على الطاولة 

 

على حائط ريش
أم كلثوم
تمسك الحياة بغمازتيها
وتغسل الكراسي الخضر
بمنديلها من الضجر.
بينما الأرجيلات
يتشظى جمرها كالمواويل
على رصيف يهيئ نفسه لوداع.
على جانب آخر
دنقل  . .
يتابع العابرين بصمت طويل
ويردد :
مازالت دموعك رطبة على قميصي
يا زرقاء اليمامة
فتتفتح من سأم الظهيرة
بكامل ذاكرتها زهرة البستان
لتزوق وجه المدينة
مثل أغنية
ذاب عطرها
ولم تعد صالحة لجلسة أخرى.

على الطاولة ، قلبي غيمة تتمزق
وعيناه تأخذني إلى ما وراء الكلام
بينما الأشياء ما انفكت تفقد أشياءها.

أيها الرب . .
لقد خلقت الكون في سبعة أيام
لكن هل تكفي سبع ليال
كي نحسن الحب
ونكمل قصائدنا المؤجلة ؟

مثل حمامة حطت من سفر بعيد
النادل النوبي يقطع دون أن يدري
حوارنا الصامت
بابتسامة باهتة :
كيف هي قهوتك سيدتي ؟
هي بطعم قبلاته ، عميقة وساخنة
فناجينكم واهنة وقلبي اللحظة أضيق من عاصفة.
ينظر إلى أصابعنا التي تحولت إلى عش
ويغادر
لكن ما العش دون شجرة أيتها الغابة ؟

سماء هي شجرة الأكاسيا التي أمامنا
ونحن الظلال
فمن أين آتي بقصيدة بيضاء
الليل القابل مسمار
وجسدي حائط ؟
وكيف أحتفظ بماء العشب
أنت امرأة عاقر
وهذا الغياب منجل ؟
كيف لا أتجلى فيك
دمك الذي يجف الآن دمي ؟

كيف أتسلقك كي أقطع عنق المسافة
ويدك الراجفة الآن
تذكرة إلى الجحيم ؟

الآن عرفت بأن الجحيم يد
ستلوح بعد سيجارتين
وقبلة في الهواء
مالحة.


الكاتب : زكية المرموق

  

بتاريخ : 13/09/2019

أخبار مرتبطة

من الواضح أن العلاقة بين القارئ والكاتب شديدة التعقيد؛ ذلك أن لا أحد منهما يثق في الآخر ثقة سميكة، وما

  وُلِدَت الشخصيةُ الأساسيةُ في روايةِ علي بدر (الزعيم) في العامِ الذي بدأت فيه الحملة البريطانية على العراق، وبعد أكثر

  يقول دوستويفسكي: «الجحيم هو عدم قدرة الإنسان على أن يحبّ». هذا ما يعبّر عنه الشاعر طه عدنان في ديوانه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *