عيوب تعترض سبيل تحقيق إقلاع اقتصادي في فاس

رغم القيمة المالية الكبيرة لصفقة التدبير المفوض لجمع النفايات المنزلية وكنس الشوارع الرئيسية والأحياء بالمدينة الجديدة، والتي تبلغ 16 مليار سنتم على امتداد سبع سنوات، التي فازت بها إحدى الشركات، إلا أن عددا من المناطق تعيش الإهمال مما يؤدي إلى تشويه جمالية مجموعة من الشوارع الرئيسية في بعض الأحياء الراقية كحي بدر، فرغم مرور شاحنات حمل النفايات و ومعاينة مراقبي الشركة وعمالها لبعض البؤر السوداء، تبقى الوضعية على ما هي عليه، مما جعل بعض سكان الفيلات المجاورة يرمون أكياس النفايات قرب أشجار ألارنج، وعندما تتكاثر يقوم الأهالي بحرقها الشيء الذي ينتج عنه نشوب النيران في عدد من الأشجار بالإضافة إلى تسرب الأدخنة إلى المنازل وتلويث البيئة علما انه بالإمكان وضع حاويتين لتجنب المشكل. ومن المعلوم فإن وداديات حي بدر تسهر على تنظيف الشارع الرئيسي والأحياء المتواجدة به، حيث قامت بتشغيل عدد هام من العمال يسهرون على صيانة المنطقة ورعاية الأشجار المتنوعة التي غرستها الوداديات.
هذا وقامت الجماعة بدعم من السلطات المحلية بتحرير مجموعة من القطع الأرضية المجاورة للدارات المتواجدة بالشارع الرئيسي المحاذي لحي بدر في اتجاه ازواغة، حيث قام مالكو الفيلات المجاورة بضمها إلى ممتلكاتهم، كما أن الجماعة اهتمت بتلك المناطق المحررة وأنشأت بها حدائق مترامية الأطراف وغرست بها عددا هاما من الورود والأزهار المختلفة، وأسندت صيانتها إلى إحدى الشركات المختصة بالمجال الأخضر، مما أضفى على المنطقة رونقا وجمالا يسر الناضرين ، وكان على الجماعة أن تواصل هذه العملية في نهاية الشارع الرئيسي لحي بدر حيث توجد مساحة شاسعة أصبحت مرتعا لرمي النفايات والقاذورات.
ومما يثلج الصدر أن فاس أصبحت ورشا كبيرا في الآونة الأخيرة، وتشهد أوراشها تتبعا انطلاقا من المركب الرياضي الذي يعرف إصلاحات جذرية استعدادا لكأسي إفريقيا وكأس العالم، حيث تجري الأشغال على قدم وساق لتوسيع الطرق لإعداد شبكة النقل الخاصة بالباصواي في اتجاه باب الفتوح مرورا بطريق ايموزار وطريق صفرو وساحة فلورنسا وشارع علال الفاسي، بالإضافة إلى إعادة الحياة لمجموعة من الحدائق المهملة في انتظار إصلاح وهيكلة حديقة فلورانسا التي ستغير معالم المدينة الجديدة وتستقطب السواح المغاربة والأجانب على السواء. وتشمل التحركات المسجلة كذلك تحرير الملك العام، الذي يريده سكان المدينة أن يكون عاما ومستمرا لا مناسباتيا، بشكل يساهم في استقطاب المستثمرين ذوي الأصول الفاسية لإقامة مشاريع استثمارية تخفف من أزمة البطالة وتعيد البسمة إلى أهالي فاس الذين يعانون الأمرّين، نتيجة الزيادات المهولة في كل المواد الغذائية والخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك.


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 06/02/2025