ضرورة إعادة بناء الثقة بين الفاعل السياسي والمدني، وتعزيز التعاون والتكامل بين الطرفين

أكد عليها  اللقاء الجهوي الثالث حول أولويات وتحديات الشباب المغربي بطنجة

 

أكد المشاركون في اللقاء الجهوي الثالث حول أولويات وتحديات الشباب المغربي بمدينة طنجة، على ضرورة تعزيز جسور الثقة بين الشباب والمؤسسات العمومية، من خلال إرساء فضاءات آمنة ومفتوحة للنقاش العمومي البنّاء، وإشراكهم بشكل فعلي في صياغة وتنفيذ السياسات العمومية الترابية.
ودعا المشاركون خلال هذا اللقاء الذي نظم يوم السبت 19 أبريل الجاري،»  إلى إصلاح شامل لمنظومات التعليم، التكوين، والتشغيل، بما يضمن إدماجًا حقيقيًا للشباب في مسلسل التنمية الجهوية، وتوفير فرص عادلة تُمكّنهم من لعب أدوار ريادية داخل مجتمعاتهم.
أوصى المشاركون في اللقاء الجهوي المنظم من طرف المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية بشراكة مع جمعية جندرة للتمكين والتنمية المستدامة، وبدعم من مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية – مكتب المغرب، بضرورة تقليص الفوارق بين المجالين الحضري والقروي، مع التأكيد على تأهيل مدارس الريادة في القرى وتحسين جودة خدماتها، إلى جانب تمكين الشباب في وضعية إعاقة ودمجهم في جميع المبادرات التنموية.
كما اقترحت التوصيات الصادرة في ختام هذا اللقاء بتشكيل ائتلاف جهوي للشباب يكون بمثابة منصة لتبادل الخبرات ومواجهة التحديات بشكل جماعي، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لدعم المبادرات وتجاوز الصعوبات البنيوية.
وشددت التوصيات على أهمية ضمان استمرارية ومواكبة البرامج التكوينية، وضرورة إعادة بناء الثقة بين الفاعل السياسي والمدني، عبر تجاوز الصور النمطية وتعزيز التعاون والتكامل بين الطرفين، مع توسيع قاعدة تمثيلية الشباب داخل البرامج الاقتصادية، خاصة تلك المتعلقة بإنشاء المقاولات، وأكد المشاركون كذلك على أهمية أنسنة المرافق والخدمات العمومية ذات الصلة بالشباب، بما يضمن كرامتهم ويعزز شعورهم بالانتماء والاعتراف. كما دعت التوصيات إلى استثمار الخصوصيات المتميزة لجهة طنجة تطوان الحسيمة، سواء من حيث موقعها الاستراتيجي أو إمكاناتها اللوجستية، والعمل على توحيد جهود الشباب الجهوي ضمن رؤية جماعية تستشرف المستقبل.
ويأتي هذا اللقاء،حسب الجهة المنظمة، في إطار سلسلة من المحطات الجهوية التي تُنظم عبر ربوع المملكة، ضمن مشروع «الدينامية الشبابية للمشاركة المواطنة»، الهادف إلى خلق فضاء مدني جامع للتنظيمات الشبابية وتعزيز حضور الشباب في صياغة السياسات العمومية والمشاركة الفعالة في الحياة العامة.
هذا وشهد اللقاء مشاركة عشرات الشباب القادمين من مختلف مدن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، حيث انخرطوا في جلسات حوارية تفاعلية تناولت قضايا محورية تهمهم، من قبيل التعليم، التشغيل، وتطوير الذات. النقاشات عكست عمق ووعي المشاركين بالتحديات الراهنة، وأبرزت الحاجة الملحّة لإعادة النظر في الآليات المعتمدة لمعالجة قضايا الشباب.
وأضفى الحضور الأكاديمي لكل من الأستاذ سعيد الخمري والأستاذة رقية أشمال طابعًا فكريًا مميزًا على اللقاء، حيث قاما بتقديم قراءات تحليلية معمقة، فتحت آفاقًا جديدة أمام المشاركين وساهمت في إغناء الحوار بسجالات نقدية بناءة تتضمن مسلسل بناء دينامية الشبابية من الائتلاف الوطني للشباب إلى الائتلاف الجهوي للشباب، وذلك للاستخلاص الدروس والوقوف عند الاكراهات.


الكاتب : مكتب تطوان: عبد المالك الحطري 

  

بتاريخ : 22/04/2025