عجز الخزينة فاق 41.3 مليار درهم في نهاية شتنبر و رصيد صندوق كوفيد 19 يهبط إلى 8 ملايير درهم

مازالت التداعيات الاقتصادية للأزمة الوبائية ترخي بظلالها على حسابات الخزينة العامة للمملكة، التي شهدت خلال شهر شتنبر الماضي اختلالا حادا في توازناتها المالية، بسبب تراجع في المداخيل الضريبية التي نزلت بأزيد من 11169 مليون درهم، وهو ما تسبب في تفاقم العجز المالي للخزينة الذي وصل إلى 41.3 مليار درهم، بدل 33.2 مليار درهم المسجلة خلال نفس الفترة من السنة الماضية، وذلك على الرغم من وسادة الأمان التي وفرها صندوق تدبير جائحة كوفيد 19، الذي ساهم بشكل كبير في امتصاص الضغط غير المسبوق على ميزانية الدولة وقلل بالتالي من حجم العجز الذي كان سيصل إلى مستوى 50.8 مليار درهم (بزيادة 78٪) لولا هذا الصندوق الذي رجح للشهر الثامن على التوالي كفة «المداخيل غير الضريبية» التي ارتفعت بمعدل 48.2 في المائة، مقارنة مع العام الماضي.
وكشفت بيانات أصدرتها أمس مديرية الخزينة العامة، أن مداخيلها العادية استقرت عند نهاية شهر شتنبر الأخير بنسبة ناقص 0.1 في المئة، حيث ناهزت 185.2 مليار درهم، عوض 185.3 مليار درهم المسجل في نفس التاريخ من العام الماضي، وذلك على الرغم من تراجع معظم أنواع الضرائب بسبب توقف مجموعة من الأنشطة وتعطل الدورة الاقتصادية للبلاد.
وتفيد البيانات الإحصائية لشهر شتنبر 2020 أن ارتفاع المداخيل العادية للخزينة جاء أساسا بفضل المداخيل التي سجلت في خانة الحسابات الخصوصية للخزينة والتي كان وراءها صندوق تدبير الجائحة الوبائية «كوفيد 19» الذي بلغت مداخيله أزيد من 33.7 مليار درهم صرفت منها الحكومة حتى الآن ما يقارب 25.7 مليار درهم، ما جعل رصيد هذا الحساب الخصوصي يستقر في حدود 8 مليار درهم.
في المقابل سجلت مداخيل الضرائب المباشرة، تراجعا بمعدل 2.4 في المائة، في المقابل ارتفعت مداخيل الضرائب غير المباشرة بمعدل 48.2 في المائة، وبسبب تراجع المبادلات الخارجية، انكمشت المداخيل الجمركية بدورها لتسجل ناقص 4.2 في المائة.
وتقلصت الضريبة على الدخل خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري بمعدل 5.2 في المائة لتستقر في حدود 30.6 مليار درهم عوض 32.3 مليار درهم خلال نفس التاريخ من العام الماضي.
أما مداخيل الضريبة على الشركات، فسجلت إلى حدود نهاية غشت الماضي شبه تحسن عند 37.4 مليار درهم، مقابل 36.9 مليار درهم المسجلة خلال نفس التاريخ من العام الماضي.
وفي نفس السياق، تقلصت مداخيل الرسم الداخلي على استهلاك منتجات الطاقة بمعدل 17.3 في المائة، كما هبطت مداخيل الرسم الداخلي على استهلاك التبغ المصنع بمعدل 9.1 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وبلغ صافي الإيرادات الناتجة عن ضريبة القيمة المضافة الداخلية في نهاية شتنبر 2020 ما يصل إلى 20.5 مليار درهم مقابل 21 مليار درهم المسجلة في نهاية شتنبر 2019 بنسبة تراجع قدرها ناقص 2.4 في المائة أو ناقص 505 ملايين درهم ، في حين هبطت مداخيل الضريبة على القيمة المضافة المفروضة على الواردات بناقص 12.2 في المائة لتستقر في حدود 24.5 مليار درهم بدل بدل 28 مليار درهم المسجلة في شتنبر 2019.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 17/10/2020