إدريس حدادي
يتسم أغلب لاعبي كرة القدم بالمحمدية بالذكاء وبالتقنيات الكروية الملفتة، ويلعبون بمستويات مختلفة، ومنهم المتألقون الذين يفرضون أنفسهم كلاعبين متميزين، ولا يوجد شك بأنهم يتمتعون بجودة عالية في اللعب، لذلك تتم مراقبتهم باستمرار من طرف عيون المسؤولين التقنيين عن المنتخبات الوطنية بكل فئاتها … المحمدية كمنبع لا ينضب لإنتاج اللاعبين المهاريين بمستويات تبهر المتتبعين، لم تبخل يوما في تزويد المنتخبات والأندية الوطنية بلاعبين ذاع صيتهم في الملاعب وطنيا، إفريقيا وعالميا، وعلى مدار عقود من الزمن …
في هذا الشهر المبارك ننشر كل يوم على صفحات فسحة رمضان بجريدة الاتحاد الاشتراكي حلقات من تاريخ مشاركة لاعبين دوليين من أبناء المحمدية في المنتخبات الوطنية…
إدريس حدادي، اللاعب السابق لشباب المحمدية والمنتخب الوطني، اعتزل الكرة منذ سنة 1980، يتميز بالفنيات العالية والقوة البدنية والانضباط التكتيكي، قدم الإضافة لفريقه شباب المحمدية والمنتخب الوطني طيلة المدة التي حمل فيها قميصهما، من مواليد 1948 بالمحمدية متزوج وأب لأربعة أبناء، طوله متر و80، الحذاء40، مركز اللعب: وسط ميدان دفاعي وهجومي،
رب أسرة ممتاز وأب مثالي منضبط قويم السلوك ومنفتح، وهو الابن الثاني في الأسرة بعد شقيقه سي محمد، وبعده شقيقه عبد اللطيف، الذي مارس بدوره كرة القدم على أعلى مستوى كمدافع أوسط متألق مع شباب المحمدية، وهو الآن متقاعد من عمله كأستاذ للتربية البدنية.
عائلة حدادي معروفة في مدينة المحمدية، وكان الأب يعمل في الكولف الملكي بالمحمدية هو وشقيقه عبد القادر، قبل وفاتهما رحمهما الله… وبجانب كرة القدم اشتغل إدريس حدادي بالمكتب الوطني للتسويق والتصدير قبل أن يهاجر إلى هولندا كرجل تعليم بعد اعتزاله كرة القدم مع فريقه شباب المحمدية وبالضبط بعد انتهاء موسم 79/80 وفوز الشباب بأول لقب له للبطولة الوطنية، حيث احتل الرتبة الأولى في الترتيب متفوقا على الوداد الثاني واتحاد المحمدية الثالث، وكان هذا الموسم الأحسن لاتحاد المحمدية في القسم الوطني الأول، حيث كان الصراع قويا بين الشباب والاتحاد والوداد ولكن الشباب تمكن من حسمه لصالحه بالسرعة النهائية وفاز بالبطولة.
تدرج إدريس حدادي عبر الفئات العمرية لشباب المحمدية، وانضم إلى الفريق الأول في موسم 66/67 ومنذ ذلك الحين حجز مكانه ضمن تشكيلة الكبار حتى سنة اعتزاله 1980، السنة التي فاز فيها الشباب بلقب البطولة كما أسلفنا، وآخر مباراة لعبها كانت ضد اتحاد سيدي قاسم وهي آخر مباراة في جدول البطولة، وكانت مناسبة للاحتفال بأول لقب للبطولة فاز به الشباب تحت قيادة المدرب المحنك الحاج عبد القادر الخمير والرئيس الحاج محمد متوكل، وفاز الشباب بثلاثية أعطت انطلاقة أفراح الأنصار والمحبين للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي… وبذلك يكون إدريس حدادي قد لعب في صفوف الفريق الأول للشباب مايزيد عن أربع عشرة سنة زائد السنوات التي قضاها في الفئات الصغرى حيث بلغ مجموع سنوات ممارسته كرة القدم أكثر من عشرين سنة …
وفي سنة 1969 نودي عليه لتعزيز تشكيلة المنتخب الوطني ونظرا لإصابته في الكاحل لم يتمكن من مرافقة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم 1970 بالمكسيك وكان قد لعب معه الإقصائيات قبل أن يصاب وتمنعه الإصابة من مرافقة النخبة الوطنية … ومنذ ذلك الحين وهو ضمن صفوف المنتخب الوطني حتى اعتزاله الدولي سنة 1976بعد الرجوع من إثيوبيا والمنتخب الوطني فائز بأول كأس لبطولة إفريقيا للأمم وآخرها لحد الساعة، وكان المنتخب الوطني الفائز يضم في صفوفه آنذاك أربعة لاعبين من شباب المحمدية وهم: إدريس حدادي، أحمد فرس، حسن اعسيلة، وإبراهيم كلاوة، ولعب إدريس حدادي عدة مباريات دولية وكان عطاؤه في المستوى ويشكل إضافة نوعية وسط الميدان نظرا لما كان يتمتع به ويتوفر عليه من فنيات وتقنيات وقوة التصدي وفكر كروي ناضج يساعد زملاءه على التألق والعطاء، كان يشبه في لعبه لاعب الرجاء البيضاوي المتألق حميد بهيج( توفي منذ شهور رحمه الله)..فحدادي كان عندما يمتلك الكرة يصعب على أي لاعب انتزاعها منه نظرا لصلابته وتحكمه فيها ولعبها بالرجلين معا اليسرى واليمنى ومداعبتها كيفما شاء، كما أن تمريراته الدقيقة للمهاجمين كانت تساعد على تسجيل الأهداف، ومعروف عن إدريس أنه رجل اجتماعي بامتياز، يحب الجلوس مع أصدقائه وأقرانه الذين عاش معهم طفولة الحي وجاورهم في لعب كرة القدم، رجل خير مسالم لا يبحث عن المشاكل، ذكي قليل الكلام، ولا تراه يتكلم إلا في المكان والزمان المناسبين، وهو يعيش الآن بعد تقاعده بين هولندا( مكان تواجد أسرته الصغيرة) والمحمدية.
نتمنى لبا إدريس، كما أناديه دائما، الصحة والعافية وطول العمر والعيش الآمن مع أسرته الكبيرة والصغيرة ومحيطه من الأصدقاء والأقران .