فيروس كوفيد‮ ‬19‮ ‬يزحف نحو المؤسسات التعليمية وكليات تختار الامتحانات عن بعد لحماية أطرها وطلبتها وأسرهم من العدوى

 

أسبوع واحد كان كافيا لكي‮ ‬تظهر عدد من حالات الإصابة بفيروس كوفيد‮ ‬19‮ ‬في‮ ‬أوساط أسرة التدريس في‮ ‬عدد من المؤسسات العمومية والخاصة،‮ ‬في‮ ‬مناطق متفرقة من انحاء المغرب،‮ ‬بالرغم من كل التدابير والإجراءات الاحترازية التي‮ ‬تم الإعلان عن اتخاذها للحيلولة دون انتقال العدوى إلى المدارس،‮ ‬لكن‮ “‬رغبة‮” ‬الفيروس كانت أقوى واستطاع بالفعل أن‮ ‬يزحف على المشهد التعليمي‮.‬
ظهور حالات للإصابة بفيروس كوفيد‮ ‬19،‮ ‬بينت الحاجة إلى إخضاع الأسرة التربوية،‮ ‬إدارة ومعلمين وأساتذة،‮ ‬للكشف عن الفيروس قبل الشروع في‮ ‬التدريس كشكل وقائي،‮ ‬إذ أن عدم تفعيل هذا المطلب أدى إلى تسجيل حالات بكل من الحي‮ ‬الحسني‮ ‬بالدارالبيضاء،‮ ‬الخميسات،‮ ‬اشتوكة آيت باها،‮ ‬الشاوية،‮ ‬وأخيرا مدرسة خاصة بالرباط،‮ ‬التي‮ ‬أعلنت للآباء والأمهات عن الشروع في‮ ‬عملية إجراء اختبارات الكشف بشكل جماعي،‮ ‬بعد أن تأكدت إصابة أستاذة تدرس اللغة العربية،‮ ‬مما فرض وضع التلاميذ الذين‮ ‬يدرسون لديها وباقي‮ ‬أساتذة اللعة العربية الذين كانوا على صلة بها خلال الأسبوع الفارط في‮ ‬الحجر الصحي‮ ‬كشكل وقائي،‮ ‬حيث سيخضعون جميعهم لاختبارين اثنين في‮ ‬ظرف‮ ‬8‮ ‬أيام بشكل متباعد،‮ ‬ولن‮ ‬يمكنهم العودة إلى المؤسسة إلا في‮ ‬حال أكدت نتيجة الاختبار الثاني‮ ‬خلو أجسامهم من المرض‮.‬
وعلى إثر هذا المستجد الذي‮ ‬عرفته المؤسسة تقرر تعليق الدراسة الحضورية واللجوء إلى خيار التدريس عن بعد،‮ ‬وهو ما‮ ‬يؤكد على أن الوسط التعليمي‮ ‬معرض لأن‮ ‬يصبح بعضه عبارة عن بؤر وبائية بشكل عام،‮ ‬إذا لم تتم اتحاذ كافة التدابير الوقائية،‮ ‬الفردية منها والجماعية،‮ ‬ليس فقط داخل أسوار هذه المؤسسات وإنما حتى خارجها،‮ ‬لأن الفيروس‮ ‬يمكن أن‮ ‬يأتي‮ ‬من الخارج عن طريق أحد الأطر الإدارية أو التربوية أو عن طريق أعوان النظافة وحراس الأمن الخاص أو التلاميذ انفسهم،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يتطلب‮ ‬تعبئة قوية،‮ ‬والاستعداد لكافة السيناريوهات،‮ ‬خاصة وأن العدوى في‮ ‬انتشار‮ ‬يوما عن‮ ‬يوم‮.‬
فيروس كوفيد‮ ‬19،‮ ‬لا‮ ‬يهدد فقط اليوم المؤسسات التعليمية بل حتى الجامعية منها،‮ ‬وهو ما دفع عددا من الكليات إلى اتخاذ قرار عقلاني‮ ‬يتمثل في‮ ‬إجراء الامتحانات عن بعد،‮ ‬من أجل إنقاذ الموسم الجامعي‮ ‬وطي‮ ‬صفحة السنة الفارطة،‮ ‬وحماية الطلبة والأطر الإدارية والأساتذة وأسرهم من احتمال انتقال العدوى،‮ ‬خاصة وأنه على مستوى جامعة الحسن الثاني‮ ‬بالدارالبيضاء نموذجا،‮ ‬هناك حوالي‮ ‬127‮ ‬ألف شخص ما بين طلبة وأساتذة وغيرهم،‮ ‬مما‮ ‬ينذر بأوخم العواقب‮. ‬وإذا كانت كليات قد اتخذت هذا القرار الذي‮ ‬وصفه الكثير من المتتبعين بالصائب والعقلاني،‮ ‬معين الشق وبن مسيك وغيرهما،‮ ‬فإن كليات أخرى لا تزال مصرة على خيار الامتحانات الحضورية،‮ ‬مما‮ ‬يطرح أكثر من علامة استفهام،‮ ‬حول المصير الغامض الذي‮ ‬يتهدد الجميع،‮ ‬خاصة وأن الظرفية الوبائية هي‮ ‬جد معقدة،‮ ‬وقد‮ ‬يترتب عن خطوة من هذا القبيل تبعات وخيمة متعددة الأبعاد؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/09/2020