غبارٌ يَجثمُ في مِرآة

في الخريفِ ابتسمَ الصمتُ بيننا، كنتُ قريبا من الموتِ
أطرقُ بابَ الحياةِ وأرحلُ،
وفيه افترَقْنا
في المسافاتِ وفي اللغةِ
أصبحَ الشَّكُّ ألفة بيننا وألاعيبَ
الطريقُ ليستْ هيَ الطريقةَ
الحوارُ لا يجدي شيئا
لأنَّ الغبارَ أصبح يجثمُ على النافذة
هل يكفي الصمتُ استراحةً، فنجانَ قهوةٍ أسودَ
أوْ ورقةً لمرور اللحظةِ إلى نِهايتِها؟!
مَنْ يوقفُ الشكَّ عند فاتحةِ الكلام؟!
كلانا يبدأ الحديثَ
يفتح قوسين
ويمحو بسردِه سجلَّ العودةِ
يمحو الحيرةَ برسائلِ الهمسِ في الأذنينِ
ويهاجرُ بلا إخبارٍ
كلانا يمحو الصمتَ من اسمهِ
مِنْ عدوى الأشجارِ
يمحو آثارَ الشمسِ
بكمّ قميصٍ على الغسيلِ
ويتشردُ في حبيباتٍ في الهواءِ.
مُتنكِّراً في لباسِ الأسئلةِ
أدفعُ الكلماتِ إلى الهاويةِ
أُخفي الحروفَ في الموجةِ الواقفةِ
وأنامُ فيها.
كقناديلِ البحرِ
مُلتفاً على سِرِّهِ
هلْ أنجو من الوصفِ؟
هل تقبلُني العاصفةُ؟
أنا جُملةٌ غامضةٌ في مرآةٍ..


الكاتب : جمال أماش

  

بتاريخ : 14/02/2025