فنان يضرم النار في نفسه: حادث مقلق ولايعفي الوزارة من المسؤولية

أن يضرم فنان مسرحي النار في نفسه، أمام وزارة الثقافة، في بلادنا وبتزامن مع الإحتفال باليوم العالمي للمسرح، احتجاجا على الاقصاء والتهميش، فهذا شىء مؤسف ويدعو إلى القلق ويطرح التساؤل على مستوى اليأس وفقدان الامل الذي يتسرب إلى بعض فئات المجتمع.
فبالرغم من أن هذا الحادث المؤلم، كانت ردود فعله متباينة ما بين منتقد لما اقدم عليه هذا الفنان، ومتضامن ومدعم له في محنته، فهذا الفعل يساءل الحكومة ووزارة الثقافة ولا يعفيها من المسؤولية، خاصة وأن الفنان احمد جواد الذي اقدم يوم الاثنين الماضي، على إضرام النار في نفسه امام وزارة الثقافة بالرباط، كان قد دخل في إضراب عن الطعام أمام مقر الوزارة، ابتداء من 6 فبراير 2023، احتجاجا على الإقصاء والتهميش والتجويع الذي لحقه.
وسبق له أن أوضح أن لجوئه إلى خوض معركة الأمعاء الفارغة جاء بعد رفض طلب تقدم به للحصول على دعم لعمله المسرحي “درس في الحب”، بداعي أنه إنتاج قديم، مبرزا على أن هناك عروض أقدم من عمله وتمت الموافقة على دعمها.
كما استغرب جواد عدم تكريمه بصفته فنانا مسرحيا وناشطا ثقافيا وحاملا لبطاقة الفنان، كما جرت العادة مع كل متقاعدي مسرح محمد الخامس، موضحا أن ما يطالب به هو رد الاعتبار ورفع الحصار والإقصاء وكل أنواع التهميش والتبخيس لشخصه ولتجربته في تنشيط “نادي الأسرة”.
يذكر أن جواد التحق بالمسرح الوطني محمد الخامس في الرباط، موظفا به في عهد مديره عزيز السغروشني، وكان قد كلف بتسيير فضاء تابع له كان يحتضن اللقاءات الثقافية والفنية، وحمل اسم “نادي الأسرة”، استضاف فيه أكبر الأسماء في المشهد الثقافي والفني المغربي بل وحتى العربي.
واعتبر الفنان المحتج أن السلم الوظيفي لم ينصفه لعدة اعتبارات إدارية مرتبطة بتنظيم الترقية والتي تعتمد على معايير محددة لا يمكن تجاوزها، وهو ما انتهى به للحصول على تقاعد وصفه بـ “غير المريح” ولا يسد حاجياته المعيشية.
ومن جهتها، عبرت وزارة الشباب و الثقافة والتواصل عن أسفها العميق لهذا الحادث المأساوي، وتتمنت الشفاء العاجل لهذا المواطن، الذي نقل لتلقي العلاجات بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، كما عبرت عن تضامنها الكامل مع المواطن وأسرته، جراء ما حدث، مهما كانت الظروف والخلفيات والدوافع وراء هذا الحادث.
واوضحت أن الأمر يتعلق بموظف متعاقد بمسرح محمد الخامس بالرباط، أحيل على التقاعد في أكتوبر 2021، يتمتع بجميع حقوقه المكفولة له بحكم القانون، ويشتغل في نفس الوقت، في الفن المسرحي.
و سبق للشخص المذكور، أن تقدم بطلب شراء عروض مسرحية، وهو ما تمت الموافقة على طلبه، حيث قامت هذه الوزارة بشراء عرضين مسرحيين سنة 2022 كما وافقت على شراء عرض مسرحي برسم 2023، وسبق أن قدم هذه العروض بكل من مدينتي مشرع بلقصيري و سلا.
واكدت ان الوزارة، انها تتابع حالة الشخص المذكور، لحظة بلحظة، حيث تم إيفاد مسؤول بقطاع الثقافة لتتبع حالته الصحية بالمستشفى، وتتمنى له الشفاء العاجل.
لكن ما بين مطالب هذا الفنان، وما اكدته الوزارة عبر بلاغها بخصوص هذا الحادث، يثبت على أن هناك حلقة مفقودة، سكتت عنها الوزارة، لأن الإضراب عن الطعام والاحتجاج تكون وراءه مطالب، وأن تم الحوار واستقبال هذا الفنان، هل كان الوضع سيصل إلى الحادث المأساوي؟


الكاتب : عبدالحق الريحاني

  

بتاريخ : 31/03/2023