في الاحتفاء بالشاعر ضرار نورالدين

مساء يوم السبت 05 فبراير 2022 ، كان موعد عشاق الشعر وثقافة الاعتراف مع أمسية احتفاء موغل في الكرامة الإنسانية، بتجربة الشاعر نورالدين ضرار التي نظمها الاتحاد المغربي للثقافات المحلية بفضاء المكتبة الوسائطية بمدينة المحمدية .
بعد كلمة المنظمين لهذه الأمسية، أعطيت الكلمة للدكتور محمد فرح الذي شارك بقراءة نقدية عنونها ب «البعد النفسي وشعرية المدينة في ديوان هلوسات خارج التغطية « لضرار نورالدين.
في مفتتح مداخلته أشار إلى فرادة وتميز تجربة المحتفى به، حيث بلورته لآليات شعرية جمالية وفنية مكنته من الخروج عن المألوف، ومن ثم التورط الإيجابي في الحداثة الشعرية،استنادا إلى مرجعيات متنوعة، وبعدها كانت مقاربة د فرح لعتبة العنوان، حيث الهلوسة ضرب من الشعور بالاحساسات غير الموجودة، تختلف عن الحلم خارج التغطية، والتي لن تكون سوى مرآة لنفسية الشاعر التي تترصد المسكوت عنه وما يعتمل في الواقع من ترديات، في أفق بناء حلم جديد ومختلف. وبعدها لامس حضور المدينة في الديوان، حيث تعامل معها الشاعر بجمالية لغوية وتخييلية ورؤيوية، حيث تضمر مجموعة من الأنساق الثقافية التي ينبغي الكشف عنها ومعالجتها والتموقف منها.
د. محمد خفيفي تناول بالدراسة ديوان المحتفى به والموسوم ب» استهامات العاشق الأوحد»، العنوان يستفز الحواس ويبحث لها عن دليل يرشدها لمنطقة الظل والرطوبة، حيث اصطدامات الاستهانات و العشق والايروتيك وبدء الكون والصدر الأعظم، حيث تشتبك مجموعة من الدلائل غير المحايدة التي تقذف بالمتلقي إلى التحليل النفسي ومجاوراته، مما يؤدي إلى محراب العاشق الأوحد الذي لا شريك له ويسبح في ملكوت الله، ومن ثم، تصريف ركام من الرغبات الدفينة والتباهي تساوقا مع الزمن الصوفي، وحتى الإيروتيك في الديوان ظل عفيفا وغير مدنس، ليخلص إلى أن تجربة نورالدين ضرار تنتحت فرادتها في ديوان الشعر المغربي.
في حين ساهم الدكتور عبدالإلاه الرابحي بمقاربة كانت ومضات برقية وعميقة في تجربة ضرار، مؤداها التجريب التي تفصح عنه الدواوين التي تشعبت فيها النصوص والتجارب والمسارات والتراكم الشعري، حيث الخلفية المعرفية الواسعة والمتنوعة، ورفد التجربة النوعية للمحتفى به بما تستحقه من خصوصية.
ذ عبدالله المتقي شارك بشهادة عنونها ب» ضرار يلطخنا بالورد «، ولم تكن غير شهادة لله في علاقته التاريخية مع المحتفى به ومن قديم الزمان، واستمرت شغبا، شعرا ، قصة ، رواية وسفريات في خرائط الحياة والأمكنة، عكس العلاقات العابرة والمارة التي تنتهي بانتهاء المناسبات، وخلص إلى أن صديقه الثقافي سيموت تلك الميتة التي تمناها « تولستوي «، ومعناها أن ضرار نورالدين سيموت طفلا لأنه ولد شيخا .
أما شهادة الشاعر مصطفى قلوشي، فكانت سيرة لعلاقته بالمحتفى به في حدائق الهايكو، ليعتبره إحدى المرجعيات المغربية في شعر الهايكو ، بنشره لملف كوكبة من شعراء الهايكو بصحيفة «الاتحاد الاشتراكي»، كما اعتبره من مؤسسي نادي « الهايكو مروكو» وعموده الفقري، مما ينضاف إلى مشروعه الثقافي شعرا وترجمة وفعلا جمعويا .
وختاما، لا يفوتنا الإشارة إلى أن هذه الأمسية الموغلة في كرامتها الإنسانية، تخللتها قراءات شعرية للمحتفى به ومن أكثر من ديوان شعري، ولا يفوتنا أيضا أن نشد على يد منسق فقرات هذا الاحتفاء بمهارة وحرفية ذ جمال مرزوق، وكل عام وثقافة الاعتراف والاتحاد المغربي للثقافات المحلية بألف خير.


الكاتب : عبدالله المتقي

  

بتاريخ : 09/02/2022