دخلت جريدة الاتحاد الاشتراكي “بيت الكوديم”، وتجولت في جميع زواياه لاستكشاف وضع النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم، حيث التقت برئيس الفريق والأطر الإدارية والفنية، لنقل صورة شاملة لعشاق النادي، وتقريبهم من الاستراتيجية والرؤية المستقبلية للإدارة الجديدة.
ويرى عز الدين اليعقوبي، رئيس المكتب المديري، أن الفريق يحقق تقدمًا ملموسًا بفضل تضافر جهود مختلف مكوناته، من فعاليات رياضية واقتصادية ومانحين، ساعين جميعًا إلى إعادة الفريق إلى مساره الصحيح وإسعاد جماهيره. مشيرا في الآن ذاته إلى الدعم الحيوي الذي تقدمه عمالة مكناس للفريق، سواء من خلال المتابعة المستمرة أو المساندة المباشرة.
تحديات البداية واستعادة الثقة
تولى اليعقوبي قيادة النادي في ظروف صعبة بعد استقالة الرئيس السابق، حيث كان الفريق يستعد للعودة إلى البطولة الاحترافية، بعد 11 عامًا من الغياب.
ورغم العقبات الكبيرة، نجح المكتب المسير في استعادة ثقة اللاعبين، سواء من خلال الحفاظ على الركائز الأساسية أو التعاقدات الجديدة. كما تجاوز أزمة المنع من الانتدابات وتمكن من تأمين ملعب مؤقت للتداريب، إضافةً إلى تنظيم معسكر إعدادي تخللته مباريات ودية استعدادًا للبطولة. ورغم التأخير في إبرام التعاقدات بسبب الفراغ القانوني، تمكن الفريق من تعزيز صفوفه قبل إغلاق الميركاتو الصيفي.
وعانى الفريق من غياب ملعبه واضطر لاستقبال خمس مباريات خارج مكناس، مما حرمه من دعم جماهيره وعائدات مالية مهمة، كان من الممكن أن تساعد في تغطية تكاليف التنقل والإقامة.
ضمان الاستقرار يؤجل الجمع العام
بهدف ملاءمة قوانين النادي مع دفتر التحملات الخاص بالبطولة، قال اليعقوبي إن المكتب المديري هيأ كافة الظروف لعقد الجمع العام، لكنه قرر تأجيله بعد مناقشات موسعة مع المنخرطين، بعد فك الارتباط بالمدرب لاتونسي، عبد الحي بنسلطان، والاستعداد لمباراتين حاسمتين تحت قيادة عبد اللطيف جريندو، تفاديًا لأي تشويش قد يؤثر على تركيز اللاعبين والطاقم التقني على حد سواء.
واعتبر أن النادي لم يعد رهينا بأفراد معينين، بل أصبح مؤسسة تُدار بشكل جماعي، حيث تلعب مؤسسة المنخرط دورًا محوريًا في تنظيم شؤون النادي وضمان الشفافية والانضباط.
كما أن خزينة النادي شهدت دعمًا من المؤسسات المنتخبة والفعاليات الاقتصادية، التي دخلت على خط هذه الدينامية وذلك بضخ مبالغ مهمة نظير لوحات إشهارية لمنتجات شركاتها أو مساهمة منها دون ذلك. معتبرا أن الجمهور هو المستشهر الرسمي للنادي، حيث وصلت عائدات المباريات إلى 40 مليون سنتيم للمباراة الواحدة. ويرى اليعقوبي أن الفريق قادر على تحقيق إيرادات أكبر في حال القضاء على ظاهرة “الفابور” لضمان استدامة مالية قوية.
الصعوبات الدفاعية وتطوير الأداء
عزّز الفريق صفوفه في الميركاتو الصيفي بـ18 لاعبًا، فيما شهد الميركاتو الشتوي انضمام ستة لاعبين، من بينهم الثنائي الإفريقي الشيخ عمر فاي وتسومو ليكيبي، إلى جانب مروان أفلاح، يوسف الليموري، عمران فيضي، وهشام أيت برايم. لكن الفريق فقد فرصة التعاقد مع أسماء وازنة بسبب غياب الاستقرار الإداري في فترة الانتقالات.
ورغم تطور أداء الفريق تحت قيادة المدرب عبد اللطيف جريندو، إلا أنه واجه مشاكل دفاعية، حيث استقبل 11 هدفًا في ثلاث مباريات متتالية. ويعمل المدرب على تصحيح الأخطاء وتعزيز الانسجام بين اللاعبين الجدد والمجموعة الأساسية. خيث أظهر الفريق تحسنًا في اللياقة البدنية والانسجام التكتيكي، مما يعزز فرصه في تحقيق نتائج إيجابية.
تطوير الفئات الصغرى والبنية التحتية
وضع النادي خطة طموحة لتطوير فئاته العمرية، حيث يهدف إلى تحقيق صعود فرق الإناث والأمل والصالات، مع توفير كافة الاحتياجات للاعبين الشباب. كما شهدت مدرسة النادي زيادة ملحوظة في عدد المسجلين، حيث ارتفع العدد من 400 إلى 600 طفل، يشرف عليهم 12 مدربًا معتمدًا.
ويُعتبر فريق الأمل مستقبل النادي، حيث يتدرب ستة من لاعبيه مع الفريق الأول، وتم إشراك اثنين منهم في المباريات الأخيرة. ويأمل عبد اللطيف جريندو تطوير هذه المواهب، ليكونوا رافدًا أساسيًا للفريق الأول في المستقبل.
ويرى المدير الرياضي، عبد الحي لميني، أن النادي واجه تحديات كبيرة، خاصة بعد فترة فراغ امتدت لأكثر من 24 يومًا بين استقالة المدرب السابق وتولي الرئيس الحالي عز الدين اليعقوبي المسؤولية، مما أثر سلبا على التعاقدات وأدى إلى ضياع فرصة ضم لاعبين مميزين انتقلوا إلى أندية أخرى. كما واجه الفريق مشكلات أخرى، أبرزها غياب ملعب للتدريبات في بداية الموسم، واضطراره لاستقبال المباريات خارج مكناس دون حضور جماهيري، قبل أن تنفرج الأمور بافتتاح الملعب الشرفي خلال الجولة 12، عقب خضوعه لإصلاحات مهمة لتأهيليه وفق شروط و معايير دفتر تحملات “الكاف”.
هذا و يسعى النادي لتحقيق صعود الفرق النسوية والأمل والصالات، بهدف تعزيز المنتوج المحلي ودعمه للفريق الأول، كما عبر عن ذلك المدير التقني محمد أبو علي، الذي أشار إلى أن الفئات العمرية المشاركة في البطولات الوطنية والجهوية تحظى برعاية خاصة، حيث تُوفَّر لها جميع المتطلبات من نقل وتغذية ومصروف جيب، فضلا عن الإقامة في فنادق مصنفة عند خوض المباريات خارج مكناس لمسافات تتجاوز 150 كيلومترًا. كما تم اعتماد هيكلة احترافية، حيث يضم كل فريق طاقمًا متكاملاً يشمل مدربًا ومساعدًا ومدرب حراس، وممرضًا، مع دمج المعد البدني ضمن فريق الأمل.
أما على مستوى مدرسة النادي، فقد شهدت تطورًا ملحوظًا بزيادة عدد المسجلين من 400 إلى 600 طفل، يتدربون تحت إشراف 12 مدربًا، يتوفرون على شهادات التدريب، من بينهم قدماء اللاعبين وأساتذة التربية البدنية. وتم تعزيز الحصص التدريبية لتُقام أربع مرات أسبوعيًا بدلًا من ثلاث، مع مرونة في التوقيت خلال العطل المدرسية. كما تم اعتماد دورة عمل موحدة يشرف عليها المنسق التقني، مما يسهم في تطوير الأداء الرياضي والتكتيكي للاعبين.
التطلعات المستقبلية
مع استمرار العمل على تعزيز الاستقرار المالي والإداري والفني، يبقى الهدف الرئيسي هو ضمان بقاء الفريق ضمن أندية النخبة، مع بناء قاعدة قوية للمنافسة على الصعود مستقبلًا.
ورغم التحديات، يؤكد مسؤولو النادي أن الإرادة الجماعية والالتزام بالنهج الاحترافي كفيلان بإعادة أمجاد النادي الرياضي المكناسي.
ويرى المدرب جريندو أن الحصيلة الحالية للفريق تبقى متوسطة، رغم أن الفريق يشهد تطوراً مستمراً. وأكد أن ما زال أمامه عمل كبير لتأمين بقاء الفريق ضمن الكبار، معتبراً أن المجموعة البشرية التي يمتلكها حالياً، بالإضافة إلى التعزيزات التي دخلت في الميركاتو الشتوي، قد ساعدت على سد الثغرات التي كان يعاني منها الفريق. مشيرا إلى أن اللاعبين الجدد تأقلموا بسرعة مع المجموعة، مما سيسهم في تحسين الأداء.
نشير إلى أن النادي المكناسي، وإلى حدود الجولة 21 من الدوري، يحتل الرتبة العاشرة برصيد 26 نقطة، جمعها من ستة انتصارات وثمانية تعادلات وسبع هزائم.