كان رواد مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، مساء أول أمس الأربعاء، مع الفيلم السينمائي المغربي” ضربة في الراس” للمخرج هشام العسري، وهو فيلم يسجل حضوره الثاني الفعلي بالمهرجانات السينمائية الوطنية بعد المهرجان الوطني للفيلم بطنجة الأخير، الذي تمكن بواسطته من حيازة جائزة لجنة تحكيم الفيلم الطويل وفوز بطله عزيز الخطاب بجائزة أحسن ممثل..
الفيلم استقطب إليه في قاعة سينما « أينيدا» جمهورا كبيرا مقارنة مع عروض المسابقة الرسمية السابقة، في الأيام الأخيرة، وذلك بعد الأصداء الطيبة التي تركها بمهرجان طنجة أو بمهرجان برلين السينمائي الأخير، حيث تم اختياره من بين الأفلام الأجنبية العالمية خارج المسابقة الرسمية..
الفرصة كانت، إذن للكثيرين لمتابعة هذا الفيلم لأول مرة، أو معاودة مشاهدته للمرة الثانية بعد طنجة، لأجل تفكيك خيوطه وتحليل شفراته واستيعاب لغته السينمائية، التي يبدو أنها تستعصي على العديد..، وهي لغة لم يحد عنها منذ باكورة أفلامه « النهاية» ، التي واصل أعماله اللاحقة على دربه..
في هذا الإطار قدم العسري، الذي هو من مواليد مدينة الدارالبيضاء سنة 1977 ، من السينمائيين المهنيين القلائل الذي زواج بين اهتمامه بدراسة الحقوق والسينما، كتابة وإخراجا، بعد أن كانت له تجارب في الكتابة المسرحية ومجال التلفزة و الإشهار، وهو ما مكنه من إغناء رصيده الثقافي السينمائي.. الذي أفرز من بين ما أفرز « ضربة في الراس» (111 دقيقة) ، الذي يتناول فيه حكاية الشرطي»داوود» الذي سيرتكب خطأ مهنيا في يونيو 1986 بالدار البيضاء أثناء منافسات كأس العالم..، يرسله رؤساؤه الساخطون عليه لتأمين جسر فاصل بين حيين متحاربين، سيمر عليه موكب رسمي. سيتغير داوود بعد لقائه بالسكان وسيتعلم ابجديات النضج من خلال معاشرة طفل في الخامسة من عمره، أمه حريصة على الحفاظ على كرامتها رغم أن الشرطة السرية حلقت شعرها..»
الفيلم الروائي الطويل الثاني المتنافس في المسابقة الرسمية ليوم الاربعاء كان هو فيلم «قرية أولمية»(park) للمخرجة اليونانية صوفيا إسكارشو» ، ويعد الفيلم الثاني لها بعد الأول، الذي يحمل عنوان « منتزه» وأفلام قصيرة توجت من خلالها بعدة جوائز في مهرجانات عالمية..
ويحكي فيلم « قرية أولمبية» قصة شباب يعانون من الإهمال و اللامبالاة، ورياضيين مصابين كفوا عن ممارسة الرياضة، وكلاب ضالة تتجول بين انقاض منشآت رياضية متهاوية في بعد عشر سنوات من تنظيم الالعاب الأولمبية..»
أما على مستوى منافسة الفيلم الوثائقي، فقد رواد المهرجان على موعد مع الشريط الكرواتي « كل شيء كان حلما جميلا» للمخرج ستفانفيك، الذي يرصد فيه أثناء بداية حرب استقلال كرواتيا، حكاية وصول شاب فرنسي «جاك ميشال نيكوليي، و المعركة التي سيخوضها ومأساة الدفاع عن مدينة فوكوفار، وكذلك موته دفاعا عن قضيته.. ، وتقدم هذه الحكياة عبر نظرة أمه ليليان فورنيي..ّ
الفيلم الوثائقي الثاني في هذه الأمسية كان تحت عنوان « ميل غزيل» للمخرجة اللبنانية إليان الراهب، الذي تتطرق فيه إلى قصة الرجل الخمسيني هيكل» الذي قاوم كل محاولات إبعاده من ارضه في «الشمبوق» ، وهي منطقة جبلية تقع في جنوب لبنان على بعد مسافة بعض الكيلومترات من سوريا، حيث يتشبث بالبقاء رغم الصراعات والتوترات والمواجهات الطائفية والخوف المهيمن على هذه المنطقة التي تلتقي فيها حسابات جيوسياسية معقدة ومتداخلة..»
أفلام موازية بنكهة مغربية صينية فرنسية بلجيكية
خارج إطار المنافسة يقدم مهرجان تطوان السينمائي كل يوم عددا من الأفلام المتنوعة تنتمي لمختلف مدارس إبداعات الفن السابع،وكان على راس عروض اليوم الفيلم المغربي «أندرومان» للمخرج عز العرب العلوي لحارزي، وبطولة محمد خيي الذي قام المهرجان بتكريمه في هذه الدورة، وهو فيلم يتناول فيه لمحارزي قصة عائلة متواضعة من صناع الفحم، وهي مهنة توارثها الأبناء عن الأجداد، حيث يرغب الأب أوشن، الشخص الصعب المراس، في نقل هذه التركة إلى ابنه، ولكن القدر سيحرمه من تحقيق رغبته بموت ابنه فقرر تحويل اكبر بناته إلى رجل اسمه «أندرومان»… ثم فيلم من الصينن ضيفة الشرف، يحمل عنوان «النهاية القاتلة» ويرصد حكاية ثلاثة رجال متورطين في عملية قتل بشعة ذهبت ضحيتها، في ظروف مروعة، أسرة مكونة من خمسة أفراد، لم يكشف قط من المسؤول عن ذلك، سبع سنوات بعد ذلك بدا ضابط للبوليس ملتحق حديثا في النبش في الملف..»
فيلم الثالث في خانة العروض الموازية كان هو الفيلم الفرنسي البلجيكي « وقف إطلاق النار» للمخرج إيمانويل كوركول» ويروي حكاية «جورج» في سنوات العشرينيات من القرن الماضي، بطل يهرب من ماضيه، ويعيش منذ اربع سنوات حياة كلها مغامرات وترحال في إفريقيا.. يقرر العودة إلى فرنسا ويلتقي بامه واخيه الذي لفظته الحرب معاقا، ويعيش منطويا على نفسه، متحصنا وراء الصمت.. وفي خضم الحياة لتي يكابدها جورج يلتقي بهلين مدرسة لغة الغشارات لتنشأ بينهما علاقة مضطربة»
«ضربة في الراس» لهشام العسري يدشن حضوره الثاني وطنيا بمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط

الكاتب : تطوان: جمال الملحاني
بتاريخ : 31/03/2017