على خطى الأسود، الأشبال يكتبون ملحمتهم الخاصة في مونديال الناشئين

انتزع المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة، أول أمس الثلاثاء بملعب جيلورا بونغ تومو بسورابايا، بطاقة التأهل إلى ربع نهائي كأس العالم، التي تتواصل فعالياتها بأندونيسيا حتى الثاني من شهر دجنبر المقبل، بعدما أزاحوا في ثمن النهائي منتخب إيران بالضربات الترجيحية (4 – 1)، بعدما انتهى الوقت القانوني بالتعادل 1 – 1.
وتمكن أبناء المدرب سعيد شيبا من تحقيق المراد، عن جدارة واستحقاق، وفرضوا ذاتهم بين أجود ثماني منتخبات على الصعيد العالمي، وهو إنجاز غير مسبوق لكرة القدم الوطنية في هذه الفئة، التي تشارك للمرة الثانية فقط في كأس العالم، وكانت قد بلغت في ظهورها الأول عام 2013 بالإمارات العربية المتحدة ثمن النهائي، وخرجت من السباق على يد الكوت ديفوار بهدفين مقابل هدف واحد.
ووجدت العناصر الوطنية نفسها في مواجهة منتخب إيراني شرس، يعتمد على القوة البدنية، ما خلق متاعب لرفاق العميد أيت بودلال، الذين حاولوا استثمار تفوقهم على مستوى المهارة التقنية، فخلقوا بعض الفرص السانحة للتهديف، لكنها افتقدت الفعالية في الأمتار الأخيرة، في وقت اعتمد فيه الإيرانيون على الكرات الثابتة، التي كانت مصدر قلق للحارس طه بنغوزيل، الذي يتعين عليه الاشتغال كثيرا على الكرات العرضية.
وخلال الجولة الثانية، تغير وجه المباراة، ودانت السيطرة للعناصر الوطنية التي تحكمت في الإيقاع، مستغلة تراجع لاعبي المنتخب الإيراني إلى الوراء، ومراهنتهم على الحملات المرتدة.
وكاد محمد الحموني أن يهز الشباك الإيرانية في الدقيقة 55، بعدما انسل من الجهة اليسرى، وتجاوز دفاع المنتخب الخصم، لكن كرته المقوسة مرت بجانب مرمى الحارس الإيراني أرشا شاكوري، الذي صد بعدها مباشرة تسديدة عبد الحميد معالي.
وبدخول أيمن الناير بدلا من فؤاد الحناش، الذي تعرض لإصابة، أصبحت الجهة اليمنى للفريق الوطني أكثر نشاطا، وخلقت متاعب كبيرة للدفاع الإيراني.
وضد مجرى اللعب، وجد المنتخب الوطني نفسه متخلفا في النتيجة برأسية إسماعيل غوليزاده في الدقيقة 73، بعدما تلقى كرة عرضية من الجهة اليمنى.
ولم يثبط هذا الهدف عزيمة الأشبال، بل كان حافزا لهم للتمسك بخيط الأمل، خاصة بعد التغييرات التي أجراها المدرب سعيد شيبا، حيث منح الفرصة لزكرياء وزان و آدم بوفندار ونسيم عزوزي وعمران نزيه، بدلا من أيوب شيخون وأنس علوي وعبد الحميد معالي ومحمد كتيبة، الذي سيغيب عن لقاء ربع النهائي بسبب جمعه إنذارين.
وخلقت المجموعة الوطنية عدة محاولات سانحة للتهديف، أبرزها تلك التي أتيحت لزكرياء وزان من ضربة خطا مباشرة، صدتها العارضة.
واستغل الأشبال جيدا الأحد عشرة دقيقة التي أضافها الحكم، وتمكنوا في الدقيقة الرابعة منها من تعديل الكفة بواسطة نسيم عزاوزي، الذي استلم كرة مهيأة بالرأس من طرف وزان.
وبعد الاحتكام إلى الضربات الترجيحية، كانت الكلمة الحاسمة للحارس طه بنغوزيل، الذي منح الأفضلية لرفاقه و ساهم بقوة في تحقيق العبور إلى دور الثمانية، ونال جائزة رجل المباراة.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 23/11/2023