تحت شعار» التكوينات الجامعية في الإعلام والتواصل التحديات والآفاق» التأمت يومه الثلاثاء 13 ماي 2025 بقاعة الندوات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس نخبة من خبراء وأكاديميي وأساتذة الجامعة المغربية في إطار الدورة الأولى للمؤتمر الجامعي في الإعلام والتواصل المنظمة من طرف شعبة علوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس بشراكة مع مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
ويهدف هذا اللقاء العلمي الهام إلى تشخيص واقع التكوينات الجامعية وتبادل التجارب والخبرات، وبحث آفاق تطوير برامج التكوين لتواكب التحولات الإعلامية والرقمية. كما يندرج في أفق تعزيز التعاون بين الجامعات المغربية في مجال تكوينات الإعلام والتواصل. وقد عرف اللقاء حضورا معتبرا وجمهورا نوعيا من طلبة شعبة الإعلام والتواصل بالكلية ، وعدد من الأساتذة الجامعيين من القنيطرة ومكناس وأكادير وفاس فضلا عن ثلة من الإعلاميين من مراسلي الجرائد الوطنية والإلكترونية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر انطلاقة متميزة، حيث أدارها بكفاءة واقتدار الدكتور محمد الزوهري، الذي أضفى على أجوائها حيوية وتنظيما محكما. وقد تخللت هذه الجلسة كلمات تأطيرية وترحيبية ألقاها عدد من الشخصيات الأكاديمية الوازنة، الذين أكدوا في مجمل تدخلاتهم على أهمية هذا الحدث العلمي وراهنيته في المشهد الجامعي المغربي.
استهل الجلسة بكلمة الدكتور مصطفى إجاعلي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ألقيت بالنيابة، بكلمة ركز فيها على دعم الجامعة لمبادرات البحث العلمي ذات الطابع البيني، منوها بالدور المتنامي لعلوم الإعلام والتواصل في مقاربة قضايا المجتمع الراهنة.
تلاه الدكتور سمير بوزويتة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس الذي أشار في كلمته إلى البعد الاستراتيجي الذي تحتله هذه التظاهرة العلمية في تعزيز الدينامية الثقافية والمعرفية داخل الكلية ومكانة الإعلام كأداة للفهم والتحليل والتنوير.
من جانبه، أبرز الدكتور المصطفى عمراني، رئيس شعبة علوم الإعلام والتواصل، البعد البيداغوجي والتكويني لهذا المؤتمر، مشيرا إلى انخراط الشعبة في مواكبة التحولات الرقمية والرهانات المهنية التي تطرحها أمام الأجيال الجديدة من طلبة الإعلام.
واختتمت الكلمات التأطيرية بمداخلة علمية للدكتور محمد القاسمي مدير مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بالكلية، حيث قدم تأملا عميقا في أهمية المقاربات متعددة التخصصات في مقاربة الظواهر الإعلامية، مؤكدا على دور المختبر في فتح آفاق بحثية جديدة تتقاطع فيها اللغة، والثقافة، والتكنولوجيا والتواصل.
وعرفت الجلسة العلمية الأولى مداخلات قيمة في المجال استهلها الدكتور عبد اللطيف بن صفية مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط « من أجل استراتيجية وطنية للتكوين الإعلامي والتواصلي تواكب المشروع المجتمعي وتدعم المشاريع التنموية « تلاه الدكتور إدريس بوريحان عن الكلية متعددة التخصصات أكادير « تكوينات الإعلام بجامعة ابن زهر مسارات متجددة لمواكبة التحولات الإعلامية « واختتمت الجلسة العلمية القيمة بمداخلة وازنة تقدم بها الدكتور هشام كزوط من كلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة تحت عنوان « علوم الإعلام والتواصل بالجامعة المغربية نحو توحيد الهندسة البيداغوجية وتجسيد الحركة الطلابية «
أما الجلسة العلمية الثانية فقد أدار فقراتها بكفاءة مهنية عالية الدكتور بلقاسم السهلي وشملت أربع مداخلات غاية في الكثافة والتركيز أستهلها الدكتور إدريس موحتات من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس بمداخلة تحت عنوان « تجربة الصحافة والإعلام بكلية الآداب بمكناس الواقع والرهانات». أما الدكتورة خديجة مروازي من كلية اللغات والآداب والفنون بالقنيطرة فقد سلطت الضوء بكثافة على « تجربة إجازة الإعلام والتحولات المجتمعية تصور المشروع وتحدياته» فيما أنارت الدكتورة خديجة براضي من كلية اللغات والآداب والفنون الموضوع بمداخلة اختارت لها كعنوان « تجربة إجازة الإعلام والتحولات المجتمعية تصور المشروع وتحدياته» وكان مسك الختام ورقة من تقديم الدكتور محمد الزوهري والدكتور مصطفى عمراني من كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس تحت عنوان « تجربة التكوين في الإعلام والتواصل من خلال مسارات الإجازة المهنية والأساسية ومهن الصحافة والإعلام الرقمي «. وبالموازاة مع هذه الأطاريح النظرية تم تخصيص الفترة المسائية لدورة تكوينية لفائدة طلبة الإعلام والتواصل في موضوع :أساسيات صحافة الموبايل من تأطير الدكتور عادل اقليعي صحفي ومنتج تلفزيوني .
وقد سهرت اللجنة التنظيمية والعلمية المكوّنة من ثلّة من الأساتذة الباحثين الأفاضل: الدكتور محمد القاسمي، والدكتور المصطفى عمراني، والدكتور محمد الزوهري، والدكتور بلقاسم السهلي، والدكتور حفيظ حفاظ، والدكتورة فايزة كنون، والدكتورة حكيمة لوكيلي، على الإعداد المحكم لهذا اللقاء العلمي، وضمان مختلف الشروط الكفيلة بإنجاحه تنظيمياً ومعرفياً. حيث انكبّت اللجنة على تدبير الجوانب اللوجستيكية والتواصلية والعلمية، من استقبال الضيوف وتنسيق المحاور إلى إعداد البرنامج وتوفير بيئة أكاديمية محفزة على الحوار والتفاعل الخلاق بين مختلف المشاركين. ويُحسب لها إصرارها الدائم على خلق فضاء للنقاش الرصين والانفتاح على قضايا الإعلام والتواصل في أفق تعزيز البحث العلمي ومواكبة التحولات المجتمعية التي يشهدها الحقل الإعلامي وطنيا ودوليا.