الدعوة لترجمة التراث الإسلامي المسيحي والتراث الإسلامي اليهودي إلى اللغات الحية.
أكدت التوصيات الصادرة عن الندوة الدولية حول مظاهر التلاقح الفكري في ظل الحضارة العربية الإسلامية المنظمة بكلية أصول الدين بتطوان، يومي 2و3 نونبر الجاري، على ضرورة الانفتاح على الجامعات الأجنبية، وذلك بإرسال وفود من الطلبة لدراسة اللغة الإغريقية.
ودعا المشاركون في هذه الندوة التي نظمها مركز الدكتوراه «الدراسات العقدية والفكرية» شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة، لترجمة التراث الإسلامي المسيحي والتراث الإسلامي اليهودي إلى اللغات الحية .
وأوصت فعاليات الندوة الدولية لمنسقتها الدكتورة كريمة نور عيساوي بضرورة عقد ندوة وطنية حول الحوار الديني بين اليهود المغاربة والمسلمين، مع إنجاز موسوعة علمية تهتم بهذا التلاقح،
هذا وعرفت الجلسة الافتتاحية عرض شريط فيديو للمحتفى به في هذه الندوة الدكتور أحمد شحلان، يوثق مساره العلمي والمناصب العلمية التي تقلدها، وكذا مؤلفاته وكتبه، قبل أن يتم تسليمه درع الندوة من طرف عميد كلية أصول الدين. كما شهدت هذه الجلسة محاضرة افتتاحية لأحمد شحلان في موضوع:» أهمية التعارف المعرفي وواجب النظر».
الدكتور سعيد شبار، ومن خلال مداخلته حول « التلاقح الفكري في الإسلام، مفاهيم مؤسسة»، تطرق إلى بعض المفاهيم من قبيل مفهوم التوحيد، والعدل، والحرية، ليخلص بعدها إلى نتيجة مفادها أن الإسلام رسالة تلاقح وتعايش بامتياز، داعيا الباحثين إلى ضرورة الاهتمام بهذه المصطلحات والمفاهيم.
الدكتور عبد الله صبيح بجامعة كوبنهاكن-الدنمارك وفي مداخلة حول :» المعرفي والإديولوجي في المنهج الثلاثي لمقارنة الأديان السماوية: دراسة تحليلية لنصوص القرقساني والحريزي وابن كمونة»، ذكر بأهمية مقارنة الأديان السماوية، وإشكالية المرجعية المعرفية واختلاف المفاهيم بين الديانات، وكذا إلى ضرورة الاهتمام بالجدل الديني من طرف الباحثين، قبل أن يسلط الضوء على مفهوم التلاقح موضوع الندوة العلمية، مشددا على أنه مفهوم بيولوجي يدل على تبادل المنافع.
كما عرفت الجلسة العلمية الأولى مداخلة للدكتور أحمد عبد السلام أستاذ بجامعة مونستر-ألمانيا- في موضوع:» الزواج في اليهودية والإسلام، أحد أوجه التلاقح والجدل»، الذي ركز على التقارب الشديد بين قوانين الزواج في الإسلام وفي اليهودية، وذلك نتيجة للتعايش المباشر الذي ترجم إلى عرف ثم مأسسة شرعية.
الجلسة العلمية الثانية عرفت مداخلة الدكتور إدريس اعبيزة بجامعة محمد الخامس-الرباط- الذي تناول موضوع» فعل الثقافة العربية الإسلامية في الفكر اليهودي في اللغة والأدب والفلسفة»، من خلال استفادة اليهود من الحضارة العربية الإسلامية عامة، ومن الحضارة الأندلسية خاصة، وتجلت هذه الاستفادة في نظر الأستاذ اعبيزة في ثلاثة مستويات: اللغوي، والأدبي والفلسفي التفسيري.
الدكتور عياد أبلال، الأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، قدم مداخلة في موضوع:» تأثير الفلسفة الإسلامية في التفكير»، ذكر فيها بمستويات هذا التأثير الذي أجمله في أربعة مباحث: مبحث الإلهيات، مبحث الطبيعيات، مبحث المنطق ومبحث الأخلاق.
الدكتور حاتم أمزيل، الأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله -فاس- وفي موضوع « ابن ميمون والرشدية اليهودية»، تحدث عن التأثير والتأثر والتلاقح في تاريخ الغرب الإسلامي، مستحضرا كتابات ابن ميمون الذي أعطى وجودا جديدا لفكر ابن رشد .
الجلسة العلمية الثالثة تميزت بعدة مداخلات في مواضيع تتعلق ب» ثاودوروس أبي قرة والجدل المسيحي الإسلامي» و» دور اليهود في نقل التراث العربي الإسلامي إلى الغرب. و» دور الوساطة الفكرية العربية الإسلامية في نقل التراث الإسلامي إلى أوروبا و» المجادلات المبكرة بين اللاهوتيين المسيحيين والعلماء المسلمين»،حيث تم الحديث عن الجذور التاريخية للعلاقات بين المسلمين والمسيحيين الموثقة ضمن المصادر السريانية المسيحية ومناقشة بعض الصور البارزة في الوثائق غير العربية .
وقد شارك في أشغال هذه الندوة الدولية أساتذة أكاديميون يمثلون مؤسسات جامعية دولية( جامعة كوبنهاكن -الدانمارك-، جامعة مونيستر -ألمانيا-، جامعة لوفان -بلجيكا-، جامعة سانتا كلارا -كاليفورنيا-، جامعة قطر-قطر-) وجامعات وطنية(جامعة عبد المالك السعدي-طنجة، تطوان-جامعة السلطان مولاي سليمان-بني ملال-جامعة القرويين-فاس-جامعة محمد الخامس-الرباط، جامعة سيدي محمد بن عبد الله-فاس- ومراكز علمية دولية( المنتدى العالمي للوسطية –الأردن، وتم تسطير برنامج اشتمل على جلسة ومحاضرة افتتاحية، وثلاث جلسات علمية وجلسة ختامية.