عز الدين بوركة في كلمة مرتعدة إلى محمد بنطلحة:

 

ليس محمد بنطلحة بشاعر، وليس بكاتب، ولا ينتمي لأي تجنيس، لأنه وبكل بساطة لا وجود لمحمد بنطلحة. هذا الاسم هو نعت لمدونة شعر تمشي على الأرض، تتلبس جسد إنسان من لحم ودم وعظم وشحم. بل إني أكاد أخطئ حينما أصفه بمدونة أو ديوان أو كتاب أو حتى انسيكلوبيديا الشعر، فهو الشعر -عينه- يمشي كاشفا عن نفسه في هيئة بشر. يقفز على متاريس اللغة، ويركب بواخر المجاز صعودا نحو المستحيل، ولا مستحيل في معاجم محمد بنطلحة، يركل بما استطاعه من جهد قواعد النحو وبحور الشعر ليعزف نصوصه على إيقاع الذات، ولا شيء إلا الذات. مغامر في مدونة الشعر الصافي، وخريج مدرسة لغته.
محمد بنطلحة محارب من صنف جنرال برتبة سموراي شعري، لا يهاب صعود الجبال والدخول في معارك شائكة في أدغال الاستعارة والبلاغة، ملاح محترف في بحور الشعر، يُحكى أنه يوما ما خاض غمار حرب ضروس في عمق السدم حيث ربح السماء، فخرج سالما غانما ببجع وغيمة أكثر أكثر.
خفيف كقصيدة نثر ووازن كقصيدة جاهلية وعميق كقصيدة متصوف أطلسي، لهذا وبكل بساطة ترتعد الكلمات حينما تسمع «محمد بنطلحة» صاعدا إلى سديمه لينثر رماد المعنى.