في اشغال دورة المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية : الكاتب الاول للحزب إدريس لشكر: سيستمر الاتحاد الاشتراكي كما كان ومازال هو التعبير الأول عن الصف الحداثي التقدمي الديمقراطي

انعقدت دورة المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، اول امس، عن بعد وبحضور  محدود نظرا الاحترازية الوقائية، تحث رئاسة الحبيب المالكي رئيس المجلس، الذي دعا الحضور  في مستهل هذا  اللقاء إلى قراءة الفاتحة على المناضلات والمناضلين الذين فقدهم الحزب في ظل الجائحة  وخص بالذكر المناضل سي محمد الملاحي  النائب البرلماني الاتحادي ورئيس جماعة واد لو قيد حياته، كما فقد المغرب أيضا شخصية سياسية نقابية بارزة سي محمد نوبير الامور رحمة الله عليه المناضل الشهم والقائد النقابي الكبير، لعائلته الصغيرة والكبيرة جميل الصبر  والسلوانقال إدريس لشكر الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، «لقد عدنا واستطعنا الرد على كل الأصوات والكتابات التي كانت تقول بنهاية الاتحاد الاشتراكي، بل إن البعض وصلت به الوقاحة لتنظيم جنازة رمزية للحزب، ليستفيق على طقس عزاء قريب من بيته».
واضاف الكاتب الاول للحزب الذي كان يقدم التقرير السياسي اول أمس في دورة المجلس الوطني، أن هناك من أزعجته نتائج الاتحاد الاشتراكي، وسيعمل ما في وسعه من جهد لمحاصرته،» مشددا في نفس الوقت «نقولها بكل الوضوح الكافي: سيستمر الاتحاد الاشتراكي كما كان ومازال هو التعبير الأول عن الصف الحداثي التقدمي الديمقراطي».
وبخصوص موقع الحزب في المرحلة المقبلة، أكد إدريس لشكر الكاتب الاول للحزب، «أن المواطنات والمواطنين أعطوا أصواتهم للخيار الديمقراطي الاجتماعي. وموقع الاتحاد الاشتراكي بحسب أصواته ومرجعيته وبرنامجه وقوته السياسية وعلاقاته وتحالفاته ماضيا وحاضرا، هو أن يكون جزء من السلطة التنفيذية في هذه المرحلة».
وربط الكاتب الأول للحزب موقع الحزب في السلطة التنفيذية، بوجود عرض واضح نهائي ومفصل من طرف رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها»، مشددا في نفس الوقت على أن «هذا العرض هو الذي سيحد موقعنا النهائي».
وفي ذات السياق تابع الكاتب الاول للحزب أن موقع الحزب حسب نتيجة الانتخابات هو « أن نكون جزء من الفريق الحكومي لمرافقة المرحلة الجديدة لتنزيل مقتضيات النموذج الجديد»، مبرزا في هذا الصدد « لكن هذا الحضور مرتبط بالعرض الذي سيقدمه رئيس الحكومة المكلف، وان كانت له تقديرات أخرى سنحترمها وسيكون موقعنا هو المعارضة.
وبالنسبة لموقع المعارضة، أبرز الكاتب الاول للحزب أن حزب الاتحاد الاشتراكي سوف لن يختبئ خلف بعض الصيغ الملتبسة مثل المساندة النقدية، فأصحاب المساندة النقدية في بداية حكومة السي عبد الرحمان اليوسفي رحمه الله، انتقلوا بعد ذلك للمعارضة الهوجاء.
وأوضح لشكر في هذا الإطار أن انتهاء الانتخابات يعني تشكل أغلبية ومعارضة، وليست هناك منطقة وسطى، فالأغلبية تعني أن نكون جزء من التدبير بكل ما يتطلبه الأمر من تفان وحرص على نظافة اليد وإنجاح عمل الحكومة، وحرص على الانسجام وتحمل المسؤولية الجماعية، والمعارضة تعني مرافقة المرحلة من بوابة الرقابة والمساءلة والنقد والتقويم.
وفي الأخير سجل الكاتب الاول للحزب على « أن قوة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هي أنه لا يهاب المشاركة في الحكومة ولا المتوقع في المعارضة، فإذا شارك فهو مخلص لحلفائه، وقد خبروه، وإذا سارت الأمور في غير ذلك المنحى، فشعاره: المغرب أولا».
وكان الحبيب المالكي رئيس المجلس الوطني للحزب في كلمة افتتاحية لدورة المجلس الوطني التي انعقدت عن بعد من المقر المركزي للحزب بالرباط، أشار إلى ان هذه الدورة تأتي مباشرة بعد أن خرج الحزب من إحدى معاركه الكبرى من أجل مزيد من ترسيخ الخيار الديمقراطي، وتعميق وتقوية وتعزيز الأسس المؤسساتية للدولة الوطنية المدنية الحديثة والديمقراطية، وايضا من أجل استمرار حضورنا كحركة سياسية تقدمية لها معاناتها في التغيير والإصلاح والبناء والتنمية والسياسة.
وأكد المالكي اجتماع اليوم ليس اجتماع عادي، فهو اجتماع سياسي بامتياز لأنه يأتي مباشرة بعد الإعلان النهائي عن نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية والتي أفرزت خريطة سياسية جديدة تؤشر على منعطف جديد يطرح علينا سؤالا أساسيا، أي متوقع ستختار في المشهد السياسي المؤسساتي الجديد، وأي دور لنا في تفعيل مضامين النموذج التنموي الجديد ، وفي خدمة المواطن المغربي، وتعزيز قطب الديمقراطية والحداثة ومعالجة الاشكالات الاجتماعية الكبرى.
الى هذا، سجل المالكي أن المغاربة اليوم واعون بمرامي ودلالات نتائج 8 شتنبر، والتي وفرت لنا الفرصة لاعتماد تناوب ديمقراطي جديد، من منطلق الاختيار الشعبي، الذي بوأ الاتحاد الاشتراكي مكانة متقدمة على المستوى الوطني والجهوي والمحلي، إلى جانب أحزاب وقوى حية تشاطرنا العديد من اختياراتنا التحديثية والتنموية، افقنا الفكري العام، وبالخصوص منها تلك التي اقتسمنا معها في الماضي القريب والبعيد توسيع وتحصين المكتسبات والحقوق والحريات …
وأكد رئيس المجلس الوطني للحزب، أن الفعل السياسي العقلاني والواقعي، يقتضي دائما أن نفكر اولا في المصالح العليا للبلاد والشعب وليس فقط في المصلحة الحزبية الضيقة، فقد عشنا جميعا تجربة التناوب التوافقي كما عشنا كذلك تجارب لاحقة من التوافق والتعاقد وقمنا جميعا بتقييمها سلبا او ايجابا فقد أصبحت تلك التجارب جزءا من تاريخ المغرب الحديث، وجزءا من تاريخ الاتحاد الاشتراكي بل جزءا من ذاكرتنا أفرادا وجماعات…
وشدد المالكي على ضرورة استحضار بعمق وتجرد ومسؤولية، هذا المسار السياسي، للتمكن من جديد من قراءة موضوعية للمعركة الانتخابية الأخيرة ونتائجها كي نخطط للمستقبل القريب والبعيد.
وأكد المالكي أن البلاد توجد في محطة تاريخية ذات حساسية كبرى، إذ لا تقتصر أهميتها في مسار بلادنا على الجانب المتعلق بتحديد المؤسسات المنتخبة، وتشكيل حكومة منسجمة وقوية، بل تهم كذلك السياق الذي يتعلق بملف قضيتنا الوطنية، فكلكم تعرفون أن خصوم الوحدة الترابية صعدوا من أعدائهم بحقوقنا المشروعة، بالمغرب الملتحم الموحد  الملتف حول الإرادة الملكية والذي تجاوب مع المنتظم الدولي وعدد من المؤسسات الدولية والجهوية والاقليمية، يحد نفسه اليوم محط هجوم كمنهج من طرف السلطات الجزائرية مما يجعلنا نستشعر دقة الموقف الذي يتطلب من بلادنا وشعبنا …
وعرفت دورة المجلس الوطني تدخلات كتاب الجهات التي استعرضت تقارير مقتضبة عن الجهات وتقديم تقييم اولي لاستحقاقات 8 شتنبر ونتائجها المتعلق بالحزب في الجهات، كما تناولوا بالدراسة والتحليل ما جاء في التقرير السياسي الذي قدمه الكاتب الاول للحزب، وكشفوا عن مواقفهم من سؤالي المشاركة أو المعارضة، بالإضافة إلى إجماعها على التفويض للقيادة الحزبية من أجل تدبير المرحلة المقبلة واستكمال المشاورات.
وفي الاخير صادق المجلس الوطني على التقرير السياسي الذي قدمه الكاتب الاول للحزب والبيان الختامي لأشغال هذه الدورة.

 

المجلس الوطني يعبر عن ترحيب الحزب بالمشاركة في الحكومة في حالة تلقيه عرضا مقبولا

 

​​إن المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنعقد يوم الأحد 19شتنبر2021.
وبعد تحليل ومناقشة الوضع السياسي الراهن، على ضوء نتائج اقتراعات يوم 8 شتنبر الجاري، وما ترتب عن ذلك من خرائط جهوية، وأخرى جماعية محلية، لم تستكمل كل أشواطها،
وبعد حوار حر ونقاش صريح لكل اطوار المعركة الانتخابية يسجل ما يلي:
– اعتزازه بالاحتضان الشعبي لمرشحيه ومرشحاته في كل الاستحقاقات الانتخابية، الأمر الذي بوأه مقاما متقدما في الترتيب الوطني للاستحقاقات التشريعية، وجعل منه قوة في طليعة المنظمات الحزبية المتنافسة.
– إشادته بالإدارة الحكيمة والرصينة التي أبانت عنها القيادة السياسية للحزب، في تناغم مع التعبئة الكبيرة والقوية من طرف قواعد الحزب وأطره وأجهزته، التي دخلت المعركة بحماس ووفاء وثقة في النفس.
– اعتزازه بكل الأخوات الاتحاديات والإخوة الاتحاديين في القرى والمدن، والذين كانت لهن ولهم مساهمة قوية في هذا المكسب الوطني.
والمجلس الوطني وهو يمحص الخارطة السياسية، التي نتجت عن هذه الانتخابات، وما ترتب عنها من معطيات يعلن:
– إن «المغرب أولا»، الذي كان العنوان الرئيسي لشعارنا، لم يكن منحى إنتخابيا، بل إنه يتجاوز ذلك، لأننا ملتزمون بجوهره، باستمرار، ولن يتغير ولو تغيرت السياقات والظروف وكيفما كانت التطورات.
وبناء عليه فإن المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية:
– يؤكد أن نتائج الانتخابات الأخيرة، تعني أن التعبير الشعبي اتجه نحو الإفصاح عن رغبة أغلب المواطنات والمواطنين في إحداث قطيعة مع التجربتين الحكوميتين الأخيرتين، لا على مستوى مرجعية الحزب الذي سيقود الحكومة، ولا على مستوى آليات تدبير الشأن العام.
– يعتبر أن هذا التعبير الشعبي ينسجم مع دعوة الاتحاد الاشتراكي بكل الوضوح الممكن إلى تحقيق هدف تناوب جديد بأفق اجتماعي ديمقراطي من خلال صناديق الاقتراع التي تعبر عن الإرادة الشعبية.
– يعبر عن اعتزازه بالنتائج التي حققها الحزب والتي بوأته أن يكون ضمن الأحزاب الأربعة الأولى، والتي حصل عليها في شروط صعبة، ويؤكد ما يلي:
أولا: أن الهدف الأساس لمشاركتنا في الانتخابات الأخيرة كان هو تحقيق شعار: «المغرب أولا، تناوب جديد بأفق اجتماعي ديمقراطي»
بهدف أن نرافق المرحلة الجديدة لتفعيل مقتضيات النموذج التنموي الجديد من موقع الأغلبية الحكومية.
ثانيا: إن النتائج التي حصلنا عليها، والبرنامج الذي قدمناه، ووزننا السياسي والانتخابي، واتجاه التصويت الشعبي نحو المراهنة على تغيير بخلفية اجتماعية أساسا، كلها تؤكد صواب تركيزنا على التناوب جديد بأفق اجتماعي ديمقراطي.
ثالثا: يعبر عن قلقه من اتجاه نحو فرض نوع من الهيمنة على المجالس المنتخبة على المستويات الجهوية والإقليمية والمحلية، والذي أحيانا يفتقد لقواعد التنافس الشريف.
رابعا: إن المجلس الوطني يعبر عن ترحيب الحزب بالمشاركة في الحكومة في حالة تلقيه عرضا مقبولا، ومنسجما مع طموح تشكيل حكومة متضامنة ومنسجمة وقوية على قاعدة أولوية الاجتماعي ومن أجل دولة عادلة وقوية.
خامسا: إذ يعبر المجلس الوطني عن طموح مشروع في التواجد ضمن الفريق الحكومي المرتقب، فإنه يحترم خيارات رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها. ويعبر بالمثل عن استعداد الاتحاد الاشتراكي لخدمة البلد من اي موقع كان يسمح له بمرافقة المرحلة الجديدة.
سادسا: يفوض لقيادة الحزب تدبير المرحلة القادمة، ومن ضمنها موقع الحزب في الخريطة السياسية المقبلة والتوجه الذي ينبغي أن ينهجه، انسجاما مع اختياراته السياسية والفكرية وترجمة لخيار «المغرب أولا .. تناوب جديد بأفق اجتماعي ديمقراطي».


الكاتب : مكتب الرباط: عبدالحق الريحاني

  

بتاريخ : 21/09/2021