فورة فنية موسيقية بمصر

مشروع فني. مشروع موسيقي باعث على التساؤل ومستحق لاهتمام كل ولوع بالفن عموما والموسيقى تخصيصا هذا الذي ينجز في مصر؛ وتشرف على تنفيذه وإنجازه دار الأوبرا بالقاهرة على يد الدكتور «خالد داغر» والفنان «مدحت صالح» والشركة للمتحدة للخدمات الإعلامية.
مسعى هذا المشروع الكبير إعادة توزيع روائع الموسيقى العربية التي أبدعها كبار فناني مصر غداة الفورة الفنية الكبرى التي استُهِلَّت بتحَوُّلٍ صميمي من لحظة التخْت المحدود، والضيق إلى لحظة التوزيع الأوركسترالي الأكاديمي الذي أفاد من إسهامات الثقافة الموسيقية التركية، والفارسية، والغربية بشكل رئيسي مع الأساتذة محمد عبد الوهاب، ومحمد القصبجي، وفريد الأطرش، مرورا بمحمد الموجي، وبليغ حمدي وحلمي بكر على سبيل الذكر ليس إلا.
ومع أن التوزيع الموسيقي في ثوبه القشيب للمقطوعات الفنية الخالدة المشار إليها تم من خلال توظيف ذكي، ومستساغ للآلات الموسيقية الغربية التي تعتبر قطب رحى التأليف السمفوني فإن هذا الاجتهاد اللافت حقا للانتباه ألزم المشرفين على هذا المشروع الفني المصري المتميز باستشارة كبار الملحنين وخيرة الأساتذة المختصين في الموسيقي الكلاسيكية بشقيها الغربي والعربي درءا لكل اختلال من شأنه أن
يحدث شروخا في بنيات المقامات العربية المتعارف عليها أو تحدث اهتزازات غير محمودة في أساسيات الألحان الأصلية التي وضعها الرواد المصريون لأعمالهم الفنية هدفا في جعل تلك الأغاني أكثر راهنية ورغبة في أن يستطيبها من تبقى من الرعيل الذي جايلها وأملا في أن تستحليها الأجيال الطالعة بكامل المتعة وبكل شغف.
ولايفوتني، ضمن هذا المقصد، التنويه بتجربة الموسيقار «يحيى الموجي» التي آنْهَمَمَتْ بإعادة توزيع الأعمال الشهيرة لوالده الموسيقار محمد الموجي. وقصدي تحديدا «صافيني مرة «و « أنا قلبي إليك ميال» و» كامل الأوصاف» بالإضافة إلى « رسالة من تحت الماء» ودون أن ننسى رائعة « لو كنت يوما أنساك «..
جميل جدا أن نقرأ عن هذا المشروع الفني الخلاَّق..
وجميل جدا أن نتابعه عن كثب..
و الأفيد، فيما أُرَجِّح، أن نتساءل معا: هل ياترى نُعْدِم في وطننا فنانين من طينة الكبار، وطاقات فياضة عملا، طافحة فياضة إبداعا وأعني بإصبع مستقيمة الموسيقار «مهدي عبدو» Mehdi Abdu الذي نذكر، هاهنا، إعادة صياغتة للتحفة اليمنية « خاطر غصن القنا «، و المايسترو «أحمد عواطف» الذي انشغل ذات ثمانينات من القرن المنصرم ببعث روح فنية جديدة للأغاني والأناشيد الوطنية..
أوالفنانين « الحاج يونس « Haj Youness Younouss و «الطاهر جيمي» و «مصطفى طاهر» (=خبير فن الموشحات) أو «العميد عبد الوهاب الدوكالي» الغني عن التعريف أو عبد الواحد التطواني Abdelouahed Tetouani ، أو «عزيز حسني» (=رياض السنباطي المغرب)، والقائمة طويلة بالتأكيد..
لا أعتقد ذلك على وجه الإطلاق..
لأنني أثق في طاقات موطني ..
أثق في مؤهلات أبناء وطني الفنية ..


الكاتب : ناصر السوسي

  

بتاريخ : 05/09/2023