فضاء الصحراء، الذي تحوّلَ في مُمارَسته النصية إلى شسوع معنى.فيما أوضح بيان بيت الشعر في المغرب أن من حمولات الأقاصي، كانت تجربة الشاعر محمدين خواد تبني المعنى في تفاعُل حَيويّ مع زَمنها. لقد توغّلت كتابتُهُ بعيداً في تأمّل الفضاء، لا اعتماداً على التجريد، بل استناداً إلى تجربة ملموسة، فيها تلقى خواد، مُنذ تربيته الأولى، أبجدية الترحّل، ومنها خبرَ كيفية الانتساب إلى فضاء الصحراء، وهو ما جعلَ الأمداء والآفاق والأقاصي جزءاً من تجربة وجوديّة مُمتدّة في الزمن، قبل أن تشهدَ امتداداتها وتفرّعاتها في البناء الشعريّ والدلاليّ لمُمارسة الشاعر النصيّة…
وشدّد ذات البيان أن شعر خواد مُنشغلٌ بما يُتيحُ للحياةِ وللّغة الاتساعَ الذي خبرهُ الشاعر من داخل الترحّل. انشغالٌ يَرومُ، في العُمق، تمكينَ الآفاق من التعدّد. لذلك ظلّت مَوضوعة الأفق، باحتمالاتها الدلاليّة المُتشعّبة، حاضرةَ في طيات أعمال الشاعر خواد، ومُستجيبةً للترحّل بما هو تيهٌ لانهائيّ، بل إن أعمال الشاعر تكشفُ أنّ الأفقَ المُمكنَ هو التيه ذاتُه.
من جهة أخرى، أكد بيان بيت الشعر في المغرب أن الشاعر محمدين خواد كتبَ قصيدته بتمجاغت التي كان يُدوّنها بحرف تيفيناغ. مضيفاً: “وقد مكّنَ لغته، التي غذّاها بتعدّد أجناسيّ لافت، من امتداد عالميّ تشهدُ عليه الترجمات التي عرفتها أعماله، والدراسات التي قارَبَت هذه الأعمال.” .
هذا وقد سبق لكل من الشاعر الألماني فولكر براون، والشاعر البرتغالي نونو جوديس، والشاعر الفرنسي إيف بونفوا، والشاعر الصيني بي داو، والشاعر المغربي محمد السرغيني، والشاعر الفلسطيني محمود درويش، والشاعر العراقي سعدي يوسف، والشاعر الإسباني أنطونيو غامونيدا، والشاعرة الأمريكية مارلين هاكر، والشاعر المغربي الطاهر بن جلون، والشاعر المغربي محمد بنطلحة أن فازوا بالجائزة، في دوراتها الماضية.