ظهور شقوق خطيرة في بعض المنازل وشل حركة المرور
بمجموعة من المحاور الطرقية
تسببت الزخات المطرية القوية، التي عرفتها تطوان، يوم الاثنين فاتح مارس 2021، في فيضانات خطيرة، أغرقت خلالها عددا من أحياء وشوارع المدينة، وتحولت فوهات المجاري إلى نافورات، والشوارع إلى مسابح، والأحياء إلى شلالات ووديان، هذا ما وثقته صور وفيديوهات من عين المكان توضح حجم الكارثة وضعف البنية التحتية لمدينة تطوان التي عاشت ظرفية استثنائية تتنفس تحت الماء .
وفي هذا الإطار، عاينت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أثار الخسائر المادية التي خلفتها تداعيات المياه الجارفة التي غمرت مجموعة من المنازل الأرضية والمحلات التجارية، وتسببت في خسائر فادحة لمجموعة من الأسر التطوانية، حيث ظهرت شقوق خطيرة في بعض المنازل خاصة بـ «خندق الزربوح» ، و»جامع المزواق»، و»طابولة»، و»طويبلة»، و»جبل درسة» و»ليشارة»، كما جرفت السيول عددا كبيرا من السيارات والشاحنات.
وفضلا عن الأضرار المادية التي خلفتها السيول، فقد تسببت الأمطار أيضا في شل حركة المرور بمجموعة من المحاور الطرقية، خاصة بالطريق الدائري، بعدما غمرت المياه الممرات تحت أرضية الأربعة، مما تسبب في تعطيل الدخول والخروج إلى مدينة تطوان من جهة مدينة طنجة.
وبحسب بلاغ سلطات عمالة تطوان لم يتم تسجيل أية خسائر في الأرواح «والحمد لله» ،على الرغم من تداول فيديو يوثق غرق طفل بـ «حي ليشارة» ، بعدما جرفته السيول، تبين بعد ذلك أنه جرى إنقاذه من طرف بعض المواطنين.
وذكر البلاغ أنه تم تسجیل تسرب میاه الأمطار لما یناھز 275 منزلا بمجموعة من أحیاء المدینة، فیما جرفت التدفقات الفیضانیة 11 سیارة خفیفة.
وأضاف أن التساقطات الغزیرة أدت إلى الانھیار الجزئي للجدران الخارجیة لبعض المؤسسات والمرافق، وغمر بعض المقاطع الطرقیة بالمیاه، مع ما رافق ذلك من اضطراب أو توقف لحركة السیر بعدد من المحاور والمسارات الطرقیة.
هذا وحمل نشطاء جمعويون وسياسيون مسؤولية هذه الفيضانات لشركة «أمانديس» المفوضة على قطاع تدبير الماء والكهرباء وتدبير السائل، بسبب التقصير في اتخاذ الاحتياطات القبلية التي دعت لها النشرة الإنذارية، الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، هذا إلى ضعف استثماراتها في مواجهة الفيضانات المتكررة التي تعرفها المدينة، والتي تتطلب إعادة النظر في مجاري المياه العادمة، وعزلها عن مياه الأمطار، هذا دون الحديث عن ضرورة القيام باستثمارات كبيرة، وفق ما ينص عليه عقد التدبير المفوض، والتي تسعى الشركة جاهدة إلى التحايل عليه وعدم الوفاء بما يتضمنه.
وأظهرت الفيضانات التي عرفتها مدينة تطوان منذ بداية الألفية الثالثة أن إشكالية الفيضانات مرتبطة أساسا بتدبير ملف شبكة التطهير السائل والمياه العادمة، وقنوات الصرف الصحي المشترك، التي هي من اختصاص شركة أمانديس (الشركة المفوض لها تدبير هذا القطاع) منذ سنة 2001 بعد أن كان تدبير هذا القطاع من اختصاص المجالس الجماعية لمدينة تطوان، والذي تم تفويت مرفق تدبير التزود بالماء والكهرباء لفائدة شركة أمانديس، على اعتبار أن هيكلة شبكة التطهير السائل بمدينة تطوان، وربط كل أحيائها ومناطقها بهذه الشبكة كانت تحتاج إلى استثمارات مالية خارجية ضخمة، لن تستطيع المجموعة الحضرية لتطوان آنذاك وكذلك الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بتطوان تدبيرها، غير أن هذه الفيضانات المتكررة والخسائر الفادحة التي تخلفها كل مرة، عرت أكذوبة استثمارات شركة «أمانديس» في قطاع التطهير السائل، التي لم تكن في حجم تطلعات ساكنة المدينة، وحجم الأرباح التي جنتها الشركة الفرنسية.
من جهة أخرى، يشار إلى أن المديرية العامة للأرصاد الجوية كانت قد نبهت في نشرة جوية خاصة من المستوى البرتقالي، أن زخات رعدية قوية، (من 40 إلى 70 ملم) ستهم، اعتبارا من يوم الاثنين فاتح مارس 2021 في الساعة الحادية عشرة صباحا إلى غاية يوم أمس الثلاثاء في الساعة الثانية عشرة زوالا، عمالات وأقاليم الحسيمة وشفشاون والفحص-أنجرة والمضيق-الفنيدق وتطوان، وذكرت المديرية تسجيل تساقطات مطریة مھمة، بلغت 100 ملم ما بین السابعة صباحا والرابعة بعد الزوال من یوم الاثنین، بمدینة تطوان.