فادي وكيلي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، في برنامج « ضيف التحرير» بقناة ميدي 1

كشفنا لشباب « اليوزي» حقيقة نزاع الصحراء المفتعل وانتصارنا في المؤتمر يشكل بداية لعملنا

استضاف الزميل نوفل العواملة في» ضيف التحرير « بقناة ميدي 1، فادي وكيلي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، بعد عودته من المؤتمر العالمي للشباب الاشتراكي ببنما، والذي حقق فيه وفد شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إنجازا تاريخيا تمثل في طرد « شبيبة البوليساريو» التي كانت تروج لأطروحات الانفصال داخل هذه المنظمة العالمية، وانتخبت الشبيبة الاتحادية في لجنة المراقبة لمنظمة الشباب الاشتراكي، في المؤتمر 35 للاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي « اليوزي»المقام بالعاصمة البانمية، وهو الجهاز المسؤول عن مراقبة قانونية ونظامية قرارات «الپريزيديوم» وآليات صرف مالية المنظمة، والذي لا يمكن اعتماد أي قرار دون مراجعته المباشرة، حيث يتكون من 4 مقاعد فقط إضافة إلى الرئيس، وينتخب مباشرة من المؤتمر الدولي الذي احتضنته العاصمة البانمية.

وانتزعت هند قصيور، عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية وعضو في الوفد المشارك في مؤتمر الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي، مقعدا في لجنة المراقبة لمنظمة « اليوزي «، كما تم انتخاب هند موغيت (Hend Mgaieth ) رئيسة لمنظمة الشباب الاشتراكي العالمي في ولاية (2025 -2023 ) وبرونو غونسالفس ( Bruno Gonçalez ) كاتبا عاما للمنظمة.
وعن مشاركة وفد شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في مؤتمر»اليوزي»، قال فادي وكيلي : « كان لتواجدنا وحضورنا ببنما وقع جد إيجابي، أعطانا دفعة كبيرة للاشتغال ضمن الهياكل الحزبية، وهي سكرتارية لجنة العلاقات الخارجية، التي تضم جميع الأجهزة الحزبية، ونحن كشباب مكلفين بهذا الملف الخاص بـ» اليوزي « .
وأضاف، كمنظمة للشبيبة الاتحادية احتفلنا ببنما بسنتها 115 من خلال مهرجان « اليوزي «، منذ البداية، أي يوم 21 يونيو، بعد وصولنا إلى بنما بدأنا النقاش الهامشي أو الجانبي مع مجموعة من الوفود، التي كانت مشاركة في «ألمينا لاتينا» والمنتدى الذي نظمه الفريق الاشتراكي إلى جانب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والشبيبة الاتحادية بمدينة مراكش، واستطاع هؤلاء الأصدقاء الذين جاؤوا إلى بلادنا « مغربنا الجميل «، وأخذوا فكرة حقيقية وواقعية تدحض الأكاذيب التي كانت تروجها « شبيبة الجبهة الانفصالية «، أن يتجاوبوا بشكل كبير مع الوفد المغربي، وكان هناك نقاش استمعوا لنا فيه وشاهدوا صورا حية عن المغرب ووضعيته الاقتصادية والاجتماعية «.
وسجل الكاتب العام في بلاطو « ضيف التحرير « أن «جبهة الشبيبة الانفصالية» كانت مهيمنة داخل « اليوزي «، لأن بعض الدول الاسكندنافية تدعمها بشكل كبير، وهي مؤمنة بـ»حق تقريرالمصير» ومحاولة ترويج هذا النقاش .
كيف حصل ذلك الإنجاز الباهر؟ يقول فادي وكيلي : « استضفنا مجموعة من الشباب، هنا بالمغرب، شاهدوا الحقيقة ، وذهبنا وناقشنا معهم بشكل إيجابي جدا وبسطنا لهم الحقيقة ، الشباب أو الوفود الحاضرة استطاعت وفهمت جيدا الطرح الذي بسطناه أمامهم ومقترحات المغرب وخاصة مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، هو مقترح واقعي، وبالتالي كان هذا التحالف في إطار « ألمينا لاتينا «، هذه اللقاءات والمجهودات هي التي كانت فاصلة في عودة الشبيبة الاتحادية إلى لجنة المراقبة، وهي لجنة لا تقل أهمية عن « البريزيديوم» لأن جميع قرارات «اليوزي»لابد أن تمر من هذه اللجنة المراقبة حتى تخرج إلى الوجود «.
وعن سؤال حول كيف كانت هزيمة شبيبة البوليساريو، قال عضو الوفد: كانت « السقطة مدوية « لشبيبة جبهة الانفصال ب 46 صوتا، والتي كانت محافظة على هذا الموقع منذ 30 سنة، بحيث كان هناك مقعدان لإفريقيا، واحد محسوم ومحجوز لهم مسبقا وبقية الدول الإفريقية تتبارى على المقعد الآخر».
وكيف كانت ردة الفعل ؟ يجيب فادي وكيلي «إن تحركات كبيرة ومدعومة كانت في البداية، لكن مجهوداتنا مع أصدقائنا وحلفائنا جعلتنا نحس بالانتصار في تلك اللحظة، انتصار كبير أن تخرج الوهم من المنظمة التي تعتبرها أهم معاقلها، وكانت تروج فيها مجموعة من الأكاذيب في صوت واحد متمثل فيهم «.
«اليوم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هو عضو في الأممية الاشتراكية ويتحمل مسؤولية في نيابة الرئيس، وكان له الوقع الإيجابي على عضويتنا في «اليوزي» والعدد الكبير من الأصوات، نحن شباب نخدم بلدنا وهذا من واجبنا كشبيبة اتحادية، نحن حزب خرج من رحم الشعب ومن مؤسسيه أعضاء جيش التحرير، لا يمكن إلا أن نكون في صلب القضايا الوطنية وبطريقة متجددة، فيها قدرة على التواصل والفعل، ونوازي الفكر الغربي الاشتراكي والراديكالي الذي كان داخل المنظمة، لا في المؤتمر ولا في داخل المهرجان».
وبمبادرة من الحزب الليبرالي الكولومبي، كان له مقترح «ألمينا لاتينا» ، وهي تجمع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأمريكا اللاتينية، الذي أعطانا انفتاحا على مجموعة من الشباب كانوا أعضاء في «اليوزي» وعلى مجموعة من البرلمانيين المنضمين إلى «اليوزي» .
الوفد ممثل الشبيبة الاتحادية الذي ذهب إلى بنما، كان متعدد اللغات، الفرنسية متقنة والإنجليزية متقنة والعربية متقنة والإسبانية متقنة حتى أن هناك من يعرف اللغة البرتغالية التي تم اعتمادها كلغة رسمية داخل «اليوزي»، وهو ما سهل لغة التواصل داخل الأروقة. وكان التواصل الجانبي مع مجموعة من الوفود بمدهم بمجموعة من الصور عن المغرب بالنسبة لبعض الأشخاص الذين لم يزوروا بلادنا، المغرب الجميل وقوته الاقتصادية والاجتماعية .. وفضحنا الأكاذيب التي تروج بالدليل والصوروالبرهان والتاريخ، واستطعنا إقناع العديد من شبيبات الوفود، وتجسد ذلك في جلسة نظمتها «جبهة شبيبة الانفصال» التي كان فيها رأي واحد هو رأيهم، وشارك أعضاء من الوفد المغربي الشبيبي في هذه الجلسة، وبصعوبة أخذنا الكلمة وشرحنا السياق التاريخي وبينا الحقائق وقمنا بتكذيب ما جاء في بعض المداخلات، واستطعنا من تلك الجلسة أن نأخذ إلى جانبنا عددا من الوفود التي جاء أعضاؤها واعتذروا من الوفد المغربي وشكرونا لأننا بينا لهم الحقيقة» .
وشدد فادي وكيلي على أن الانتصار تاريخي، ويقول : « نعم حققنا انتصارا في هذا المؤتمر والمهرجان، اليوم بداية الاشتغال وستكون الأطروحة المغربية الواقعية داخل منظمة «اليوزي»، نعرف جميعا أن العديد من دول أمريكا اللاتينية كان يصعب أن نتواصل معها في هذا الموضوع . اليوم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والشبيبة الاتحادية أصبحا يتحدثان بسهولة ويتواصلان مع مختلف التنظيمات سواء أكانت حزبية أو شبابية أو برلمانية، وكمثال على ذلك نائبة رئيسة البرلمان الكولومبي، وهي عضو في لجنة الصداقة، وكانت ضيفة في منتدى البرلمانيين الشباب الاشتراكيين والديمقراطيين الاشتراكيين بمراكش . العمل الآن هو عمل استراتيجي كان الاشتغال عليه منذ مدة طويلة ، حتى أن البعض دعانا إلى ترك منظمة «اليوزي» والخروج منها، وكانت الشبيبة الاتحادية غير ممثلة لمدة 15 سنة . لم نترك المقعد الفارغ في هذه المنظمة، بعد انعقاد المؤتمر العاشر للحزب والمؤتمر التاسع للشبيبة الاتحادية، غيرنا خلال 5 سنوات الماضية سكرتارية لجنة العلاقات الخارجية بتغيير منهجية الاشتغال التي حققت بهذه المكاسب الديبلوماسية الحزبية أو الشبابية .
هذه الدول الاسكندنافية هي من صوتت وحاولت أن تدعم حملة «شبيبة الجبهة الانفصالية»، هذه الدول كانت بالنسبة لنا مغلقة حتى تبادل التحايا كان ممنوعا، اليوم تغيرت هذه الدول بفتح حوار معهم رغم صعوبة النقاش، لم نفقد الأمل باسترجاع كرسي الشبيبة الاتحادية التي حازت عليها الأخت هند قصيور، لكن هذا لا يمنع من أننا سنشتغل من أجل استقبال هذه الوفود واستقبال الشباب من الدول الاسكندنافية من أجل مشاهدة الحقيقة ببلادنا «.
منظمة « اليوزي»، يقول الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، هي الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي، تأسس سنة 1907 بشتوتكارت الألمانية، منظمة تشتغل على مجموعة من المواضيع منها : المناخ، البيئة، الهجرة، قضايا المرأة، قضايا المساواة، الحريات الفردية … ناقشنا كشبيبة اتحادية ما طرحناه وما تم التصويت عليه، هي النقطة المتعلقة بالعدالة المناخية في الدول الهشة وخاصة إفريقيا، هذا المقترح الذي خرجنا به بتحسيس منظمة «اليوزي» للشباب من أجل عدالة مناخية حقيقية، واعتماد مناهج تعليمية خاصة بالمناخ والمحافظة عليه، خاصة في هذه الدول الهشة، ومقترحات «اليوزي» على مجموعة من الحكومات، وهذا الملف ستترافع من أجله «اليوزي» أمام هذه البلدان، كما اقترحنا وضعية المرأة في إفريقيا والشرق الأوسط، وترافعنا من أجل تعليم ذي جودة للنساء ومناهضة العنف وتشجيع التمدرس وكذلك خلق مناهج تخص وضعية المرأة .
الشباب الذين التقينا معهم أو الأعضاء السابقين في «اليوزي» ، هم برلمانيون ومنهم رئيس البرلمان والعديد من الوزراء وهم أعضاء في المنظمة، والتقينا وزير الشباب الدومينيكي ونائب رئيس بنما والمرشح لرئاسة بنما ومجموعة من البرلمانيات والبرلمانيين منهم من التقينا بهم في المغرب، وهم من أصبحوا يشتغلون مع الوفد المغربي من أجل التعريف بالقضية وكشاهد عيان . هذه القيادات في «اليوزي» وكل الحاضرين داخل المؤتمر والمهرجان بالتأطير، هم مسؤولون في المستقبل في حكومات بلادهم، وبالتالي فأهمية «اليوزي» كبيرة، حيث نتكلم اليوم مع الشاب الذي سيصبح غدا مسؤولا حكوميا بشكل سلس .
وتم انتخاب هند مغيت من تونس تقريبا بالإجماع، وهو إنجاز لإفريقيا، وكنا من داعمي هذا الترشيح، وهو ترشيح عربي وإفريقي .
وشكر فادي وكيلي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، في ختام اللقاء، عبد الحميد جماهري، عضو المكتب السياسي للحزب ، على «تدوينته المحفزة للشباب من أجل الاشتغال وكسب أكبر قدر من المكتسبات لطرد «جبهة شبيبة البوليساريو» بصفة نهائية، وخولة لشكر، عضو المكتب السياسي ونائبة رئيس الأممية الاشتراكية، التي كانت حاضرة في المهرجان وأطرت لقاء كبيرا وساعدتنا مداخلاتها في تأكيد ما جئنا إليه وتحدثت بشكل مستفيض وبالأرقام في ما يخص الجانب الاقتصادي والاجتماعي، كما حضر نائب رئيس الأممية الاشتراكية من أنغولا، إضافة إلى مقال لنوفل البعمري الذي عنونه بـ»الاختراق الكبير»» .
هذا الثناء من طرف قيادة الحزب، يقول فادي وكيلي، هو بداية الاشتغال، لنا اليوم منبر وصوت داخل هذه المنظمة، وسنجتمع معهم في اللجنة الإفريقية وفي المجلس الدولي .


الكاتب : إعداد : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 07/07/2023