فادي وكيلي عسراوي، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث في الاقتصاد و التنمية لـ»الاتحاد الاشتراكي»

 المؤتمر المنظم حول البعد السياسي في العلاقات المغربية – الإسبانية،

مناسبة  لتعزيز الشراكة بين البلدين  وتطوير الإمكانات المتوفرة

 

ينظم المركز المغربي للدراسات و الأبحاث في الاقتصاد والتنمية المستدامة، بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي والمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل يومي 2و3 شتنبر المقبل، المؤتمر الدولي الأول حول «العلاقات المغربية الإسبانية الحاضر و المستقبل»، والذي  من المنتظر أن فيه العديد من الفعاليات السباسية والإقتصادية على رأسها الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية  رودريغو ثاباتيرو إضافة إلى سفير إسبانيا بالمغرب ريكاردو ذييز هوشتليتنر ،و أمال بوصوف (مديرة الغرفة الرسمية للتجارة الإسبانية  بطنجة ) ، يوسف بنجلون (رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية ) ،عبد القادر الشاوي (سفير سابق)  ،ماريا أنطونيا تروخيو(وزيرة إسبانية سابقة )  ، عبد اللطيف أفيلال  (رئيس غرفة التجارة و الصناعة بجهة طنجة تطوان الحسيمة )، لورينزو كابيان  (مستشار بالسفارة الإسبانية ) ، فرانسيسكو أودا أنخيل ( مدير معهد سرفانتيس بتطوان).
وللوقوف أكثر عن أهمية هذا المؤتمر و الأهداف المتوخاة منه، أجرينا حوارا مع رئيس المركز المغربي للأبحاث في الإقتصاد و التنمية فادي وكيلي عسراوي هذا نصه:

 

 ينظم المركز المغربي للدراسات و الأبحاث في الاقتصاد و التنمية المستدامة بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي المؤتمر الدولي الأول حول «العلاقات المغربية الإسبانية: الحاضر و المستقبل «.حدثناعن أهداف هذا المؤتمر وسياقاته الوطنية و الدولية ؟

مما لاشك فيه أن أهداف المؤتمر الدولي الأول تنحو منحى الأهداف الوطنية التي تركز الدولة المغربية على إعادة تحيينها ، بحيث لا يخفى  على الجميع أن العلاقات المغربية الإسبانية لها صيت متميز عبر التاريخ. فالعلاقة بين الدولتين تعكس عمق الروابط في جميع المجالات .والمؤتمر ماهو إلا قاطرة لإعادة تجسيد هذه الروابط ، خاصة وأن الجامعة المغربية عموما وجامعة عبد المالك السعدي خصوصا، كانت ولاتزال تعقد إتفاقيات شراكات عديدة  على المستوى الأكاديمي مع  كليات ومعاهد  بالمملكة  الإسبانية . وننتظر من هذا المؤتمر أن يصدر خلاصات تساهم في تعزيز وتقوية هذه الشراكات الأكاديمية لما لها من إضافة نوعية على مستوى العلاقات بين المملكتين، سيما و أن المكانة السياسية والاقتصادية التي يحظى بها المشاركون في هذا المؤتمر لها أكثر من دلالة .

 ماذا يعني لكم حضور الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو ضمن فعاليات المؤتمر و تأطيره لعرض حول الموضوع ؟

لفترة غير بعيدة أعلن المغرب عن «مرحلة جديدة « في العلاقات مع إسبانيا، وذلك بعد تعهد مدريد بدعم موقف الرباط في مسألة السيادة على الصحراء المغربية . حضور رئيس  الوزراء السابق الإسباني  لهذا المؤتمر وتأطيره لموضوع العلاقات المغربية الإسبانية الحاضر والمستقبل يدل على تأكيد الموقف الذي عبر عنه كلا الطرفين-المغرب/إسبانيا ، حيث اتفقا على خارطة طريق واضحة تسمح بإدارة الأمور محل الاهتمام بطريقة منسقة بروح طبيعية وحسن جوار دون مجال لأفعال أحادية الجانب. كما أن ثاباتيرو يعتبر من الشخصيات السياسية التي كان لها دعم قوي لقضيتنا الوطنية ،وكان حريصا على إبداء موقفه والدفاع عنه في كل المنتديات والندوات التي شارك فيها .

 ماذا تنتظرون من هذا المؤتمر على مستوى تطوير العلاقات المغربية – الإسبانية  سيما وأنه ينعقد في سياق انفراج كبير تعرفه هذه العلاقة ؟

عموما، تربط المغرب وإسبانيا علاقة استراتيجية عريقة امتدت الى جميع المجالات. فبالإضافة الى الشراكة بين الثنائي اقتصاديا وتجاريا، نرى بأن المملكة وجارتها إسبانيا عازمتان أكثر من أي وقت مضى على العمل سويا لرفع التحديات الجديدة، وإعطاء دفعة جديدة لتعاونهما الاقتصادي ولدينامية المبادلات التجارية بينهما.
هدف المؤتمر من كل هذا  هو تسليط الضوء على هذا الانفتاح، وكذا تعزيز الشراكة أكاديميا وفتح النقاش حول فرص التعاون وتحسين الامكانات المتعددة المتوفرة بين المغرب وإسبانيا. وأيضا توطيد علاقة التبادل الثقافي والبشري وتوسيع نطاق مصالح البحث العلمي والاستفادة من تجارب البلدين، خاصة وأن المغرب استفاد من التجربة الإسبانية في ميدان الاندماج داخل الاتحاد الأوروبي، فضلا عن إمكانية تركيز التعاون في مجالات هيكلية ذات تأثير كبير على مستقبل البلدين ، خاصة الماء والطاقة.

هناك جوانب متعددة تهم العلاقات المغربية – الإسبانية من ذلك مسألة الهجرة ، الأمن، الاقتصاد وغيرها. ماهو المحور الأساسي الذي سيتناوله المؤتمر أم أنه سيتطرق للعلاقات المغربية – الإسبانية في شموليتها ؟

حسب برنامج المؤتمر،  فعنوان العرض الذي سيلقيه
رئيس الوزراء  الإسباني الأسبق هو «العلاقات المغربية الإسبانية:  الحاضر والمستقبل»، وبالتالي سيشكل  محور النقاش الأساسي الذي سيتم تداوله من طرف فعاليات المؤتمر ، بحيث أنه سيعالج حاضر ومستقبل هذه العلاقة من جميع الجوانب لأنه عندما نتحدث عن العلاقة الثقافية بين المغرب وإسبانيا ، فإننا نتحدث عن ثقافة مشتركة بين الجارتين ناجمة عن التقارب الجغرافي وتعدد الثقافات،  ومن والناحية السياسية  فقد اعتبرت العلاقة الديبلوماسية بين الطرفين علاقة استراتيجية رغم الأزمات التي عرفتها، والتي تم تجاوزها وعودة العلاقة بين البلدين بطريقة أكثر قوة وتوهجا على جميع الأصعدة اقتصاديا وأمنيا . فالمملكتان المغربية والإسبانية تجمعهما  عدة  مصالح مشتركة و أهداف استراتيجية، ومن شأن ذلك أن يدفع في اتجاه تعزيز الأمن والاستقرار بضفة البحر الأبيض المتوسط .

 نظم المركز بشراكة مع المدرسة العليا للأساتذة  العديد من الأنشطة السياسية والفكرية، ما هو تقييمكم لهذه الأنشطة وكيف تفاعل معها الرأي العام المحلي  ؟

طبعا المركز المغربي للدراسات والابحاث في الاقتصاد والتنمية المستدامة نظم العديد من التظاهرات الثقافية والفكرية ، باستضافة شخصيات بارزة داخل الوطن. فقد سبق وأن سلط الضوء على الجهوية واللاتمركز الإداري وأطر هذا اللقاء الاستاذ محمد بنعبد القادر وزير العدل في الحكومة السابقة، كما تم تنظيم  ندوة وطنية لقراءة مشروع قانون المالية 2022 وأطرت هذه الندوة وجوه سياسية وأكاديمية.
وقد لقيت هذه التظاهرات إقبالا كبيرا من طرف المهتمين والذين تفاعلوا إيجابا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو الجسم الصحفي.
كما أن المركز استهل هذه السنة بإحداث مجلة علمية محكمة تتدارس الشأن العام الوطني، قانونيا واقتصاديًا واجتماعيًا..


الكاتب : مكتب تطوان : عبد المالك الحطري

  

بتاريخ : 27/08/2022