شعر : عيونهم تقول هذا…

 

ـ عبر الحائط
هم أيضا
حينما سرنا بعكس الماء
لم يحركوا
لا هذه اليد
ولا تلك
فقط
نظروا إلينا بعض الشيء
من وراء أصابعهم
وفي الحين غنمنا حلمين

قال الأعمى :
أنا الذي رأيت
ولست ملزما بحذف أي لقطة
من أي مشهد
Tchao
هنالك
بلعنا ريقنا
وكلما اقتربنا من العشب الطفيلي
من الفجر
تفاءلنا بالريح الشرقية
وقلنا :
هل نغير الكأس
أم نغير المكان

الليلة
لن يكف الشلال
أي شلال
عن القفز 21 مرة
في كل مرة
حانة
حانة
سوف تستقرين أيتها الأرض
هاهنا
بين السبابة والزناد
أيها الدوي
هات ما عندك

اللازمة
هذه الراقصة الحبلى
من أي جنس هي
الصدى

يدها فوق أكتافي
تعلو
وتهبط
مثل نعش يتسع لاثنين
اليقظة والحلم

يا للصبر
منذ أن نادينا على الأرض
باسم الرمانة
والعيون مفتوحة
بكاملها
على زلزال وشيك

بالعكس
أمهر العدائين
الملائكة
حينما لم يصلوا إلى ذروة الرعشة الكبرى
أغمضوا عيونهم
وركضوا
فوق أقواس
ممحوة

هنا ضحك الأعمى
أولئك
قلما ظهروا له في حلم
دون أن تظهر امرأة
رأسها ممحاة
وذيلها مقص
فيما نحن
لماذا سوف نرى كمنجاتنا في الجحيم
ولا نرفعها إلى سدة البشر

أيضا
لماذا
كلما كانت الخمرة من تبن
طلبت الدوامة نقطة نظام
وقالت
هذا أواني
في شتاء مضى

اللغة
حينما عميت عن كل شيء
تطوع الصمت
وصار عكازها
من كثرة الصمت

الورق
حتى هو
بأنفه الأفطس
وظهره المتقشر
لم يطمئن إلى منظر الزرافات
وهن يجرين في دمائه
بدون أعناق
عندئذ غطى عينيه
غطاهما بأصابعه
كان سكران
ومن بين ما فكر فيه
ذاكرة أقصر
للزرافات

اللقطة الموالية
بدون موسيقى
هكذا بدأت الطاولة على طرف اللسان
والحبر
على إثر كل ضربة فوقها
كاللؤلؤ
لم نكن نحلم
كنا نرمش
وكان غيرنا
في ساحل كله ذهب
يجر الماء من ذيله
نحن
خوفنا لم يكن من الماء
ولا من الظلام
لا
فالأسوأ من العائلة
والغجر
أعني
هؤلاء الباقين على قيد الحلم
سرعان ما سمعوا سعال الفقمة
في إبانه
فتركوا ما في أيديهم
وجاؤوا
قبيل الليل
في عيد العنصرة
ودون أن نعلم بدقة
من أين
من اليابسة
أم من البحر

للتو
تراهن الأقوياء منهم
في حضور الأنثى
على الخاتم
والقبعة
في الأخير
أطرقوا جميعا إلى الأرض
ثم
فجأة
وضعوا جانبا
الخاتم
والقبعة
ومرروا بين شفاههم
ثقوب الهارمونيكا

للحق
كان ثمة أيضا
بائعو نقانق يرسم الدخان حولها
أكثر من علامة استفهام

تحت
العين في العين
مصباحنا ليمونة سوداء
والمائدة
جيء بها
من أقصى تخوم الجسد

وحدنا إذن
العين في العين
والمصير المجهول
على وشك أن يفقد صوابه
خلف أكياس مليئة بالحصى والرمل
ما هم البحار في أماكنها
والشواطئ
هي التي
في رشاقة الزرافات
مرة تزحف
ومرة تجري
هذا ما ورد على لسان الماء
ونحن نفسخ براهينه
بأسناننا

نحن
نحن الألى
كالعميان
حفيفنا بلا شواطئ
وحيثما عثرنا على جرار مختومة
استيقظنا في الحين

اللازمة
هذه الراقصة الحبلى
من أي جنس هي
الصدى

ببطء
وراء جوقة لم يمش في نحاسها
سوى اثنين
الليل والنهار
تنحنح
وقال للغبار
في أي ميناء نحن؟

له المجد
سبابته ناقصة
والشاهد الوحيد
على كونها من فضة مغشوشة
هو البرق
في البداية
البرق
كان كالغمزة
كان أسود وحينما كرر نفسه
فاسود أكثر
وصار
كما لو بين حلمين
على هيئة قوارب من ملح
لم نمنع الطوفان
وقلنا :
لا بأس
الينبوع مستقبل الماء
والمصب ماضيه
كل هذا
والصفحة البيضاء
أي زفير الثلج
هي هي
كالفريسة
تنام في يديها


الكاتب : محمد بنطلحة

  

بتاريخ : 18/09/2020