فراغ طازج جدا

يأكلون فراغا طازجا
يأكلون أرانب الصلاة الهادئة جدا
يأكلون المتناقضات في قاع البئر
يأكلون بيض الله في السجون
يأكلون ذراع الشرفة المائلة إلى النوم
يأكلون أعمارهم بملعقة الأرمل.
يربطون معزاة الغد بحبل مشنقة
هم يضحكون كثيرا.
مثل عميان في جنازة النهار
يبكون بأيقاع زيزان الصيف
وهم معلقون في الهواء.
لأن خبز النهار تحول إلى كوبرا
وازداد الماء مرارة
في منحدرات الحنجرة
لا ينامون أبدا .
يملأون البنادق بالموسيقى.
ثم يفتحون النار على طيور الهواجس.
هم يلعبون بصحون طائرة
يسقط الواحد تلو الآخر في الهوة السوداء
مدججا بحجج واهية جدا
وبنبرة لوقيانوس السميساطي
يشتمون إله نافقا بسبعين مترا
يشتمون العلل الأولى في الربوة.
اللعنة، يجرون نصوصهم إلى التهلكة
وحين يفرغ العالم مثانته في الإسطبل
تلمع زهرة التوابيت الأثيرة.
يسقط الواحد تلو الآخر
في نفق اللامعنى .
لتهدئة الخواطر
يجلبون السماء إلى حديقة الرأس
مثل طائر مسحور.


الكاتب : فتحي مهذب

  

بتاريخ : 16/09/2020

أخبار مرتبطة

عبد الكريم بدرخان: التحول من العنصرية البيولوجية القائمة إلى العنصرية الثقافية   كيف تبلورت فكرة الكتاب وما الذي قادك نحو

كان الأدب العربي بحاجة إليه، وكان هو على دراية بهذا النزوع القوي لديه، على عكس ما كانت تعده له الأيام.

«حضور إدوارد سعيد في الخطاب النقدي العربي المعاصر» صدر حديثاً عن “دار ميم للنشر” ، كتاب “حضور إدوارد سعيد في

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *