على غرار الحضور النسائي القوي في لجنتي تحكيم المسابقتين الرسميتين للفيلم الروائي الطويل و الفيلم الوثائقي في مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته الثالثة و العشرين، التي ستختتم فعالياتها مساء يومه السبت، فإن الحضور النسائي يكرس حضوره بالقوة نفسها في البرمجة السينمائية، إذ من بين 24 فيلما بين وثائقي وروائي طويل في المسابقة الرسمية، توجد عشرة أفلام تحمل بصمة نسائية على مستوى الإخراج…، وهو يعد نقطة جد إيجابية في هاته الدورة، التي كشفت عن الوجه الآخر من الصناعة السينمائية بالحوض المتوسطي، بكل حمولتها الفكرية و الثقافية السينمائية، التي لا شط ستغنى هذا المشهد برؤى مختلفة و وطروحات متابنة في المعالجة والتناول، وهو ماكشفت عنه عروض اليوم ما قبل الأخير من هاته الدورة السينمائية ذات البعد الثقافي ..
العرض السينمائي الأول على مستوى الفيلم الطويل بسينما «افينيدا «كان هو شريط «ساحة أمريكا» للمخرج اليوناني يانيس سكاريديس، الذي يعد من خريجي معهد « لندن كوليج أوف برانتين» في مجال السينما وأيضا في جامعة «ويستمنستر» ويشكل فيلمه هذا الثاني بعد الاول ، الذي يحمل عنوان « البط الكبير»، الذي شارك به في المسابقة الرسمية في مهرجانات بوسان وشيكاغو وسان باولو وتيسالونيك.. ويتناول فيه «ماساة لاجئين وضحايا الترحيل، الممزقين بين مطرقة الأفكار العنصرية المسبقة وسندان مهربي البشر، الذين يستغلون معاناتهم ويديرون ظهرهم لماساتهم.. ومع ذلك – يكشف الفيلم – أن هؤلاء المهربين هم الباب الذي يتعمد نظام ينخره الفساد ان يتركه مفتوحا كي يكسب منه الكثير..»
الفيلم الثاني من عروض اليوم الخامس كان الفيلم المصري «مولانا: ، الذي حظي أثناء خروجه في القاعات السينمائية بارض الكنانة بمتابعة محتريوسف شاهين،مه، واستحسنه النقاد السينمائيين، وهو من إخراج مجدي أحمد علي، من خريجي المعهد العالي للسينما في القاهرة، ومن مبدعي العديد من الافلام الوثائقية، إلى جانب مساعدته في الإخراج كل من محمد خان، قبل أن يتحول إلى الإخراج السينمائي، بداية مع فيلم «يادنيا ياغرامي» الحائز على جائزة أفضل فيلم بمونتريال، وفيلم «البطل» وفيلم « أسرار البنات» و«خلطة فوزية» و»عصافير النيل».. ويحكي فيلم الأخير «مولانا» عن «رحلة صعود لشيخ صغير في مسجد حكومي، من مجرد غمامة المصلين إلى داعية تلفزيوني شهير يملك حق «الفتوى» التي يتلقاها الملايين بالإعجاب لجرأته في الخروج قليلا عن المالوف في مجتمع متاثر بدعاوى التشدد..»
وعلى مستوى الفيلم الوثائقي بقاعة المعهد الثقافي الفرنسي، تم عرض الشريط الفرنسي – الجزائري « حزام» للمخرج حميد بن عمرة، وبسط فيه مسار حياة « اسية قمرة» بطلة لعبة الكاراطي قبل أن تحترف فن الرقص « فن لا يهم لون الحزام فيه إن لم يكن قادرا على مواجهة الخصم. وفي الرقص الشرقي الحزام ليس حلة يتباهى بها، بل ما يعطي للبطن إيقاعها..» كما تم عرض الشريط الثاني «في احد الأيام رأيت 10.000 فيل» للمخرجين الإسبانيين أليكس كيميرا و خوان باخاريس، وقد طرحا خلاله توثيقا مصورا لرحلة « انغونا مبا كمكلف بالنقل بجانب السينمائي الإسباني ما نويل هرنانديز سان خوان ما بين 1944 و1946، رحلة في أذغال غنيا لتصوير الأهالي والبحث عن بحرية اسطورية يقال إنها تضم 10 آلاف فيل ..»
هذا، وقد عرف اليوم ما قبل الأخير من المهرجان، أمس الجمعة، بث أربعة أفلام، وهي الأخيرة المشاركة في المنافستين الرسميتين، اثنين في الفيلم الطويل، وآخرين في الفيلم الوثائقي، و يتعلق الامر بالفيلمين الطويلينن « أجنحة أبي» للمخرج التركي كيفانك سيزر، والفيلم الإسباني « الباب المفتوح» للمخرجة مارينا سيريزسكي، وكذا بالفيلمين الوثائقيين، «الحفر» للمخرج البلجيكي الفرنسي غولدن دورماز «الإسلام كذاكرة» للمخرج الفرنسي بنيديكت باكنو».
وفي السياق ذاته، تميزت عروض «استعادات سينمائية» ببث الفيلم السينمائي المغربي « سميرة في الضيعة» للمخرج لطيف لحلو، الذي كان من بين الحاضرين و المشاركين في المناقشة والرأي، في العديد من الموائد المستديرة..، ويحكي فيلمه الذي استقبلته قاعة مسرح اسبانيول عشية الخميس الماضي، قصة « سميرة» التي لا تفكر سوى في الزواج، حيث ينجح والدها في العثور على زوج لها، وهو صاحب أرض زراعية أرمل ومن دون أطفال، سرعان ما تكتشف سميرة أن زوجها عاجز جنسيا، لم يتزوجها سوى للحفاظ على ماء الوجه ولاستغلالها كخادمة تساعد ابن أخيه فاروق على الاعتناء بابيه لا تتحمل سميرة هذا الوضع مما يجعلها تسعى إلى سد هذا الفراغ. والفيلم من بطولة كل من سناء موزيان ، محمد خيي و محمد بريطل..،
عشرة أفلام لمخرجات من بين أربعة وعشرين فيلما في المسابقتين الرسميتين لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الابيض المتوسط

الكاتب : تطوان: جمال الملحاني
بتاريخ : 01/04/2017