على‭ ‬هامش‭ ‬الحراك‭: ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬بعيون‭ ‬الخبراء‮…‬في‭ ‬الداخل‭ ‬شعور‭ ‬بالحصار،‭ ‬وفي‭ ‬الخارج‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬العطل‭ ‬الكبير

 

‬‬أكدت‭ ‬عالمة‭ ‬الاجتماع‭ ‬الجزائرية‭ ‬فاطمة‭ ‬أوصديق‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬يخلق‭ ‬لدى‭ ‬الجزائريين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬خطاب‭ ‬المؤامرة‭ ‬المدبرة‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬شعورا‭ ‬بأنهم‭ ‬شعب‭ ‬محاصر،‭ ‬وهو‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ “‬اضطرابات‭ ‬نفسية‭ ‬جماعية‭ ‬توصف‭ ‬بحمى‭ ‬الحصار‭”.‬
وأوضحت‭ ‬أستاذة‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬والأنثروبولوجيا‭ ‬بجامعة‭ ‬الجزائر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬التي‭ ‬تحيل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ “‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬والهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬داخل‭ ‬حدودنا،‭ ‬وعلى‭ ‬الخطر‭ ‬الخارجي،‭ ‬تخلق‭ ‬لدى‭ ‬الجميع‭ ‬شعورا‭ ‬بأنهم‭ ‬شعب‭ ‬محاصر‭ ‬لا‭ ‬ملاذ‭ ‬له‭ ‬سوى‭ ‬قوى‭ ‬الأمن،‭ ‬وهو‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬اضطرابات‭ ‬نفسية‭ ‬جماعية‭ ‬توصف‭ ‬بحمى‭ ‬الحصار‭”.‬
ففي‭ ‬مقال‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ “‬الطريق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أمة‭ ‬حرة‭” ‬نشرته‭ ‬جريدة‭ “‬ليبرتي‭”‬،‭ ‬اعتبرت‭ ‬الباحثة‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ “‬لا‭ ‬يقدم‭ ‬نفسه،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬للشعب‭ ‬سوى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قدراته‭ ‬القمعية‭ ‬أو‭ ‬الدفاعية‭ ‬عبر‭ ‬ترسيخه‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬الشعور‭ ‬بوجود‭ ‬خطر‭ ‬خارجي،‭ ‬وعداء‭ ‬باقي‭ ‬العالم‭ ‬تجاهنا‭”.‬
وسجلت‭ ‬الباحثة‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بكبح‭ ‬النقاشات‭ ‬حول‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬التي‭ “‬توجد‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬موجة‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬متعددة‭ ‬الأشكال،‭ ‬وهي‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬وأيضا‭ ‬سياسية‭ ‬وأيديولوجية‭”.‬
ولاحظت‭ ‬الباحثة‭ ‬قائلة‭:”‬إننا‭ ‬نفتقر‭ ‬لدفة‭ ‬قيادة،‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬القمع‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كافيا‭ ‬لإدارة‭ ‬السكان‭”‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬القوى‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬العاصمة،‭ ‬وشهادات‭ ‬السجناء‭ ‬المثيرة‭ ‬للذهول،‭ ‬والمحاكمات‭ ‬التي‭ ‬تحاط‭ ‬بدعاية‭ ‬واسعة،‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬مشروع‭ ‬سياسي‭”.‬
وأضافت‭ “‬يجب‭ ‬علينا،‭ ‬بعد‭ ‬60‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬حصولنا‭ ‬على‭ ‬الاستقلال،‭ ‬أن‭ ‬نتوفر‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬شرعية،‭ ‬أي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تجسد‭ ‬سياسيا‭ ‬مصالح‭ ‬كافة‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬الأمة‭”.‬
وتساءلت‭ ‬الباحثة‭ ‬قائلة‭: “‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نعطي‭ ‬معنى‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬الميثاق‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أننا‭ ‬مازلنا‭ ‬مجتمعا‭ ‬يدار‭ ‬بوضعه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حرب‭ ‬ضد‭ ‬نفسه،‭ ‬مع‭ ‬إبراز‭ ‬نفس‭ ‬الإسقاطات‭ ‬السياسية،‭ ‬ونفس‭ ‬التلاعبات‮:‬‭ ‬القبايل/العرب،‭ ‬الناطقون‭ ‬بالفرنسية/الناطقون‭ ‬بالعربية،‭ ‬المسلمون‮/‬‭ ‬العلمانيون/الإسلامويون‭”.‬
وحذرت‭ ‬الباحثة‭ ‬أنه‭ “‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬فإن‭ ‬النتيجة‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سوى‭ ‬تفكك‭ ‬الأمة‭”‬،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬الجزائريين‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬مطالبتهم‭ ‬بدولة‭ ‬قانون،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬القانونية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وكذا‭ ‬انتظاراتهم‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬60‭ ‬عاما،‭ ‬والتي‭ ‬تصطدم‭ ‬الآن‭ ‬بالافتقار‭ ‬لأي‭ ‬حكم‭.‬
ونددت‭ ‬الباحثة‭ ‬بوجود‭ ‬دوائر‭ ‬للنظام‭ ‬وأجنحة‭ ‬وشبكات،‭ ‬وأن‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬المتخذة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالممارسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمؤسساتية‭.‬
وأضافت‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ “‬القاضي‭ ‬لا‭ ‬يصدر‭ ‬أحكاما،‭ ‬بل‭ ‬يتلقى‭ ‬تعليمات‮…‬‭ ‬واللجان‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إحداثها‭ ‬وعرضها‭ ‬على‭ ‬التلفزيون‭ ‬تتناول‭ ‬أشكالا‭ ‬مفروضة،‭ ‬وتدير‭ ‬ظهرها‭ ‬للمطالب‭ ‬الاجتماعية‭”.‬
ولاحظت‭ ‬عالمة‭ ‬الاجتماع،‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬أن‭ ‬القيام‭ ‬بإجراء‭ ‬يتخذ‭ ‬دوما‭ ‬معناه‭ ‬ضمن‭ ‬تحليل‭ “‬المصالح‭ ‬الغامضة‭” ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يستطيع‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬السكان‭ ‬الذين‭ ‬يتجاهلهم،‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬أي‭ ‬أزمة،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أعضائه‭ “‬يدعونا‭ ‬إلى‭ ‬مغادرة‭ ‬البلاد‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬راضين‭ ‬عن‭ ‬أدائه‭”.‬
وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ “‬غامض‭ ‬لأنه‭ ‬عشوائي،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬جزء‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‭”‬،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ “‬هناك،‭ ‬إذن‭ ‬ترابط‭ ‬مصالح‭”.‬
وأعربت‭ ‬الباحثة‭ ‬عن‭ ‬أسفها،‭ ‬لكون‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬حال‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المؤسسات‭ ‬السياسية‭ ‬والتعليمية‭.‬
وأضافت‭ ‬عالمة‭ ‬الاجتماع‭ ‬أوصديق‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬غامض‭ ‬أيضا‭ ‬لأنه،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬لا‭ ‬يتجسد‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬شرعية‭ (‬عدم‭ ‬تحصيل‭ ‬الضرائب،‭ ‬والصرف‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬علانية‭ …)‬،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬ثمرة‭ ‬مسلسل‭ ‬بطيء‭ ‬لتفكيك‭ ‬المجتمع‭.‬
وسجلت‭ ‬الباحثة‭ ‬أن‭ ‬أفضل‭ ‬العناصر‭ ‬إما‭ ‬يضطرون‭ ‬للرحيل‭ ‬أو‭ ‬يجدون‭ ‬أنفسهم‭ ‬فاقدين‭ ‬للمصداقية‭ ‬بسبب‭ ‬خضوعهم‭ ‬لنظام‭ ‬يمنعهم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬مبادرة‭.‬
وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬قليلا‭ ‬اختاروا‭ ‬معسكرهم،‭ ‬وهو‭ ‬معسكر‭ ‬السكان‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬آفاق‭ ‬لهم،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬استنفاد‭ ‬الموظفين‭ ‬المدنيين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬شغل‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬وإقامة‭ ‬روابط‭ ‬مع‭ ‬باقي‭ ‬المجتمع،‭ ‬وضع‭ ‬النظام‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭.‬
وترى‭ ‬الباحثة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬وأن‭ ‬يفسح‭ ‬المجال‭ ‬لدولة‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬إدراك‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬الحراك‭ ‬من‭ ‬آفاق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬البناء‭.‬

الدبلوماسية‭ ‬مصابة‭ ‬بعطل‭ ‬كبير‭ ‬

‭ ‬وسلط‭ ‬الموقع‭ ‬الإخباري‭ ‬الفرنسي‭ “‬موند‭ ‬أفريك‭” ‬الضوء‭ ‬على‭ “‬العطل‭ ‬الكبير‭” ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬فتئ‭ ‬فيه‭ ‬المغرب‭ ‬يحرز‭ ‬نقاطا‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬منذ‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬سنة‭ ‬2017،‭ ‬وأكدت‭ ‬وسيلة‭ ‬الإعلام‭ ‬الفرنسية‭ ‬ضمن‭ ‬تحليل‭ ‬بعنوان‭ “‬العطل‭ ‬الكبير‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭”‬،‭ ‬فإن‭ ‬القمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬كرست‭ ‬إزاحة‭ ‬الجزائر‭ ‬عن‭ ‬المنصب‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لمفوض‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تشغله‭ ‬منذ‭ ‬2003‭”. “‬فهذه‭ ‬الصفعة‭ ‬تندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سلسلة‭ ‬سوداء‭ ‬طويلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭”.‬
وأوضح‭ ‬الموقع‭ ‬الإخباري‭ ‬الفرنسي‭ ‬أنه‭ “‬إذا‭ ‬كان‭ ‬صحيحا‭ ‬أن‭ ‬نهاية‭ ‬السيطرة‭ ‬الجزائرية‭ ‬المتواصلة‭ ‬لمدة‭ ‬17‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬كانت‭ ‬متوقعة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬تمرد‭ ‬دول‭ ‬إفريقية‭ ‬أخرى،‭ ‬تظل‭ ‬الحقيقة‭ ‬أنها‭ ‬تشكل‭ ‬صفعة‭ ‬مدوية‭. ‬فهي‭ ‬تعكس‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الانحدار‭ ‬الذي‭ ‬بدأته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭”.‬
وحسب‭ “‬موند‭ ‬أفريك‭”‬،‭ ‬فقد‭ ‬عاينت‭ ‬الجزائر‭ ‬عاجزة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تراجعا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬التي‭ ‬تعترف‭ ‬بـ‭ “‬جمهورية‭ ‬الوهم‭”‬،‭ ‬مسجلة‭ ‬أن‭ “‬العلامة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬بشأنها‭ ‬حول‭ ‬أفول‭ ‬نجم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬هي‭ ‬عودة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2017‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭”.‬
وأشارت‭ ‬وسيلة‭ ‬الإعلام‭ ‬الفرنسية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ “‬الجزائر‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تغلبت‭ ‬على‭ ‬تذكير‭ ‬مؤيديها‭ ‬الأفارقة‭ ‬لتأخير‭ ‬هذه‭ ‬العودة،‭ ‬لكنها‭ ‬وجدت‭ ‬نفسها‭ ‬وسط‭ ‬أقلية‭ ‬خلال‭ ‬النقاش‭ ‬الذي‭ ‬نظم‭ ‬في‭ ‬أديس‭ ‬أبابا‭ ‬بحضور‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭”.‬
وأضافت‭ ‬أن‭ “‬التراجع‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬غبار‭ ‬عليه‭ ‬للتأثير‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬للجزائر‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬خياراتها‭ ‬المجازفة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬القارية‭”.‬
وأكدت‭ “‬موند‭ ‬أفريك‭” ‬أنه‭ “‬في‭ ‬عصر‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬تم‭ ‬تداول‭ ‬الاعتقالات‭ ‬الوحشية‭ ‬والمكثفة‭ ‬للمهاجرين‭ ‬المنحدرين‭ ‬من‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الجزائرية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬استياء‭ ‬الحكومات‭ ‬وغضب‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬وخلف‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهاجرين،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬جنسياتهم،‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬النيجر‭ ‬والجزائر‭ ‬صدمة‭ ‬امتد‭ ‬صداها‭ ‬من‭ ‬دكار‭ ‬إلى‭ ‬أديس‭ ‬أبابا‭ ‬ومن‭ ‬نيامي‭ ‬إلى‭ ‬دوربان‭”.‬
وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء‭ ‬‮-‬يضيف‭ ‬الموقع‭ ‬الإخباري‮-‬‭ ‬كان‭ ‬المغرب‭ ‬يقوم‭ ‬بتسوية‭ ‬أوضاع‭ ‬آلاف‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬أراضيه‮.‬‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬يقوم‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬بتوظيف‭ ‬مضيفين‭ ‬ومضيفات‭ ‬من‭ ‬السنغال‭ ‬تابعين‭ ‬للخطوط‭ ‬السنغالية‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬رحلات‭ ‬شركته‭ ‬الوطنية،‭ ‬الخطوط‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬آلاف‭ ‬الخريجين‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬تصاريح‭ ‬للبقاء‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬قصد‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬تكوينهم‭.‬
وأضافت‭ ‬وسيلة‭ ‬الإعلام‭ ‬الفرنسية‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬تدفع‭ ‬أيضا‭ ‬ثمن‭ ‬عدم‭ ‬التزامها‭ ‬بحل‭ ‬الأزمات‭ ‬في‭ ‬القارة،‭ ‬بدءا‭ ‬بتلك‭ ‬التي‭ ‬تطال‭ ‬ليبيا‭ ‬ومالي،‭ ‬جارتيها‭ ‬المباشرتين‭.‬
‭ ‬ائتلافات‭ ‬تدعو‭
‬إلى‭ “‬تغيير‭ ‬جذري‭”‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬دعت‭ ‬ستة‭ ‬ائتلافات‭ ‬مواطنة‭ ‬بالجزائر‭ ‬إلى‭ ‬مباشرة‭ “‬مسلسل‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭” ‬في‭ ‬البلاد‭.‬
ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بائتلاف‭ ‬أصدقاء‭ ‬البيان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الجزائر‭ ‬الجديدة،‭ ‬وائتلاف‭ ‬المبادرة‭ ‬المواطنة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير،‭ ‬وائتلاف‭ ‬مونريال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مؤتمر‭ ‬للمواطنة،‭ ‬والنواة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنوير‭ ‬الجامعة‭ ‬بالفكر‭ ‬الحر‭ (‬عنابة‭)‬،‭ ‬ومواطنون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬والتغيير،‭ ‬والتنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مؤتمر‭ ‬للمواطنة‭.‬
كما‭ ‬طالبت‭ ‬هذه‭ ‬الائتلافات،‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬مشترك،‭ ‬ب‭”‬رفع‭ ‬العراقيل‭ ‬أمام‭ ‬الحريات‭ ‬العامة،‭ ‬وكذا‭ ‬بإلغاء‭ ‬كافة‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬الحريات‭”‬،‭ ‬مشيدة‭ ‬ب‭”‬التزام‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬مواصلة‭ ‬وإنجاح‭ ‬ثورته‭ ‬المواطنة‭ ‬بكافة‭ ‬الوسائل‭ ‬السلمية،‭ ‬وطمأنته‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬صفوفه‭”.‬
وجددت،‭ ‬عشية‭ ‬الذكرى‭ ‬الثانية‭ ‬للحراك،‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬2019،‭ ‬تضامنها‭ ‬مع‭ ‬المعتقلين‭ ‬السياسيين‭ ‬ومعتقلي‭ ‬الرأي،‭ ‬مطالبة‭ ‬بالإفراج‭ ‬الفوري‭ ‬عنهم،‭ ‬ورد‭ ‬الاعتبار‭ ‬لهم‭ ‬معنويا‭ ‬وماديا،‭ ‬وبإسقاط‭ ‬المتابعات‭ ‬القضائية‭ ‬في‭ ‬حقهم‭.‬
ودعت،‭ ‬بالموازاة‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬وطني‭ ‬محايد‭ ‬عن‭ ‬النظام‭ “‬قصد‭ ‬تحقيق‭ ‬انتقال‭ ‬ديمقراطي‭ ‬مكرس‭ ‬لعملية‭ ‬تأسيسية‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭”‬،‭ ‬باعتبارها‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ “‬للترسيخ‭ ‬الفعلي‭ ‬لدولة‭ ‬الحق‭ ‬والقانون،‭ ‬دولة‭ ‬مدنية‭ ‬ديمقراطية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬تكون‭ ‬السيادة‭ ‬فيها‭ ‬للشعب،‭ ‬والعدالة‭ ‬مستقلة‭”.‬
وبخصوص‭ ‬المشاورات‭ ‬الجارية‭ ‬بين‭ ‬النظام‭ ‬والأحزاب‭ ‬السياسية،‭ ‬ندد‭ ‬الموقعون‭ ‬على‭ ‬البيان،‭ ‬ب‭”‬إصرار‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات،‭ ‬قصد‭ ‬تجديد‭ ‬المجالس‭ ‬الوطنية‭ ‬والمجلية،‭ ‬دون‭ ‬مشاركة‭ ‬الساكنة‭”.‬
كما‭ ‬نددوا‭ ‬ب‭”‬عملية‭ ‬ممنهجة‭”‬،‭ ‬يتم‭ ‬تسخيرها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إفساد‭ ‬مجموعة‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة‭ ‬بواسطة‭ ‬السخاء‭ ‬المالي،‭ ‬والمحاصصة،‭ ‬والزبونية،‭ ‬لتجنب‭ ‬الإشكالية‭ ‬الحتمية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬للمنظومة‭ ‬السياسية‭.‬
واتهموا،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬بالاستسلام‭ ‬للإغراء،‭ ‬والارتماء‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬السلطة،‭ ‬دون‭ ‬أمل،‭ ‬لوأد‭ ‬الحركة‭ ‬المواطنة‭.‬
وأعربت‭ ‬عن‭ ‬أسفها‭ ‬لكون‭ ‬وجوه‭ ‬توصف‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬الحراك،‭ ‬والتي‭ ‬تعارض‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التنظيم‭ ‬الذاتي‭ ‬الوطني‭ ‬للمواطنين،‭ ‬تضاعف،‭ ‬بشكل‭ ‬خفي،‭ ‬من‭ ‬اللقاءات‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى،‭ ‬ومن‭ ‬عروض‭ ‬الخدمة،‭ ‬مع‭ ‬الاستمرار،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬في‭ ‬ترديد‭ ‬شعارات‭ ‬ثورية‭.‬
وأبرزت‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بأحداث‭ ‬تعد‭ ‬بمثابة‭ “‬انزلاقات‭ ‬خطيرة،‭ ‬وخيانة‭ ‬للطبيعة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لهذه‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية،‭ ‬التي‭ ‬يلتقي‭ ‬النظام‭ ‬الاستبدادي‭ ‬والإسلاميون‭ ‬في‭ ‬مساعيهما‭ ‬لمحاصرتها،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬تهديدات‭ ‬خارجية،‭ ‬حقيقية‭ ‬أو‭ ‬مزعومة،‭ ‬وإنما‭ ‬الحراك‭ ‬ومطالبته‭ ‬بتغيير‭ ‬ديمقراطي‭ ‬جذري‭”.‬


بتاريخ : 19/02/2021