عاريا مثل الفضيحة

أقتفي ظل الفراغ
هناك سأبني خيمة الفقدان

ربيت جرحا صغيرا في قلبي
فصار غابة من الندم

أكتب وأمزق
لا لأستعرض عضلاتي الرخوة
على ورق هش
بل لأبادل عنف البياض
بعنف الأصابع

الحزن قاتل ناعم

لا أثق في السحرة
أثق في مكرهم

وحيدا أتبع جنازتي
مخفورا بالصمت

أكتب كأنه يملى علي من شفاه حامية

أكرهني أكثر
وأحبني أقل

البكاء آلة موسيقية قديمة
ابتكرها الحزن
لترويض الآلام

أركض مثلما تركض السناجب
وأشيخ مثلما يشيخ الوهم

قلبي أصيص لغيم يابس

أنا كائن معطوب المشاعر
وبي حقد دفين اتجاه نفسي

أكتب كما لو أني أحبو على أطراف مقطوعة
كما لو أن رصاصا طائشا يزغرد داخل رأسي

أحب أن أقترف جريمة الكتابة بيد حاقدة
وبرجل تجيد ركل مؤخرة العالم

أنا كائن ممسوس
وأكره كل الحطابين
لأن أياديهم ملطخة بدماء الأشجار

أكرر للحياة أسفي بشكل يدعو للاستغراب
مع أني كائن كثير السوء

رغباتي صغيرة جدا
أن أربي ندما كثيرا في رأسي

هشاشتي تنضج بين الكلمات

البساطة شيء تدركه الحواس

كثيرا ما أ فكر في المجنون الذي بداخلي
على أنه العاقل الوحيد
بين جوقة من المعتوهين

كنت أظن الحياة كلب أليف
إلى أن أصبت بالسعار

في غالب الأحيان
الحياة قاتل متسلسل

شفرة الحلاقة أكثر رحمة
من ألسنة القوالين

الأقنعة تجيد إخفاء التجاعيد
لكنها لا تصنع ملائكة

الغياب
حياة أخرى
تعاش بالكثير من الإقتصاد

ما كان على فان غوغ أن يسحل أذنه
كان عليه أن يدخرها
ليسمع أنيننا

واو…
لقد تركتني الحياة عاريا مثل الفضيحة


الكاتب : عبد الله مهتدي

  

بتاريخ : 03/06/2022