عقد المجلس الجماعي لمدينة بني ملال دورته العادية لشهر ماي بمقر البلدية وذلك يوم السادس من ماي 2019.
وقد تميزت هذه الدورة بالتداول في شأن طلب إحداث وإنجاز مركز استقبال للشباب بالمدينة ، سبق وأن تقدم به فرع جمعية الشعلة للتربية والثقافة ببني ملال. وذلك بناء على إيداع عريضة من توقيع العديد من الشباب الجمعوي تنزيلا للفصل139 من الدستور وعملا بمقتضيات المادة92من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجامعات المحلية.
وقد شكلت هذه النقطة، أول مبادرة من نوعها من حيث الشكل والمضمون، وخلقت بكل المقاييس الحدث. لا سيما وأن عاصمة الجهة تفتقد إلى البنيات الشبابية من مآوي ومراكز استقبال تليق بعاصمة الجهة التي لا تتوفر سوى على دار شباب يتيمة بنيت في بداية الاستقلال.
ولعل أهم ماميز المداخلات والنقاشات حول هذه النقطة بالذات أنها جاءت ولأول مرة، دستوريا وقانونيا، من خارج المجلس ومكوناته السياسية وحققت الإجماع ووحدة الكل، أغلبية ومعارضة، وخلفت استحسانا عند الكل، وقد تفاعل معها الجميع بالإيجاب، مما دفع رئيس المجلس، وفي إشارة إلى موافقته المبدئية على هذا المطلب الشبابي الجماعي، إلى رفع ورقة كتب عليها شعار العريضة المرفوعة إلى المجلس «بغينيا مركز استقبال للشباب بالمدينة!».
وكانت ردود أفعال الجميع من حيث المبدأ أن الموافقة على طلب الشباب قضية تفرض نفسها ويجب على الجميع الانخراط فيها وإنجاحها كمقاربة نوعية وحاجة ملحة للمدينة ولشبابها.
وفي الأخير هنأ رئيس المجلس الشباب الذين صنعوا هذه المبادرة وخلقوا الحدث، كما شكرهم على إصرارهم المبدئي لتحويل الأحلام إلى أفكار والأفكار إلى طموح وأجرأة على أرض الواقع.
وفي ذات السياق وأمام رغبة الجميع في تحقيق تطلعات الشباب لإنشاء مركز الاستقبال بمعايير ومواصفات ذات جودة، وهو ما أشارت إليه العريضة المودعة من طرف الجمعية بتاريخ 4 دجنبر 2018 في إطار تفعيل الآليات التشاركية، أعرب الرئيس وبعد موافقته و بإجماع كل مكونات المجلس ولجنته المكلفة، عن أسفه لإجهاز المجالس المتعاقبة على تدبير الشأن على جميع الأرصدة العقارية التي تمكن من تحقيق مثل هذا النوع من المشاريع والإنجازات، ودعا كذلك إلى المصادقة على هذه الإحداث خلال الدورة المقبلة، مقابل حث اللجنة المكلفة بإيجاد العقار الملائم، وفي تصريح لزكرياء حميد، عضو جمعية الشعلة، اعتبر التعامل مع العريضة بشكل ايجابي من طرف مكونات المجلس، أغلبية ومعارضة، مكسبا حقيقيا وتفعيلا سليما لمضامين دستور 2011، الذي وضع جمعيات المجتمع المدني في موقع سلطة حقيقية تساهم في إعداد وتقييم السياسات العمومية، كما اعتبر إحداث مركز استقبال للشباب بالمدينة مطلبا ملحا للشباب يلبي حاجياتهم التكوينية والاجتماعية والثقافية.