فتح تحقيق طبي وإداري بمستشفى 20 غشت بعد إصابة مرضى بمضاعفات على مستوى العين

سلامة المنتوج، التعقيم، العنصر البشري وغيرها … عوامل قد تكون وراء الحادث

 

 

قررت إدارة مستشفى 20 غشت 1953 الخروج عن صمتها والتواصل مع الرأي العام بخصوص المشكل الذي وجد طريقه إلى عدد من وسائل الإعلام قبل أيام، والمتعلق بإصابة مواطنين بمضاعفات صحية، بعد تلقيهم لحقن موضعية على مستوى العين بالمصلحة المختصة التابعة لهذه المؤسسة الصحية.
وأكد بلاغ لإدارة المستشفى أن 16 مريضا يعانون من أمراض شبكية العين مع ضعف البصر تتم متابعتهم على مستوى مصلحة طب العيون، تلقوا حقنة داخل الجسم الزجاجي المعروفة اختصارا بـ (IVT)، بتاريخ 19 شتنبر 2023، وذلك وفقا للمعايير المتبعة في مثل هذه العلاجات، مضيفة بأنه في اليوم الموالي ظهرت على اثنين منهم أعراض احمرار وألم في العين مع نقص في البصر، وهو ما دفع الفريق الطبي باستدعاء جميع المرضى الذين تلقوا الحقنة، حيث تم إدخالهم للمستشفى ووضعهم تحت المراقبة الطبية ومنحهم العلاجات اللازمة.
وأوضحت إدارة مستشفى 20 غشت أن نتائج المراقبة الطبية بيّنت أن جميع المرضى قد ظهرت عليهم علامات تحسن ملحوظ بعد تلقيهم العلاج، حيث غادر خمسة منهم المستشفى بعد استكمال علاجهم، فيما لا يزال الآخرون في المؤسسة الصحية لتلقي مزيد من العلاج تحت مراقبة طبية يشرف عليها أطباء متخصصون، مشيرة إلى أنهم سيغادرون المستشفى بعد استكمال العلاج خلال الأيام المقبلة. وتبعا لهذه الواقعة أعلنت إدارة المؤسسة الصحية المعنية أنها قامت بفتح تحقيق طبي وإداري لمعرفة ظروف وملابسات هذه الحادثة، التي وصفتها بـ «المعزولة».
وعلاقة بالموضوع، ونظرا لعدم تضمن البلاغ لمعطيات دقيقة حول الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث، الذي طال عددا من المرضى، في انتظار استكمال مجريات البحث الذي تمت مباشرته، اتصلت «الاتحاد الاشتراكي» بعدد من الأطباء والمختصين في أمراض وجراحة العيون، للاستفسار عن هاته الحالة والمسببات التي قد تكون وراءها، حيث أجمع المعنيون على أن الأمر يتعلق بتدخل طبي معمول به في كل دول العالم، في القطاعين العام والخاص، حيث يتم إعطاء حقن موضعية على مستوى العين بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مضاعفات الأمراض المزمنة، وعلى رأسها مرض السكري، وذلك لعلاج أمراض اعتلالات شبكية العين المسببة لضعف البصر.
وأكدت مصادر الجريدة على أن احتمال تسجيل مضاعفات يبقى دائما قائما في كل التدخلات الطبية والجراحية، كما هو الشأن بالنسبة للواقعة المذكورة، مشيرة إلى أن الدواء الذي يتم به علاج هذه الحالات يكون مبدئيا متوفرا في فضاء معقم على مستوى صيدلية المستشفى أو المصحة، ولا يصرف خارجها إلا في بعض الصيدليات وليس كلها وذلك متى كان هناك انقطاع للمخزون على مستوى المؤسسة الصحية المعالجة. وأبرز عدد من الأطباء في تصريحاتهم لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن الحالات المتحدث عنها تتعلق بمصابين بداء السكري غير المتوازن، وهو ما يؤكد وضعية متقدمة للمرض، مما يستوجب منحهم هاته الحقن، التي تكون في الأصل معقّمة حين تسلمها قبل أن تصل إلى يد مهنيي الصحة المختصين، الذين يقومون بدورهم باستعمال مستلزمات معقمة لتمكين المرضى من العلاج.
وأوضح المتحدثون أنه في انتظار نتائج التحاليل والاختبارات الطبية التي يجب أن ترافق مسطرة البحث، فإن هناك مجموعة من العوامل التي قد تكون سببا في وقوع مثل هذا النوع من الحوادث، كإمكانية فتح قارورة الدواء عن طريق الخطأ أو وجود مشكل على مستوى سلسلة التعقيم أو أن يرتبط الأمر بالعنصر البشري، وهي كلها وغيرها من الاحتمالات الأخرى تظل مجرد فرضيات في الوقت الحالي، في انتظار النتيجة المبنية على تدقيق علمي وتفسير طبي لما وقع.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 06/10/2023