1
كيف أدنو لأبتعدَ
كيف أغيمُ
لتُمطرَ كأسي
هذا المساء
تحت رذاذِ النيونِ
دون أن أتفقّدَ
ما بقيَ مني
من شحوب الأمس
2
كيف ينزفُ
الجرحُ من كمنجاتهمْ
وبأيِّ مجاز سيوهمون
قارورة دمعي بالنضوب
وكيف سأذرف غيابي
من دونهم
وكيف سأنهمر ؟
3
افتحْ شرفةً للدّمع
مُدَّ راحتيك
أيها البلورُ
الأصفى
من الصفاء
يا كمينَ الروح
يا أيقونةَ الطمأنينة
4
مُدَّ راحتيكَ أيها الغيمُ
المضرّجُ بمطر ظنونها
ورعدِ رغائبها
الموشكةِ على الانفجار
شهوةً
رعشةً
تُزرِّرُ قمصانها
لوهجِ جحيمِهِ اللذيذ.
5
مُدَّ يديكَ أيها الكرزُ الاشبيليُّ
المتباهي بلون دمها المراقِ
رخاماتٍ غضّةً
ممهورةً بالاشتعال.
6
مثلَ لوحة قديمة:
زرقتها تنهمر على الشرفة
كمن يرشُّ ريشته الرقراقة
ليزيل غبارا من قرون مضت
وأثرَ أناملَ كانت تعزفُ
لحنا قديما.
ريشٌ على سرير أبيضَ
يُجلِّلُهُ الغيمُ
نِكايةً في عزلةٍ
تلُفُّ عنقَ الأفق.

