فيكتور أوسيمهن .. من شوارع لاغوس إلى نجومية عالمية

 

كان فيكتور أوسيمهن، مهاجم منتخب نيجيريا ونادي غلطة سراي التركي، قبل سنوات قليلة يبيع الصحف وقنينات المياه في شوارع لاغوس المزدحمة، متأرجحا بين صعوبات الحياة اليومية ورائحة النفايات المنبعثة من المكبات العامة. اليوم، أصبح اسمه يتصدر العناوين بفضل تألقه اللافت في تسجيل الأهداف، ليصبح أحد أبرز النجوم الأفارقة في كرة القدم الحديثة.
وتستعد نيجيريا لخوض منافسات المجموعة الثالثة في الدور الأول لنهائيات كأس الأمم الإفريقية بالمغرب، حيث يواجه الفريق تنزانيا وتونس وأوغندا، ويأمل أن يقود أوسيمهن منتخب «النسور الممتازة» نحو التتويج بلقبهم الرابع والأول منذ عام 2013. وصفه المدرب المالي – الفرنسي إريك شيل بأنه «أعظم مهاجم في العالم»، فيما يبرز إلى جانبه مهاجم أتالانتا الإيطالي أديمولا لوكمان، ما يشكل ثنائيا هجوميا مهددا لأي دفاع.
قصة أوسيمهن هي حكاية كلاسيكية عن الانتقال من الفقر إلى المجد، إذ شارك عبر وسائل التواصل الاجتماعي ذكريات طفولته الصعبة، آملا إلهام شباب نيجيريا الذين يواجهون ظروفا مشابهة. لم يكن الطريق سهلا؛ فقد فشل في البداية في إقناع مدرب منتخب تحت 17 عاما بالانضمام، لكن بفضل تدخل مساعدين، حصل على فرصة ثانية سجل خلالها عشرة أهداف في سبع مباريات، ليلعب دورا محوريا في فوز نيجيريا بكأس العالم للفتيان سنة 2017.
وبدأت تجربته الأوروبية بفشل في فولفسبورغ الألماني، لكن في شارلروا البلجيكي، استعاد حسه التهديفي، قبل أن ينتقل إلى ليل الفرنسي، ثم إلى نابولي الإيطالي مقابل 70 مليون يورو، حيث ساعد الفريق على إنهاء انتظار دام ثلاثة عقود للفوز بالدوري الإيطالي في 2023.
اليوم، في غلطة سراي، يواصل أوسيمهن تألقه، محافظا على معدله التهديفي مع ناديه ومنتخب بلاده، حيث سجل 31 هدفا في 45 مباراة دولية منذ 2017، بينها أهداف حاسمة في تصفيات كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم.
ورغم الإصابات المتكررة التي أجبرته على ارتداء قناع واق للوجه، يظل أوسيمهن رمزا للموهبة والمثابرة، قصة نجاح إفريقية تلهم الأجيال، وتذكر العالم بأن الإرادة والفرصة قد تصنعان أعظم النجوم من أبسط البدايات.


بتاريخ : 23/12/2025